بينما كنت منشغلاً باستقبال المهنئين بزواج الابن حمد مساء الإثنين الماضي فإذا بالصديق العزيز سالم رشدان يقدم لي ظرفاً كبيراً ويقول لي: هذه هدية زواج الولد حمد»!بعد أن انفض الحشد الكبير من المهنئين الذين اكتظت بهم صالة شيخان بن أحمد الفارسي للمناسبات بالرفاع هممت بفتح الظرف لتطالعني صورة ضوئية مغلفة بغلاف بلاستيكي متضمنة اللقاء الصحافي الذي كنت قد أجريته بمجلة «صدى الأسبوع» في التاسع من شهر يوليو من عام 1974 مع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان ولياً للعهد وقائداً عاماً لقوة دفاع البحرين.تضاعفت سعادتي في تلك اللحظة وذهبت بي الذاكرة إلى ذلك التاريخ لأستعيد شريط هذا اللقاء التاريخي الذي مازلت أجهل إن كان هو أول لقاء صحافي رياضي لجلالة الملك المفدى أم أن أحد من رفاق الدرب قد سبقني لذلك.المهم بالنسبة لي شخصياً سيظل هذا اللقاء تاريخياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهو يوثق مشواري الصحافي الذي بدأ في صدى الأسبوع «السيارية» في مطلع عام 1970 ومايزال مستمراً ولله الحمد.كما إنه يوثق للعلاقة المتينة بين القيادة والإعلام وهو ما يعكس الشفافية التي كانت تدار بها الحركة الرياضية البحرينية في تلك الحقبة التاريخية التي شكلت المرحلة الانتقالية للرياضة في المملكة مع إنشاء المجلس الأعلى للشباب والرياضية وما تبع ذلك من استقلال للاتحادات الرياضية ثم إنشاء اللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة.تذكرت على الفور الصديق العزيز مبارك عجب أحد رفاق الدرب الدراسي والمشوار الكروي الذي لعب دوراً في التمهيد لإجراء هذا اللقاء عندما كان مديراً لمكتب صاحب السمو ولي العهد في ذلك الوقت.أما محاور اللقاء فقد تمركزت حول إعلان سموه آنذاك عن تشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة وشملت الكشف عن خطة هذا المجلس وموعد تفعيل دوره والميزانية المخصصة له كما لم يقفل اللقاء الحديث عن أسباب تخلفنا الرياضي مقارنة بالدول المتقدمة وعن دور الأندية الوطنية وعلاقتها بمستقبل الرياضة البحرينية.إجابات سموه كانت صريحة جداً خاصة فيما يتعلق بوضع الأندية حين أكد بأن العدد الكبير من الأندية هو أحد الأسباب الرئيسة في تعثر تطوير الحركة الرياضية ولابد من البحث في تقليص هذا العدد الكبير!بعد ما يقارب الـ38 عاماً على إجراء ذلك اللقاء الصحافي مانزال نطرح الكثير من تلك القضايا الرامية إلى التطوير مثل تعدد الأندية ونقص البنية التحتية لكرة القدم وإن كنا قد حققنا بعض النقلات النوعية مثل البدء في تفعيل دور المجلس الأعلى للشباب والرياضة وإنشاء عدد من الأندية النموذجية -المنقوصة- التي نأمل أن تكتمل لكي تسد حاجتنا من الإستادات النجيلية المؤهلة للمباريات الرسمية.لا أجد في نهاية هذا العمود إلا أن أتقدم بجزيل الشكر إلى الأخ والصديق العزيز سالم رشدان على هديته القيمة التي تشكل جزءاً هاماً في مشواري الصحافي.mohamed.lori@gmail.com