الخبر الذي جاء في صحيفة "الأيام” بالأمس "أن السفير الأمريكي يطمئن "الوفاق” بأن أمر إغلاقها مستبعد”!!بغض النظر عن إغلاق الجمعية أو عدم إغلاقها، وبغض النظر عن صحة الخبر الذي أوردته صحيفة "الأيام” من عدمه، إنما من حيث المبدأ فإن قيام سفير دولة أجنبية بمنح "تطمين” أو "وعد” لحزب سياسي بحريني، يقرر فيه مسألة وشأن محلي تحكمه السيادة الوطنية، ويحكمه القانون ويقرره القضاء البحريني فتلك هي "طابوقة” لا قشة، تلك التي وقعت على "البعير” البحريني، المنهك لكثرة اختراق سيادته، والتحكم في مصير شعبه عبر الخونة والمتواطئين وعبر الولايات المتحدة الأمريكية.إن كان ما قاله السفير مجرد رأي، إذ احتمال أن يكون قد سئل من قبل "الوفاق”، "ما رأيك.. هل ستغلق السلطات البحرينية جمعيتنا أم لا؟”، فأجاب أن رأيه الخاص وتحليله الشخصي "بأن ذلك أمر مستبعد”.وهنا احتمالان لتبني السفير هذا الرأي، إما أنه قال رأيه بناء على تحليله الخاص، مستشهداً بضعف الدولة وتعطيل السلطات، وتقييدها عن إنفاذ القانون في أكثر من موقع في السنوات الأخيرة، أو أن ذلك الرأي -وهنا أرجو الانتباه- هو الطعم الذي ألقاه السفير لـ«الوفاق”، كي تقوم هي بالعملية الانتحارية الأخيرة، وتنهي وجودها، "ذكروني بالسفيرة الأمريكية التي رمت الطعم لصدام حسين” وشجعته على الإقدام على أغبى قرار اتخذه زعيم عربي!!إذ ربما يكون الأمريكيون ضاقوا ذرعاً بـ«الوفاق” مثلما أرادوا التخلص من صدام حسين، بعد أن أصبحت "الوفاق” حملهم الثقيل، وورطتهم التي أخطؤوا في حساباتها، وفضيحتهم التي كشفتهم بغبائها، فأرادوا التخلص منها، فدفعوها للتهلكة، ملمحين لها بالدعم، وبعبارات تحمل عدة تأويلات، وشجعوها على التمادي بخرق القانون، دفعاً لها، لمواجهة الشعب البحريني برمته، لا مواجهة السلطات فحسب، حتى ما إذا وقع الفاس في الرأس تبرأت وتخلت عنها.هذا إذا كان ما قيل صحيح وكان مجرد رأي.أما إن كان ما قاله "معلومة” فالسؤال هو من إين استقاها؟ فإغلاق جمعية "الوفاق” من عدمه قرار يخضع للقانون والقضاء البحريني فحسب، فعلى أي أساس "منح” و«أسبغ” و«تكرم” سعادة السفير، وأعطى "الوفاق” تطميناته؟ هل تم تداول الموضوع بين النيابة العامة والسفير الأمريكي والنيابة أعطت السفير ضمانات بعدم تحويل القضية للمحكمة؟أم حصل سعادة السفير على تطميناته من وزير الخارجية وهو الذي لا يملك سلطان على القضاء خاصة من السلطة التنفيذية؟أم أن القيادة أعطت وعوداً للسفير الأمريكي مستبقة الأحكام القضائية؟ وذلك خرق دستوري.أم أن السفير أعطى ضمانات لـ«الوفاق” بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتحدى القضاء البحريني وتتحدى الإرادة الشعبية البحرينية وستمنع منعاً باتاً إنفاذ القانون البحريني؟أم -وهذا هو الاحتمال الأخير- أن السفير وعد "الوفاق” بتدخل الأسطول الخامس بعظمته وجلالة قدره، وإنزال قوات "المارينز” واحتلال البحرين كرامة لعيون وحماية "الوفاق” من أجل منع السلطات أن تستصدر أمراً قضائياً بغلقها؟هذه هي كل السيناريوهات المحتملة التي تترك الأبواب مفتوحة للإجابة عليها، فأيهما سنختار وأيهما أقرب للواقع؟وبعد أن نجيب على تلك الأسئلة، لنا هنا كلمة لجهات محددة معنية بالأمر.فالخونة لا حديث لنا معهم، فقد كشفوا كل براقع الحياء، وأسقطوا كل أوراق التوت، وبانت عوراتهم، ولم يعودوا معنيين بسترها، خونة مع سبق الإصرار والترصد، ومتآمرون على وطنهم، ومتعاونون مع دول أجنبية، لخرق القانون وانتهاك سيادة وطنهم وتعطيل ووقف العمل بالقانون والدستور، محتمين بدولة أجنبية بكل خسة ووضاعة.وحتى السفير أيضاً لا حديث لنا معه، فإن تآمر أجنبي على وطننا فذلك حلم يحلمه الكثيرون، إنما حديثنا موجه لمن ندعو لهم بالمد والعون، وهم قيادة البلد، وموجه إلى القائمين على سلطاتها الثلاث "التنفيذية والتشريعية والقضائية”، وهم من يمثلون الشرعية البحرينية، سؤالنا نوجهه للشعب البحريني مباشرة، شيعتهم قبل سنتهم لمؤسساتهم المدنية، ما هو موقف القانون من هذا السلوك؟ ما هو موقف الدولة؟ ما هو موقفكم جميعاً؟فإن صح توجيه هذا السؤال من حزب بحريني لسفير دولة أجنبية، فإنه قمة الانحطاط، إنه يعني أخذ الإذن من جهة أجنبية، ولنا سؤال نوجهه للجمعيات التي كانت تقدمية، ماذا تقولون الآن وأتباع "وليكم الفقيه” يسألون سيدهم الأمريكي "نطلع لو ما نطلع؟”.