قال سبحانه وتعالى (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه)، فالحمد لله الذي أظهر الحق ونصر أهله، وهاهو اليوم يأتي نصر لأهل الفاتح، حين يشهد أحد أبنائه المخلصين، الدكتور رائد الجودر صاحب النفس الشريفة، الذي أثبت باستقالته من جمعية تجمع الوحدة الوطنية أن شرفاء الفاتح لا يمكن شراؤهم ولا يمكن إغراؤهم، فجميع من زحف تلك الليلة هم والله أشراف الوطن وعزته وعزوته، إنه الرجل الفاضل الذي ذكر في تغريدته «قدمت استقالتي من العضوية التأسيسية لتجمع الوحدة الوطنية احتجاجاً على التقرير السياسي المجحف بحق أهل الفاتح» وبهذا يثبت أن من كتب التقرير قد يكون مندساً، وقد يكون أحد أولئك الذين وقفوا في أحداث التسعينات يدافعون عن الإرهابيين حتى صار لسانهم المتحدث ووكيلهم الذي شمّر ذراعه وفتل شواربه ووقف علينا يهذي بتبريكاته وتبريئاته وتهليلاته وتصريحاته.وها هي صحيفة «الوسط» قد نشرت بتاريخ 1 يوليو 2007 مقابلة أجريت مع أحدهم، ومن ضمن الأسئلة التي وجهت إليه: «كثيرون تنكروا للتسعينات ولتضحيات التسعينات.. هل ممّن تتنكرون لتلك المرحلة أيضاً؟» فما كان جوابه إلا: «إنني أعلن أنني أعتز اعتزازاً كبيراً بتلك المرحلة وبما مَنّ الله علينا به من نعمة المشاركة»، وهو نفسه الذي دعا إلى عودة السلندرات يوم أجريت التعديلات على دستور 2002،، إنه ومعه نفر آخرون الذين يبحثون عن الفرص والذين يدّعون بأنهم المناضلون، ولكن أثبتوا بأنهم المتسلقون الذين يسرقون تضحيات الشعب، ويتاجرون بآلامة، ويساومون على أمنه مقابل مصالح سياسية شخصية ليحصلوا على منصب رفيع في الحكومة، كعادة الدولة لترضية المعارضين، أوللحصول على كرسي في البرلمان.نعود إلى ابن البحرين البار الذي انتفض لأمة الفاتح، حين قدم استقالته من جمعية تجمع الوحدة الوطنية والتي قام بنشرها بنفسه، وبالتأكيد قد قرأتها الوفاق بكل تأنٍ ودقة، إلا أنها شطبتها وتجاهلتها، فهي وثيقة تلغي تقرير الجمعية وتثبت أن التقرير لا يمثل إلا يد من صاغه، حين ذكر ابن الفاتح أن سبب استقالته هو التقرير السياسي الذي تمت تلاوته في الاجتماع الأخير للجمعية العمومية، والذي كما ذكر احتوى مغالطات واتهامه لأهل الفاتح بشكل غير مباشر بأنهم أذناب للسلطة، وأن حراك 14 فبراير كان حراكاً مطلبياً وحقوقياً، وهو مخالف لما أجمع عليه أهل الفاتح، من أن الحراك كان حراكاً طائفياً القصد منه الاستحواذ على البلد تحت ذريعة المطالب الحقوقية، كما إن التقرير السياسي لم يتطرق للانتهاكات الثي حدثت بحق أهل الفاتح، والتي وثقها تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، إضافة لذلك فإن التقرير فشل في إقرار حقيقة مهمة جداً وهي أن جمعيات التأزيم كانت السبب في كل الأحداث التي حدثت لرفضها لحوار ولي العهد الذي طرح بدايات الأزمة، ثم ختم كتاب استقالته بقوله إن التقريرلا يمثل أبداً ما وقفنا له في تجمع الفاتح الأول والثاني والثالث، كما إنه لا يمثلني شخصياً، وعليه فإني أتوجه لكم بخطاب الاستقالة من عضوية التجمع الذي لم يعد بيننا الكبير كما كان في بداياته.وإنه السؤال الذي يسأله أهل الفاتح؛ إذا كان عضو بهذه الأهمية لم يطّلع على تقرير قبل كتابته ولم يشارك برأيه، وإنما سمعه حين تمت تلاوته في الاجتماع، فكيف بأمة الفاتح التي لم تعلم عنه ولا من أعده وصاغه وراجعه، لكن من الأدلة السابقة والحاضرة، عرفنا وعلمنا أنه الشخص والأشخاص الذين كانوا بالأمس رفقاء للانقلابيين في أحداث التسعينات، واليوم جاءت لهم الفرصة ليندسوا ويعملوا لصالح الأصحاب الذين لم يتردد أن يقول عنهم حين كان يجلس في إحدى الندوات في ديسمبر 2009 بالقرب من رئيس تيار الوفاء عبدالوهاب حسين»إن كنا نريد الإنصاف فعلينا أن نقّبل أيدي هؤلاء المراهقين وأرجلهم لفضلهم الكبير علينا جميعاً».. نعم لقد حاول في هذه الفترة اختراق دوائر المحرق لصالح بعض الجمعيات، ولكنه ولله الحمد لم يوفق.إن هذه الاستقالة هي شاهد من بطن جمعية تجمع الوحدة الوطنية، والتي تعتبر وثيقة إلغاء للتقرير السياسي لهذه الجمعية، حين يكون هذا التقرير فاقد الشرعية، عندما تم اختطافه من شخص أو قد يكون أكثر من شخص يشتركون في بعض المصالح، فالتقرير هو تقرير شخصي تبرأ منه شرفاء الفاتح، وها هو ابن الفاتح البار يتبرأ منه علناً، إنها وثيقة مهمة على المسؤولين بوزارة العدل محاسبة هذه الجمعية التي خطفت إرادة 450 ألفاً من أبناء الفاتح، وسرقت مواقفهم الوطنية الذي أذهلت العالم، كما أوقفت تكبيراتهم وهتافاتهم تحركات الطراريد الإيرانية والأساطيل الأمريكية