أعطوا الطليان درساً قيماً في كرة القدم عندما واجهوا الألمان في نصف النهائي، ولعل الجهد الأكبر في ذلك يعود للعقل المدبر، كما في الأفلام فإن النقاد يتجهون أولاً لعمل المخرج فالحال يستمر في كرة القدم كذلك.المنتخب الألماني عندما يلعب كل مرة فإذا لاحظنا إنه يطبق فكرة واحدة، فكرة "أنا أفضل منك”، ولكن برانديللي بخبثه الكروي الإيطالي المعتاد صعق الألمان بالهدف المبكر نسبياً عن طريق لاعب مانشستر سيتي ماريو بالوتيلي في ظل المستوى الدفاعي الغريب جداً خلال عملية الهدف الأول، أولاً للمدافع ماتس هومليز الذي هدم كل ما بناه في هذا اليورو الكبير، وأيضاً بادستوبر المدافع الغير مقنع بنظري، فكل النقاد والمحللين بالأمس أجمعوا بأن بادستوبر لاعب ضعيف في المراقبة الفردية، والجانب الآخر ردة الفعل الغير متوقعة من الحارس العملاق الموهوب مانويل نوير، والسؤال هل ستكون هي ردة الفعل ذاتها لو كان في المرمى بوفون وكاسياس؟ ليس تقليلاً من نوير الذي أراه من وجهة نظري بأنه الأفضل حالياً، ولكن المنتخب الألماني كله كان غريباً في تلك المباراة، لا أعلم أن دخل بهاجس نحو الشخصية الإيطالية أو أنه افتقر ثقافة العودة وهي الثقافة التي اشتهر بها الألمان أنديةً ومنتخباً!لست ممن يوافق أن للتاريخ دوراً في هذه المباراة، فهل كان التاريخ يلعب؟ هل استعان برانديللي في المدعو التاريخ حتى يضع التشكيلة ؟ هل كان التاريخ يتمثل في بالوتيلي؟ هل سبب التاريخ ثقلاً في أرجل مدافعي المانشافت ؟ كفانا من هذه الخزعبلات، وصل الأوروبيون لوعي متفرد ونحن لا زلنا بنفس المصطلحات الجهلية، فلو كان للتاريخ أثر لما سجل ليفربول على رباعي دفاعي مكون من (مالديني – ستام – نيستا – كافو) في 6 دقائق وليس في أية مباراة، بل في نهائي دوري أبطال 2005، ولو كان له أثر لما هزمت إسبانيا فرنسا، لست ضد التاريخ كمصطلح، ولكني أعارضكم كتأثير على المباراة، فكيف لمادة علمية أن تتدخل في أسلوب لعب وتحركات اللاعبين؟! لنعترف ونقول بأن برانديللي هزم ألمانيا بعمل وتحفة فنية إيطالية، لم أشاهد الدفاع الإيطالي بهذا التماسك والانتظام منذ كأس العالم 2006 مع مارتشيللو ليبي، وبالفعل أثبت الطليان بأنهم أفضل منتخب في اللمسة الأخيرة .. "معلومة تاريخية وليست أثراً”!!تحية لبرانديللي الذي تكلم أمام الألمان بلسان معلمه ميكافيللي، وصدق بالفعل، الغاية بررت وسيلتها!.