كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول موضوع الاحتراف وتطبيق نظام الاحتراف في لعبة كرة القدم وأخذ الموضوع حيزاً كبيراً من الاهتمام في الشارع الرياضي وبين أروقة الأندية التي ستستفيد من هذا النظام والتي ستتضرر منه وهي صاحبة نصيب الأسد كون أغلب أندية البحرين لا تمتلك من الإمكانيات لتحرير عقود احترافية للاعبين أو ثلاثة من الأجانب فما بالك بلعبة كاملة يكون لاعبيها من المحترفين!؟هذا لو رجعنا إلى سجلات الأندية وميزانياتها وديونها لما فكرنا في هذا النظام من الأساس فبعض الأندية مازالت لم تدفع مرتبات مدربيها الوطنيين لأكثر من سنتين وديونها تراكمت بشكل كبير.وعلى الرغم من أن اتحاد الكرة قد اعتمد نظام الاستعانة باللاعب المحترف الأجنبي منذ فترة من الزمن إلا أننا لم نلمس في ملاعبنا ما يدل على تطبيقه الناجح عدا بعض الأندية التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة التي يمكن أن نعطيها درجة متقدمة في تطبيق المراد باختيار اللاعب المميز وكل ذلك بثمنه الذي يفوق ميزانيات الأندية الأخرى.فما يوجد لدينا حالياً يختلف كلياً عن نظام الاحتراف المطبق في الكثير من الدول فما نملكه في الفترة الحالية لا يكاد يعدو أن يكون «قشور الاحتراف» وفي بعض الأحيان لا يمت لكلمة احتراف بأي صلة كانت، خصوصاً وأن اللاعب الأجنبي أصبح «موضة» أو صرعة فكما يحب البعض أن يراهم أصحابهم وهم يلبسون الماركات المميزة نرى البعض يحاول تطبيق ذلك في الرياضة لكن بشكل مختلف وهو بأن يكون ضمن صفوف فريقه لاعب أجنبي لمجرد أنه أجنبي بغض النظر عن مستواه وإن كان سيشكل إضافة للفريق من عدمها.ليس بموضوعنا اللاعب الأجنبي اليوم بقدر ما موضوعنا الأساسي تطبيق نظام الاحتراف على اللاعبين المحليين ولعبهم وفق عقود مع أنديتهم، فالاحتراف له ضواط كثيرة ومعايير أكبر يجب التقيد بها وأهم معايير وضوابط الاحتراف هو الالتزام بمعنى الكلمة الاصطلاحي والرياضي، فمعناها الاصطلاحي هو الخصخصة أي عدم الاعتراف بالشمولية أو الازدواجية في العمل والعلماء اكتشفو أن تركيز الإنسان حول عمل معين يجعله ينتج بكفاءة أكبر هذا هو ما توصل إليه العلم.وبالنسبة لمفهومه الرياضي فهو لا يختلف تماماً فالرياضي يتفرغ تماماً للعبة يمارسها كأنه في وظيفة وهي مصدر رزقه الوحيد وهو بالضبط عكس مفهوم اللاعب الهاوي والذي هو بالطبع ليست الرياضة همه الوحيد وليست مصدر رزقه الأساسي بل يمارسها كهواية فقط. فقط من تعريف لفظ الاحتراف توارد للأذهان العديد من الأسئلة أهمها، هل تم دراسة وضع الأندية من الناحية المالية والاقتصادية ومصادر الدخل لها؟ هل تم وضع تصور معين لتكلفة الاحتراف مقارنة مع مخصصات الأندية التي تتسلمها من المؤسسة العامة خصوصاً تلك الأندية التي لا مصدر للدخل لها سوى المخصص الذي لا يكاد يغطي مصاريف لعبة واحدة بثلاثة محترفين فقط؟ هل تم وضع خطة استراتيجية للارتقاء بالوضع المالي للأندية لمواكبة نظام الاحتراف مستقبلاً؟ أم سيكون النظام بمثابة نظام الغاب يأكل فيه القوي الضعيف؟ولا نغفل كلمة «التفرغ» في تعريف كلمة الاحتراف فاللاعب المحترف يجب أن يكون متفرغاً بشكل كامل لممارسة اللعبة بما معناه بأن اللعبة ستكون شغله الشاغل ومصدر رزقه الأول ومهنته الأساسية، فهل لاعبونا مؤهلون للتفرغ وترك وظائفهم من أجل لعب كرة القدم فقط وهل أنديتنا مؤهلة لتحرير عقود تدفع فيها ما يوازي ما يتسلمه اللاعب من أجل تفريغه؟فيا ترى هل قامت لجنة الاحتراف بدراسة كل الأمور المتعلقة بهذا النظام ودراسة النظام من جميع جوانبه لكي لا يكون احترافنا حبراً على ورق أو خدمة لأندية دون أخرى؟
Opinion
هل نحن مؤهلون لدخول عالم الاحتراف!؟
03 أغسطس 2012