إسبانيا فازت.. وإيطاليا خسرت.. إنه ملخص الحديث، لكن كل ما أتمناه بأن لا يبحث الطليان عن المذنبين بعد الهزيمة المذلة.. فالفريق الإيطالي قدم مباريات كبيرة في هذه الدورة، فقد أوقف الأسبان في المباراة الأولى، كما يحسب للفريق بأنه سجل الهدف الوحيد في مرمى كاسياس! وأقصى الإنجليز، وحطم الألمان.. لكنه انحنى أمام الأسبان. قبل أربع سنوات فازت إسبانيا بكأس الأمم الأوروبية، فقال الجميع إن إسبانيا فازت من لا شيء.. وإنها لن تحقق بطولة بعد ذلك، وإن مستقبلها لن يكون براقاً، فتفوقت على نفسها وحققت الفوز بكأس العالم 2010.. وجاءت إلى النهائي 2012 كمرشحة فخاضت مباريات الأدوار الأولى بمستويات باهتة.. عرجاء تتعكز على تاريخها، زحفت على أنقاض فرق مجموعتها ففازت في مباراتين وتعادلت في واحدة. لكنها لم تبهر فقد عانت الأمرين أمام الطليان، وكادت أن تتعثر أمام الكروات، لكن فريقها بدا متماسكاً، لم يثير أي شكوك أو ريبة وبدا مسيطراً على الوضع.بالمقابل ظهر الفريق الإيطالي بمستوى مغاير وقدم كرة قدم هجومية ودفاعية مميزة، وظهر لاعبوه بقدرات فنية كبيرة تؤهله ليكون أحد فرسان الرهان.. وكان له ما أراد بالوصول إلى المباراة النهائية.. لكن إيطاليا لم تكن تدرك ماذا كانت تخبي لها الأقدار؟ وما حدث في المباراة النهائية شيء من الخيال.. انتصار إسباني كبير، بعد سيطرة مطلقة، استسلام إيطالي غريب، حتى الأقدار رفضت أن تساند الفريق الإيطالي، فلعب الفريق بعشرة لاعبين لفترة من الزمان، فكان ما كان، في مباراة لن ينساها الأسبان، وهي ذكرى مرة للطليان.المنتخب الإسباني حقق الذهب بعد قسوة على الفريق الإيطالي، لكن ما هو واضح بأن المنتخب الإسباني قتل المتعة، وإذا ما استمر على هذا الأداء فإنه سيقتل اللعبة، ويبث فيها من الضجر ما كان، وإن بدأ الكثير من المتفرجين يملون طريقة أداء الفريق التي تعتمد على التمرير، ومن ثم التمرير، إلى ما له نهاية.. الأنصار يشجعون الفريق بجنون، ولا يهمهم إذا ما ممر الفريق 100 تمريرة أو أكثر.. فكل ما يهمهم هو الفوز.. والفريق الإسباني يحقق لهم هذه الأمنية ويتبعها بأخرى! عموماً.. هذه هي طريقة إسبانيا المتبعة منذ أعوام، ففي عام 2008، حققت اللقب بطريقة مماثلة بهدف في شباك الألمان، وفي العام 2010 قادها الفنان تشافي إلى حلم الأحلام، وفي 2012 قادها فريق مكون من أبطال. هذا هو اللعب مع الكبار، عندما لا تستطيع هز شباكهم، فهم يستطيعون.. وأحياناً يقسون.. المجد لإسبانيا!!
Opinion
كل الطرق تؤدي إلى مدريد
03 يوليو 2012