في هذا التوقيت من بعد أن خرجنا من الأزمة الأخيرة، نقول حقيقة تعبر عن ضمير أهل البحرين بصدق وهي أننا لا نريد لأسرة بحرينية أن تستنشق أي نوع من الدخانين، دخان حرق الإطارات، ودخان حرائق المولوتوف، ولا دخان غاز مسيل الدموع.لا خير في الإثنين، لكن في ذات مقولة البيضة والدجاجة نقول من الذي جاء أولاً؛ الإرهاب أم مسيلات الدموع؟ نمقت الإثنين لكن للحق والحقيقة من جاء أولاً؟لا أحد يريد أن يرى رجال الأمن في مفاصل الطرقات أو في نقاط تفتيش، لكن من الذي أوجد هذه الحالة؟.. هل كانت هذه الحالة موجودة قبل الأحداث؟من الذي أدخلنا في دوامة الإرهاب، وحالة 14 فبراير الانقلابية؟هل رجال الأمن يذهبون لإطلاق مسيلات الدموع لهوس لديهم أو للمتعة؟بالأمس شاهدنا ماذا تفعل شرطة كاليفورنيا في أمريكا وكيف وضع رجال الأمن الخارجين عن القانون تحت أرجلهم، إنه الأمن، وهذا مصلحة مجتمعية قبل أن تكون مصلحة الدولة أو النظام، وصلنا إلى مرحلة يتم فيها الاستخفاف بعقول الناس، فمن يرهب ويحرق هو من يتباكى على الاقتصاد، صرنا نقول في أنفسنا بإمكان أحد ما أن يدلّس لكن ليس هكذا.المسألة هي سبب ونتيجة، حدث الإرهاب، وجاء رجال الأمن لحفظ الأمن المجتمعي، لكن هناك مفارقة غريبة فلا أحد يتحدث عن الإرهاب، ولا عن المولوتوف، ولا عن قذائف طفايات الحريق القاتلة، يتحدثون فقط عن دخان مسيل الدموع وأثره على الناس والبيئة، ولا يتحدثون عن حرق الإطارات ودخانها القاتل، ولا عن حرائق المولوتوف، إنها مفارقة قميئة فجة تصب في ذات النفس الذي يرى بعين واحدة، دخان مسيل الدموع جريمة، ودخان حرق الإطارات والمولوتوف يصبح بخوراً..!اليوم أمامنا أسئلة تدور في فكر المواطن بعد تجربة إرهاب التسعينيات، وإرهاب 2011، فإن تم الحوار (كفرضية) وتوافق الجميع على أمور عدة (نقول الجميع) فما الضمانة ألا يعود الإرهاب بعد عام أو أكثر لأن جماعة يتم تحركيها من الخارج بغطاء المطالب؟.. هذا إن توقف الإرهاب أصلاًَ.فزاعة الإرهاب تستخدمها أطراف بعينها بأمر الولي الفقيه أو تشريع منه، أو تحريض منه من أجل تحقيق ما يسمى بالمكاسب، وهذا يعني أن هناك من يرى أن الإرهاب هو الطريق الأمثل لتحقيق أفضل النتائج، وهذا النهج هو نهج وفكر جمعية سياسية، فحتى وهم تحت قبة البرلمان فعلوا ذات الأمر، حين قالوا: "إما أن يمرر هذا الأمر، وإما ننزل الشارع” ونزول الشارع ليس النزول السلمي، تاريخ الجمعية يقول ذلك.وسط هذه المعطيات هل نذهب للحوار (إن حدث) لمقايضة الإرهاب من جمعية سياسية بتنازلات من القوى الأخرى، وتنازلات من الدولة؟هل أصبح الإرهاب هو (أداة المقايضة) نوقف الإرهاب، تعطونا ما نريد كاملاً؟في تقديري أذهب إلى ما قاله الشيخ عبد اللطيف المحمود وهو مطالب أهل الفاتح، إيقاف الإرهاب دون شروط، ومن بعدها لكل حادث حديث فيما يتعلق بالحوار، ذلك أن الإرهاب هو السيف المسلط على رقبة الجميع من أجل أن يكون هو مقابل سلة تنازلات.أهل البحرين الحقيقيون، هم بالفطرة أهل تحاور، وأخذ ورد، منذ أزمان ونحن نعيش دون هذه الاحتقانات، لكن الخطاب الديني المتطرف أوغل الصدور، وحرض على الانتقام من الدولة ومن بقية المكونات، فحتى قبل الأحداث قسم الخطاب الديني الناس إلى فسطاطين، فسطاط الحسين، وفسطاط يزيد، وهذا قبل الأحداث وليس الآن.خروج الثورة الإيرانية، وتصدير الثورة، ومحاولة الهيمنة على الدول من الداخل أفرزت كل هذه الأحداث، وهذه الاحتقانات، أو إن شئت حالة اختطاف الدولة نحو الولي الفقيه.التطورات السياسية الإقليمية تلقي بتأثيرها على البحرين، فهل سوف يأتي الحوار قبل الاتحاد الخليجي، أم بعده، فالمسألة تحتاج لدراسة، أن يأتي الحوار بعد الاتحاد فهذا يغير خارطة الحوار برمته.في ذات الوقت فإن علي سلمان هدد بحرب ضد الاتحاد مع السعودية، فهل يستقيم من يهدد بحرب ضد الاتحاد مع السعودية، مع طاولة الحوار؟معطيات كثيرة أمامنا، لكني أتمنى ألا نقيم خطوة قبل الأخرى، والاتحاد أهم لأهل البحرين من الحوار مع أيادي الإرهاب، التي لن يطيب خاطرها حتى لو أعطيتموهم ماء عينكم، الإرهاب هو نهج حياة لديهم.أعود لما بدأت به المقال، جميعنا لا نريد أن نستنشق الدخانين، دخان حرائق الإرهاب، ودخان مسيل الدموع، لكن الثاني أتى حين جاء الأول فلا نضع الجرح والعلاج في ذات الكفة..!^^ تكريم حفظة القرآن في عيد العلمأقر البرلمان قبل فترة، وكما أذكر أن الحكومة أقرته أيضاً، وهو أن يتم تكريم من يحفظ القرآن كاملاً بمبلغ رمزي وهو 1000 دينار، وأن يتم تكريم من يحفظ كتاب الله في عيد العلم، كتقدير لهؤلاء الحفظة من الشباب والفتيات.لكن لا نعرف أين توقف هذا الموضوع، ولماذا لم يفعل ويعمل به؟ألا ترون أين توقف هذا المشروع؟ أفرجوا عنه فهو من خير المشاريع.^^ ما يحدث في غرفة التجارة هو الهيمنة والاختطافكل الأحداث والمؤشرات الحاصلة اليوم تقول إن غرفة التجارة في طريقها إلى الاختطاف ووضع اليد عليها، وهذا يعني أن غرفة التجارة سوف تصبح جهة مسيسة تستخدم كما استخدمت جهات أخرى مثل اتحاد العمال.المشهد يقول ذلك، والقائمون عن الغرفة عاجزون عن وقف هذه الممارسات، أو أنهم يصرحون بتصريحات غير واقعية، وهذه مأساة.لا نتمنى أن يتم الزج بغرفة التجارة في لعبة السياسة ونحن نعرف حقيقة ما يراد فعله من داخلها بفعل أشخاص وجهات تقف خلفهم.قرعنا الجرس مراراً، والباقي على من بيده الأمر.