اختلفت وتيرة الحماس و الإثارة في اجتماعات الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية و الأندية الوطنية عما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي رغم اتساع مساحة الحرية، والديمقراطية في هذا الزمان مقارنة بما كانت عليه في الماضي !في الماضي كانت الجمعيات العمومية سواء في الاتحادات الرياضية أو في الأندية الوطنية تشهد مناقشات ساخنة حول التقريرين الإداري و المالي، و يتم مساءلة مجلس الإدارة عن كل صغيرة وكبيرة و عن كل شاردة وواردة وتستغرق هذه المناقشات ساعات طويلة قبل أن تبدا عملية الاقتراع لانتخاب المجلس الجديد .اما اليوم فاغلب اجتماعات الجمعيات العمومية لا يتجاوز الساعة الواحدة تتركز الجهود خلالها على العملية الانتخابية ولا يلتفت أحد إلى محتويات التقريرين الإداري و المالي اللذين يشكلان واقع العمل طيلة الدورة الانتخابية !لم تعد الجمعيات العمومية تهتم بمحتوى التقريرين رغم أهميتهما، و ينصب كل اهتمامها على انتخاب فلان و إفشال علان وكأن المشكلة كلها في المسميات الشخصية لا في الأداء الإداري الذي يكشفه التقريران الاداري و المالي !هذه السلبية هي إحدى أبرز المسببات في الترهل الإداري الذي تعيشه أغلب أنديتنا و اتحاداتنا الرياضية و الذي يشكل حجر العثرة في المسيرة التطويرية التي ينشدها الجميع منذ زمن طويل .الغريب في الأمر أن هذه الجمعيات العمومية التي تجاهلت مناقشة التقريرين الإداري و المالي و تجاهلت محاسبة مجالس إدارات الأندية و الاتحادات بحسب الصلاحيات التي يمنحها لهم القانون خلال تلك الاجتماعات نجد الكثير من أعضاء الجمعيات العمومية يلجأون إلى وسائل الإعلام الرياضية المختلفة لنشر شكواهم و انتقاداتهم !لسنا بحاجة لدروس توعوية لأهمية دور الجمعيات العمومية في تحديد مسار الأندية و الاتحادات ما دمنا ننعم بمساحة كبيرة من الثقافة العلمية و مساحة مريحة من حرية التعبير هيأها لنا المشروع الملكي الإصلاحي .إنما نحتاج فقط إلى أن نتجرد من عواطفنا و نترك لعقولنا، و قناعاتنا العنان كي تتعامل مع مثل هذه الأحداث دون الالتفات إلى أي مؤثرات خارجية تهدف إلى سلب إرادتنا .لنضع هدف الارتقاء بالرياضة البحرينية نصب أعيننا ونبذل قصارى جهودنا لبلوغ هذا الهدف وأن يكون شعارنا " الرجل المناسب في المكان المناسب " و يكفي التلاعب بمصير الرياضة البحرينية على حساب الأهواء و المصالح الشخصية .نتمنى أن تعي الجمعيات العمومية في الاتحادات الرياضية و الأندية الوطنية دورها المشروع وأن تترجم هذا الدور على أرض الواقع فيما هو قادم من أيام ستشهد العديد من الاجتماعات و الانتخابات . mohamed.lori@gmail.com