لعل الكرة الشاطئية إحدى الرياضات التي اشتعل فتيلها قبل فترة زمنية وجيزة، و منذ الهزيمة أمام البرتغال في كأس العالم عام 2006 و نحن ننتظر توهجاً جديداً.خرج منتخبنا من الألعاب الآسيوية على يد نظيره الإماراتي بخمسة أهداف مقابل هدفين قبل شهر تقريباً و ربما أقل، ولكنه عانى في تلك البطولة معاناة لم يشهدها أي فريق في أي بطولة شاطئية.كانت البطولة مقامة في مدينة هايانغ الرياضية الصينية، فعندما سافر المنتخب، اضطر لأن يتوجه إلى تايلند و منها إلى هونغ كونغ ومن الأخيرة إلى الصين، ولا تكمن المشكلة في ذلك، بل في أن منتخبنا وقف "ترانزيت” في تايلند 16 ساعة بالتمام و الكمال حتى يصل إلى هونغ كونغ قبل البطولة بيوم، وقبل مباراتنا الأولى بيومين من ذلك، و مباشرة عند الهبوط اضطر اللاعبون لأن يضعوا الحقائب في المسكن والنزول على الفور لمباشرة التمارين في ظل الإنهاك الذهني و البدني، فتنظيم الرحلة لم يكن النهاية بل كان مجرد البداية، فعند الرجوع من الصين إلى هونغ كونغ اضطر المنتخب لأن يجلس منتظراً أيضاً ما يقارب الخمس ساعات حتى تأتيه طائرته، و ظل منتظراً منهكاً دون أن يتلقى من تنظيم الجهات المختصة اهتماماً، و مع كل تلك الغرابة و العجب في التنظيم فقد أحرزنا المركز الثالث.كوارث "الجهات المختصة” لم تختزل في تنظيم الرحلة فحسب بل تعددت كثيراً في البطولة، لذا فيجب أن أفيدكم بأن منتخبنا لم يكن يملك جهازاً طبياً، و الكل يعلم ما خطورة و صعوبة آثار ذلك، الطاقم الطبي موجود في كل الرياضات، حتى في التجديف.هذا أيضاً مع أزمة أحد اللاعبين، الذي كان يطلب الرجوع من الصين بسبب الامتحانات، و لكنه وقع في فخ سوء التنظيم و لم تجد الجهات المنظمة الحل له، وظلت أزمته معلقة إلى حد مجهول.مع وجود سوء تنظيم شديد في الرحلة، وعدم وجود برنامج منسق للتمارين، وغياب الطاقم الطبي، و عدم حل أزمة امتحانات لاعبنا، أحرز المنتخب المركز الثالث في البطولة، فتجرع منتخبنا بذلك العلقم، ليست مرارة المركز الثالث، بل مرارة الكارثة التنظيمية، وسوء التخطيط والبعثرة في الأوراق والعشوائية في العمل، و السؤال "هل يستحق منتخبنا كل ذلك ؟!!”و هذا ما نعنيه بالتخطيط المبعثرالذي نعاني منه دوماً، و برغم وجود القدرة والعوامل كل العوامل للتخطيط السليم لا أزال مصراً على السؤال التقليدي، "أين استغلال العوامل، و أين يذهب تقييم الشارع الرياضي و أجهزة الإعلام ؟!!، و في ظل التجاهل فالإجابة هي: "تذهب مع الريح !!