رغم أن هناك من يتحفظ على هذه الخطوة إلا أني أعتبرها (رغم محاذيرها) ذكية ومطلوبة، لكن يجب أن نطرح ما نريد أيضاً كدولة.فما نلمسه اليوم من توجه (دولة) نحو استقطاب الخبراء البريطانيين في كل المجالات والوزارات والهيئات، إنما هو تحول في الفكر السياسي من الارتماء في الحضن الأمريكي، إلى توازن بين أمريكا وبريطانيا، حتى مع معرفتنا كشعوب أن الدولتين تحركهما المصالح فلا حب (لله) أبداً في السياسة.خبراء إلى وزارة الداخلية من بريطانيا، طلب المساعدة من (إسكتلنديارد) وما إلى ذلك من تعاون بين وزارة الداخلية وأجهزة الدولة البريطانية، في الوقت ذاته لا أريد أن أقول إن سيارات الداخلية أيضاً تغيرت وعادت إلى السيارات البريطانية (لندروفر) وغيرها..!وزير العدل في بريطانيا ويبدوأن مستشارين بريطانيين سوف يأتون لوزارة العدل البحرينية في مواقع عدة كما قالت الوزارة للمساعدة في بعض التشريعات والضوابط.شخصياً لا أجد ذلك أمراً خاطئاً، فما ورد إلينا من أنباء تقول إن أحد الساسة الإنجليز قال إبان الأحداث الأخيرة لمسؤول آخر بحريني: "مادمتم اعتمدتم على أمريكا ووضعتم ثقلكم هناك، فقولوا لأمريكا أن تنقذكم اليوم”..!!كل تلك أقوال، ربما نقلت كما قيلت لي، أو بها بعض النقص ذلك أني لم أسمعها مباشرة، لكن يبدو أن بها جانباً من الصحة.الحرب الخارجية التي تعرضت لها البحرين جزء كبير منها إعلامية وسياسية ومن خلال منظمات دولية، وكانت مصدرها بريطانيا، ربما يكون ذلك بمثابة الابتزاز في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من أزمة مالية، دول بصدد أن تعلن إفلاسها، والجميع خائف هناك، هذا الابتزاز مرده إلى أن الإنجليز الذين يتمتعون بخبث سياسي أكبر من الأمريكان يريدون تشغيل عمالتهم ومصانعهم وتجارتهم، وهذا حق لهم، فبريطانيا إلى الآن تشعر أنها دولة عظمى حتى وإن غابت عنها الشمس..!لا تريد بريطانيا أن تخرج من الاستعمار لدول الخليج والبحرين دون مكاسب، القوات عادت والاستعمار تبدل، من القوات إلى الغزو الفكري والتجاري والاقتصادي، هذا ما تريده الدولة الإنجليزية اليوم.وأنا أكتب كل هذا، أود أن أُخبر القارئ أن هذا المقال ما هو إلا قراءة لمعطيات أمامي، أو كما يقال تشبيك للخيوط، ولا أملك حقيقة خالصة أطلقها كحكم على مجريات الأمور.أعود وأقول إن كل ذلك يعطينا مشهداً مختلفاً، فاعترافات البي بي سي قرأتها بخلاف حب الشبكة الإخبارية للحقيقة، نحن نعرف البي بي سي تماماً، لا تعترف بالصداقة، ولا تعترف بالتاريخ او الجغرافيا، البي بي سي هي إحدى أذرع وزارة الخارجية البريطانية، عندها تعرف أن من يحرك الأمور ليست المصداقية الإعلامية، وإنما ما تريده بريطانيا من سياسات.نظرية أن هناك من (صحا) ضميره في البي بي سي وخاف من عقاب الله في الآخرة لا أؤمن بها أبداً، أنا وأنتم نعرف الأمور تماماً.إلى ذلك فإن لغة المصالح أيضاً امتدت إلى طرح مشروع منطقة التجارة الحرة مع بريطانيا، وهو مشروع وفكرة جيدة للبحرين أيضاً، كل ذلك جاء بعد الأحداث الأخيرة، وأجد أن هذا فيه من الذكاء السياسي فالإنجليز لا يعرفون لغة الطيبة في السياسة، إنما المصالح، وهذا ما قد يجعل تحولات كثيرة تحدث مستقبلاً مع بريطانيا وسياستها الإعلامية ومواقفها السياسية.كل هذا المشد وأكثر مما سآتي عليه يجعلنا نقول إننا عدنا للحماية البريطانية ولكن دون قوات، القوى الناعمة هي التي تحكم، بريطانيا تضع السكين على رقبتك وهي بعيدة عنك، عن طريق المنظمات والمواقف السياسية والتصريحات، وإعطاء اللجوء السياسي لأصحاب الدكاكين ومن يدّعون حقوق الإنسان، ليتم تحريكهم ضد أي بلد يستهدفونه.أنا أقبل بلغة المصالح، لكن المطلوب من الدولة البحرينية كما تعطي أن تأخذ، فليس مقبولاً أن تكون بريطانيا ملجأ لكل من عوى وأراد أن يشتم البحرين وأهلها، مادامت المسألة سياسة ومصالح فلتكن، لكن أيضاً علينا أن نطرح ما نريد.أثناء الأزمة طرحت هنا أن بريطانيا لا تعترف إلا بالمصالح، وعلى البحرين أن تتجه إلى ذلك، الآن حدث، لكن يجب أن يحدث كما في كرة القدم (هات وخذ) وإلا تصبح الطاولة مكسورة..!إن كانت صفقة الترنيدو بين بريطانيا والسعودية أفضت إلى ترحيل المعارضين السعوديين، فلتكن كذلك مع البحرين..!رذاذليس فقط هناك تغيير في سيارات الشرطة والمرور، إنما حتى في اتحاد كرة القدم هناك تغيير، فجاء المدرب الإنجليزي تايلور مع المساعدين، وأيضاً جاء المدرب الإنجليزي هدسون إلى المنتخب الأولمبي مع المساعدين، إنه الزمن البريطاني، لكني أتمنى من وزير الداخلية أن يأتينا بخبراء بريطانيين للمرور، حالة المرور على أيام الإنجليز أفضل، ناهيك عن فوضى الطرقات التي نشاهدها كل يوم، دول الخليج تتقدم ونحن نعود للوراء..!أو كما يقال حملات المرور تحدث في المحرق والرفاع فقط..!!الحمد لله جاء المدرب الإنجليزي لكن كما قيل (قطوة الحياج صادت فار) فقد فاز ببطولتين.. الحمد لله (ألقحت)..!!أنا لا أدعي شيئأً ما من كل ما ذكرت، لكني أشابك الخيوط مع بعضها فتخرج الصورة..!
Opinion
زمن الإنجليز.. من سيارات الشرطة إلى مدرب المنتخب!
09 يوليو 2012