إذا كانت لدى الآخر إرادة ما، فقد يكون ذلك شأنه، لكن الإشكال ليس هنا إنما في إرادتك أنت، هل أنت وضعت نفسك ضمن مشروعه وتركت المركب يقوده القدر؟ أم أن مشروعك سيكون طاغياً ومتسيداً ويأخذ زمام المبادرة؟أعرف أن مثل هذا الطرح يزعج أشخاصاً أو شريحة تمتلك التنفيذ، لكن مثل هذا الطرح يجب سماعه، كون الذي حدث وتم، كان بمثابة (صناعة الانقلاب بيد الدولة) ويبدو أن هذه الصناعة عادت تدور ثانية وربما بوتيرة أسرع وبوصاية خارجية.ما كان لشيء ما ليحدث لولا وجود كل الأرضية وكل المقومات، وهذا هو الذي كان يحدث بيد الدولة، حتى شعرنا في توقيت معين أن الدولة أكلت نفسها بنفسها، أو أهدت نفسها بنفسها إلى من يضمر الشر إليها.ليس بعيداً عن مقال الخميس الماضي؛ فقد حدث ما حدث بغفلة بأخطاء، بغمامة على العين، بحسن نية، وسوء تخطيط، هو قد حصل، ورغم أننا نحتاج الماضي لنتعلم من الأخطاء، إلا أن الأكثر أهمية هو المستقبل والتخطيط المستقبلي وعدم تكرار ما حدث، كل ذلك يحتاج أولاً لنعترف أن أخطاء بالجملة قد حدثت، وأن كوارث كثيرة كانت بصناعة متقنة من يد الدولة، وأن مشروع الآخر لن يتوقف عندما حدث بل إنه مستمر ومتواصل بشكل مفضوح اليوم من بعد ما كان مستتراً.هذه إرادة الآخر؛ لكن أين إرادة المجتمع والدولة التي تمتلك السلطة التنفيذية، من لا يعترف أن هناك أخطاء جساماً أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، فإن شيئاً لن يتغير، لا نريد ظهوراً للإعلام للاعتراف بالأخطاء، فقط نريد إيماناً داخلياً بأن الكوارث حدثت من تحت أيادينا، وعلينا اليوم مسؤولية التغيير، ومسؤولية الدولة وسيادتها، والشعب الذي وقف وقفة لا تنسى، ولا ينبغي أن تنسى بعد أن هدأت الأمور جزئياً.أمور كثيرة بالإمكان تنفيذها وبسرعة وبقوة ولا تحتاج إلى صخب وإعلام، ولا تحتاج إلى ضوضاء، فقط إلى إرادة تغيير وأدوات تنفيذ مخلصة، فكل شيء هو تحت يد الدولة، لكن هل لاتزال الدولة تذهب بنا إلى طريق الألم؟المطلوب من تجار البحرين ومن يحب البحرين ومن الدولة التي خرج ضدها من أرسلتهم للخارج أن يعرفوا أن أكبر بوابة للتغيير ولاختطاف البحرين هو السيطرة على التعليم، هو البوابة الكبرى، وكلنا شاهدنا ما حدث، ولماذا تم تسييس التعليم وإدخاله في لعبة الانقلاب، ولو أن الوضع طبيعي لما كان ذلك، فإلى أين أنتم ذاهبون اليوم؟السيطرة على المهن (الطب، التمريض، الهندسة، التعليم، المحاماة، الطيران.. والقائمة تطول) هي أحد أهم أهداف تغذية الانقلاب، وبما أن الانقلاب كان طائفياً والخروج طائفياً ورحلة جنيف طائفية، فإن المراد لهذه المهن أن تصبح كذلك، فكم جرس تحتاج الدولة ليقرع في رأسها؟التعليم حجر زاوية؛ ما الذي يجعل رجل دين يرسل إلى الهند المئات ليتعلموا في جامعة يملكها هناك، وما الذي يجعله يتملك جامعة بالهند؟الهدف ليس حب التعليم، إنما السيطرة على مفاصل الدولة، والدولة تذهب برقبتها إلى حيث يريد الآخر مع عميق الأسف.من أراد أن يفكر في المستقبل (وهذا همنا) فعليه أولاً أن يدرس ما حدث وكيف حدث، والبوابات الرسمية التي خرجت منها أيادي الإرهاب، من بعدها سيكتشف الحل تلقائياً، لا تحتاج إلى عبقرية هذه المسألة.مستقبل البحرين مرتبط بمخرجات التعليم، ولو جاء وزير التربية مثلاً ووضع 7 حصص في اليوم عن المواطنة فلن يتغير شيء، والتغذية تغذية دينية طائفية منذ الصغر، هي تغذية كراهية وأحقاد كاذبة، واستجداء للتاريخ بكذب الروايات والتلفيق، فقط ليخرج الأبناء إلى المجتمع بنية الانتقام، لن تجدي أبداً حصص ومناهج المواطنة وأدوات توصيل المناهج للطلبة تفتقد في داخلها للمنهج، بل لديها منهج آخر تمرره.لن أتراجع عن التأكيد على أهمية التعليم، والتعليم والتدريب النوعي من أجل أن يصبح لدينا جيل ينهض بالبحرين وليس جيلاً للغدر بها، التعليم هو البوابة، التعليم هو الذي يقود للسيطرة على المفاصل، التعليم والتدريب كان هدفاً للآخر منذ بداية السبعينيات، والنتائج جاءت في العشر الأولى من الألفية، فمتى تنزاح عن الدولة الغمامة، فكروا ولو مرة واحدة بالمستقبل حتى لا تتكرر المآسي..!!^ رذاذكل شيء بإمكان الدولة أن تعرفه بضغطة زر، فتعرف بعد عامين كم سيتخرج من طلبة وكم يحتاجون لوظائف.ومن أين سيتخرجون، وما هي تخصصاتهم، وعلى نفقة من يدرسون، كلها معلومات تحتاج فقط لفكر يخطط للمستقبل، كما يفكر من يريد أن يزيح أهل البحرين وينقلب على الشرعية.^^ يقبلون أيادي ورؤوس حكام إيران، وحين نقول لهم إن ولاءكم ليس للوطن وليس لعروبة البحرين يغضبون، أنتم تدينون أنفسكم بأنفسكم، بالصور والوثائق فلماذا تخجلون من أمر تفعلونه، بل عليكم أن تقولوا كلمة حق ولو لمرة واحدة، نعم ولاؤنا إلى هناك، وإلى من قبلنا رؤوسهم وأياديهم..!!^ يا دولة إن أردتم تطبيق القانون، فطبقوه على الجميع، من قتل يجب أن يحاكم بسبب فعله ومن خلال القضاء، أما أن تبحثوا عن التضحية بأبناء البحرين لتعطوا صكوكاً للخارج فهذه قد يضر بالبحرين على المستوى البعيد.القانون هو القانون طبقوه على الإرهاب وعلى من يتجاوزه حتى يشعر الناس أن القانون عادت إليه البصيرة من بعد (عشا ليلي طويل ومرير)..!!