ليس المشكلة مع إيران ولا طيران، ولا في فبركة خطاب الرئيس المصري، ولا طلب اعتذار إيراني، فإيران معروف تاريخها منذ القدم، فهي دار الحقد والفتنة التي تمنى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون بينها وبين المسلمين جبل يعزلها عنهم، فهي بؤرة شر في العالم، فلا يوجد شبر في الأرض إلا وعليه آثار تدخل وإرهاب صفوي، وها هو أثر هذا الإرهاب منذ القدم يدب بين تراب البحرين، وهو الذي تكمن فيه المشكلة الحقيقية التي تعيشها البحرين اليوم، حين تمسي وتصبح على نيران الولي الفقيه، الذي يسعى جاهداً للقضاء على ما تبقى على أرض العروبة والإسلام، وما فبركة الخطاب ألا جزء من حقده، وباقي أجزائه تعشعش في قلوب أوليائه في البحرين.إن المشكلة كانت بدايتها مع الاطمئنان للزحف الذي قدم من إيران، وتم توطينهم في السابق كما في الحاضر القريب حتى تمكن أبناءهم، وسيتمكن أحفادهم من استمرار التغلغل والهيمنة على مؤسسات الدولة والتي تحتاج البحرين فيها إلى 100 عام إذا ما عزمت على تحقيق المعادلة التي تضمن أمن الدولة واستقرارها، ان المشكلة اليوم تكمن في غياب الاستراتيجية الأمنية التي تضع كل الاحتمالات والفرضيات لحماية الأمن والاستقرار في البلاد، إذ إن النظرة الآنية والردود الانفعالية، لا تؤسس دولة قوية يضمن بقاءها، فالدولة ستظل في مشكلة، وأكبر من هذه المشكلة إذا لم تشرع في دراسة استراتيجية تعتمد على مراجعة الماضي والحاضر والمستقبل، وتحديد منابع الخطر واستئصاله ووضع الحلول المناسبة لتأمين وضمان حماية البحرين من الخطر الإيراني الداخلي المتمثل في الخلايا الإيرانية المنتشرة بين ضلوع وعروق البحرين.إن الاستراتيجية التي ترتكز على البحث في تأمين الاقتصاد فقط، هي استراتيجية غير موفقة، حين لا ترافقها سياسة صلبة تضمن استمرار وازدهار الاقتصاد، وأنه لن يكون هناك أبداً نمو اقتصادي وازدهار حضاري، طالما حصلت هذه الخلايا على الأمان، الذي يكمن في غلق الدولة الأكبر على الاقتصاد أكثر من الغلق على المستقبل الأمني، الذي تتلاشى رؤيته كلما أظهرت الدولة محاولتها في استرضاء رؤوس الإرهاب أملاً في تهدئة الوضع الأمني، والتي تظن الدولة أنه الحل لعودة الاستثمار، وهو ظن في غير مكانه، حين عرفت الشركات الاستثمارية أن الخطر الأمني موجود طالما ظلت الدولة غير حازمة في التعامل مع مثيري الإرهاب وقطاع الطرق، وأن أي دولة لا تطبق قانون العقوبة الصارم ستكون في نظر المستثمر، دولة غير قادرة على حماية استثماراته، وها نحن نرى الدولة المتأرجحة أمنياً، يكون سببها غياب العقاب الرادع للمجرم أياً كانت جريمته، وأن شمول الجرائم الأمنية تحت بند التعبير عن الرأي لم يحصل في أي دولة في العالم حتى الخاربة منها.إذاً فمشكلة البحرين ليس في تزوير خطاب الرئيس المصري، فهي مشكلة أو ضجة آنية، ستعاود الخمود كغيرها، وقد تكون خمدت وانتهت، عندما اكتفت إيران بالرد بأنه خطأ غير مقصود، وإنما المشكلة في مؤامرة انقلاب تنسج خيوطها من جديد بتأنٍ وهدوء، مشكلة مؤامرة لن يكشف عنها بسهولة، مؤامرة لا تحتاج بعدها إيران إلى فبركة خطاب، فهذه هي المشكلة التي يجب فيها الإسراع في إنقاذ البحرين قبل فوات الأوان، إذ إن الأمر لا زال في اليد، وإنما يحتاج لجرأة المسؤولين الذين يجب عليهم ترك التغريدات والتصريحات، فظروف البحرين تحتاج إلى قرار ووقفة جادة لها رؤية وإدراك نافذ، تنكب فيه على استراتيجية تنقذ البحرين من خطر أكبر من فبركة خطاب أو المطالبة باعتذار
Opinion
الخطر أكبر من فبركة خطاب
06 سبتمبر 2012