كأني أسمع تلك الصيحات هذه الساعة (لا حوار لا حوار.. حتى يسقط النظام) كانت تقال في لحظة ظن البعض أنه امتلك زمام الأمور، وأن الجمهورية باتت أقرب من رمش العين، عندها كيف لهم أن يقبلوا بالحوار، وهم يحسبون أن البلد وقعت في أيديهم (تلك أضغاث أحلام، حتى مع الدعم الإيراني الأمريكي البريطاني ساعتها).إرادة الواحد الأحد كانت أقوى، سبحانه يقدر الأمر كيفما يشاء، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، إذا قضى أمراً فلا راد لحكمه سبحانه.في تلك الساعات كانت أيادي الانقلاب يسخرون من الدعوة إلى الحوار، بل كلما سمعوا كلمة الحوار صعدوا مطالبهم، حتى وصلت أحلامهم إلى أنهم يريدون دستوراً جديداً يتم تفصيله بحسب طائفيتهم.اليوم وفي هذه اللحظات، هم في حالتين أو انقسامين أو تناقضين، داخل ما يسمى بالوفاق و(الحتاحيت) أتباعها، هناك من يريد الحوار وهناك من يرفضه، وهذه الخلافات ليست خفية، لكن يبدو أن من يريدون الحوار ويضعون شروطاً له أصبحوا (يتدحنون) باللهجة القروية، وهي تعني يتمرغون بالتراب، من أجل الحوار بعد كل الفشل الداخلي والإقليمي والدولي.لكن ماذا عن الساعة، هل خيبات الوفاق وفشلها جعلت آخرين يتصدرون المشهد؟ هل هناك حرب زعامة لتجمع البعض للتظاهر؟ أو السير خلف فلان، بعدما كانوا يسيرون خلف فلان؟بعيداً عن خلفية كل شخص منهم، وبعيداً عمن يدعم كل شخص منهم، إلا أنه يبدو أن ما يفعله نبيل رجب اليوم من افتعال قضايا من أجل أن يتم القبض عليه ويصبح في نظر نفسه زعيماً، وبالتالي بهذا العمل يضرب عصافير بحجر، أحد هذه العصافير هو عصفور علي سلمان من أجل أن يتفرد رجب بتوجه بعض الشارع إليه.لكن هناك سؤالاً ربما لا يلحظه البعض، وهو لماذا يندر أن يجتمع الاثنان في تجمع واحد، لماذا كل واحد يريد أن يختطف بعض الشارع عن الآخر؟هل فعلاً الولي الفقيه يدعم سلمان ولا يريد دعم رجب لاعتبارات معينة، وهي الولاء والخضوع، وأن يكون من يقود الناس رجل معمم كخليفة للولي الفقيه؟ما سعى إليه نبيل رجب من البحث عن الاعتقال حدث، ربما يجد أن الزعامة واستعطاف بعض الشارع تأتي من خلال قضايا يعرف رجب أن أحكامها ليست قوية ولا طويلة، لكنه يريد أن يقول إنه اعتقل في سبيل (القضية)..!الفرق بين أيادي الانقلاب وبين الآخرين أنهم لا ينشرون غسيلهم، إنما يبقون الحرب خفية، بينما التجمعات والكيانات على الجانب الآخر يتفننون في نشر الغسيل وضرب بعضهم بعضاً.لكن اللافت أن شعبية سلمان في تدهور كبير، وأن رجب يسرق الأضواء حتى مع كل ما أوردناه من أسباب افتعلها من أجل لفت الانتباه، هناك أيضاً من بعض الشارع الشيعي من يرى أن علي سلمان احترقت ورقته، ولا بد من بديل بعد فشله الذريع في أن يحقق أي مكاسب على الأرض، وبعد أن اختطف علي سلمان حركة الشارع في 14 فبراير ونسبها إلى الوفاق، أو ذهبت الوفاق وألقت بوشاحها على كتف حركة 14 فبراير حتى لا يذهب الشارع عنها بعيداً وتصبح بلا جمهور.في المحصلة أن لا خير في (الزوجة) ولا خير في (أختها)، هذا لمن لا يتبع هذا ولا ذلك، لكن من الواضح أن رجب نجح في أن يخطف بعض الشارع من سلمان رغم أن الحركة شيعية مذهبية معممة بامتياز، لكن فشلها في العامين الأخيرين جعل البحث عن بديل يسيطر على فكر بعض الشبيبة المتحررة من فكر الولي الفقيه، أعود وأقول (لا خير في الزوجة ولا في أختها).^^ حديث «شيبة» بحريني عن معونة الغلاء!صدفة جمعتي مع أحد رجال البحرين الذين عملوا سنوات في خدمة البحرين، يقول الشيبة: تخيل يبة هشام، بعد المرمطة على هالخمسين دينار معونة الغلاء روح وتعال وتجديد بيانات وسالفة طويلة.بعد كل هذا صرت آخذ المبلغ من (هاللنقة) وأحطها في (هاللنقة).. أخذها من حسابي، وبعد خمس دقايق هي مسافة بين الصراف الآلي، وخدمات مشتركي الكهرباء، أذهب وأدفعها إلى الكهرباء..!الدولة شغلتني ساعي بريد بعد هالعمر، صارت شغلتي أني أنقل المبلغ من حساب وزارة التنمية إلى حساب هيئة الكهرباء.. عرفت السالفة يبة هشام.. الله يخليهم ما قصروا..)..!!^^ ماذا قال ابن القيم عن إعجاب الناس؟يقول ابن القيم رحمه الله (اعلم أن الناس إن أعجبوا بك، فإنما أعجبوا بجميل ستر الله عليك).اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض.