بدأت الرياضة التنافسية عندنا تأخذ منحى آخر غير المنحى الذي اعتدنا عليه في سنوات ماضية، إذ لم تعد الأندية الوطنية تعتمد في تشكيل فرقها الرياضية على أبناء منطقتها الذين كانوا يمثلون الأساس الرئيس فيها ولم تعد هذه الأندية تعتمد على لاعبي فرق القاعدة كما كان يحدث في الماضي، بل أصبح الأمر تسابقاً محموماً في البحث عن النجوم الجاهزين عن طريق تقديم الإغراءات المادية التي أصبحت هي سيدة الموقف في هذا الزمان العجيب الغريب!.هي في واقع الأمر ليست بدعة بحرينية إنما هي تقليعة عالمية تتفاوت من بلد إلى آخر تحت غطاء الاحتراف وإن كنا هنا في البحرين ما نزال بعيدين عن تطبيق هذا النظام تطبيقاً دقيقاً لعدم توافر العناصر والقواعد الرئيسة المطلوبة في هذا الخصوص.أنديتنا الرياضية الوطنية التي تشكل القاعدة الرئيسة للرياضة التنافسية ما تزال تعتمد اعتماداً أساسياً في دخلها المادي على الميزانية المخصصة لها من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة مع وجود اجتهادات ذاتية من بعض الأندية لتأمين دخل إضافي من خلال الاستثمار الخاص والذي يتركز بشكل أكبر في استغلال موقع النادي لإقامة منشآت تجارية أو تثبيت لوحات إعلانية بالإضافة إلى الرعاية التجارية للفرق الرياضية.من يمتلك هذه المميزات هو من ينشط في الساحة الرياضية المحلية وهو من يدخل سباق الصفقات التي نتابعها يومياً على صفحات الملاحق الرياضية وهذه الأندية لا تتعدى في عددها عدد أصابع اليد الواحدة بينما البقية تقف مكتوفة الأيدي ولا حول لها ولا قوة وكل همها أن تحافظ على نجومها من الإغراءات وبالكاد تستطيع أن تكمل موسمها الرياضي!نحن أمام مرحلة خطيرة جداً تنذر بانهيار كيانات رياضية لها مكانتها في تاريخ الرياضة البحرينية بسبب ظاهرة اللاهواية واللااحتراف التي بدأنا نستشعرها منذ حوالي عشر سنوات حين بدأت نغمة الاحتراف تتوغل في وجدان لاعبينا في مختلف الألعاب!.مما تقدم تبدو الحاجة ملحة جداً للإسراع في طرق باب الاستثمار بجدية وهذا لن يتأتى إلا بوجود مجالس إدارات للأندية تتمتع بالكفاءة الاستثمارية وتكون متفرغة لهذا الجانب وتترك أمر التدابير الإدارية الرياضية إلى اللجان المختصة، كما يحتاج الأمر إلى دعم من الجهات الرسمية لتيسير آلية تنفيذ المشاريع الاستثمارية في الأندية الوطنية والتخلص من البيروقراطية التي تتسبب في تأخير تنفيذ تلك المشاريع وبطلانها في بعض الحالات!.الحديث عن أهمية الاستثمارات يتزامن من الحديث عن التحول إلى مرحلة الاحتراف الرياضي ويرتبط كل منهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً في ظل الأوضاع المالية المتدنية التي تعيشها أنديتنا الرياضية في الوقت الراهن.فهل تكشف لنا المرحلة القادمة عن وجه جديد لأنديتنا الرياضية أم أن المعاناة ستتواصل إلى ما لانهاية ؟!mohamed.lori@gmail.com