باعتراف واشنطن عن تورط فلول وخلايا حزب الله في دعم النظام السوري وأعمال القتل والإرهاب التي تشهدها الأراضي السورية نصل لمرحلة جديدة تدفعنا للتساؤل عن الخيارات المتاحة لحزب الله في مرحلة ما بعد سقوط النظام. وقبل ذلك البحث عن سبب تورط هذا الحزب في الأزمة السورية نفسها؟يمثل البعد الطائفي السبب الأول والرئيس لتورط حزب الله في الأزمة السورية لدعم النظام وممارسة الإرهاب، ولكن البعد الأهم يقوم على الارتباط الرباعي في منطقة الشرق الأوسط لمنظومة ولاية الفقيه التي تشمل؛ النظام الإيراني، والنظام العراقي الحالي، بالإضافة إلى النظام السوري، وحزب الله المتنفذ في النظام اللبناني. هذا التحالف الرباعي من الطبيعي أن يتأثر عندما تظهر محاولة تغيير في تركيبة التحالف نفسه، سواءً كانت هناك تهديدات أمنية أو اقتصادية أو عسكرية أو حتى اجتماعية وفكرية. لذلك عندما يواجه النظام السوري الآن محاولة لإسقاطه من قبل مكونات المجتمع السوري، فإنه من المتوقع أن تكون ردة الفعل جماعية من الأطراف الأربعة، وليست أحادية من طرف واحد فحسب. السؤال هنا؛ إذا سقط النظام السوري خلال الفترة المقبلة، كيف ستكون السيناريوهات المتاحة لحزب الله؟ وهل سيفتح جبهات جديدة على المستوى الإقليمي أو حتى الدولي؟واشنطن تتوقع أن يفتح الحزب جبهات عديدة في العالم على غرار تنظيم القاعدة الذي تمت مواجهته مباشرة في معقله بأفغانستان، لتندفع خلايا الحزب بإقامة سلسلة من الهجمات الإرهابية في العديد من البلدان. هذا السيناريو قد يكون وارداً، ولكن هناك خياراً آخر أكثر خطورة لأنه يقوم على استغلال خلايا الحزب التي استطاع تكوينها طوال العقود الماضية لفتح جبهات جديدة، كما هو الحال في سيناريو تورط الحزب بأحداث البحرين ودعمه لها.ثمة علاقة طردية بين الأزمة السورية من جهة، وتداعيات أزمة البحرين من جهة أخرى، فكلما تأزمت الأوضاع أكثر في دمشق، ظهرت تداعيات الأزمة البحرينية أكثر فأكثر لأن منظومة التحالف الرباعي تحاول التخفيف من حدة الأزمة السورية. بالمقابل إذا سقط النظام السوري، سيكون حزب الله من خلال منظومته الرباعية والتي ستتحول إلى ثلاثية حينها أمام خيار مواصلة إثارة الفوضى وإشاعة عدم الاستقرار في دمشق، ونقل الصراع السياسي بين منظومته (الثلاثية) من جهة وقوى الاعتدال السياسي في المنطقة من جهة أخرى بفتح جبهات جديدة، وتكون البحرين حينها من الجبهات المرشحة لتدخل مباشر، بحيث يتم توليد ضغط إقليمي ودولي باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات يبدأ من خلال وسائل الإعلام وينتهي بتزايد أعمال الإرهاب والعنف السياسي وفق مبدأ عدم وجود خسائر أكثر للمنظومة الثلاثية.