كل مؤسسة رياضية لها أثر وتأثير مجتمعي، عندما يكون التواصل ضعيفاً فستتجه تلك الفئة المجتمعية لاتجاهات بديلة ثانوية، وهذا مثال حي للاتحاد البحريني الآن، الاتحاد الذي لا يجد من التواصل مصطلحاً سوى في البيانات الرسمية التي تصدر عقب كل حدث، لا أقصد شخصيات منها كتايلور ولكن المؤسسة بأكملها كشخصية متفردة!أصبحنا في زمن يلقب بالعالم الافتراضي، الزمن الذي بات فيه بلاتر وأوباما ومرسي يمتلكون حسابات خاصة بهم على تويتر، ولا يقتصر هذا على الشخصيات فقط، بل على المؤسسات الرياضية أيضاً، كحساب قاعدة جماهير نادي الرفاع؛ التجربة «المحلية» الناجحة بكل المقاييس والتي كانت إحدى أسباب تتويج السماوي بلقب الموسم الماضي بطرح أبرز ما يصدر من قرارات للنادي وتغطية كل الفعاليات بشكل أقل ما يقال عنه مثالي، وزاد ذلك الحساب في تويتر من تحفيز الجماهير واللاعبين بالعبارات والأهازيج الرفاعية، والتي كانت صداها وانعكاساتها على أرض الميدان.الآن أغلب الاتحادات تملك حساباً بإحدى مواقع التواصل الاجتماعي أو موقعاً رسمياً متفرداً على الأقل تستطيع طرح أبرز أحداث رزنامتها ومشاريعها المستقبلية وأخبار منتخبها وأيضاً من خلاله تستطيع أن تذكر كل الأخبار وتغطي كافة النشاطات، وكل ذلك بتحديث مستمر بحيث أي خبر يصدر مباشرة يكون موجوداً «أولاً» في حساب التويتر أو بالموقع الرسمي، دون أن نحتاج لاجتهادات صحافتنا في كشف ما لا تستطيع أي مؤسسة أن تكشف عنه، ودون أن نحتاج لقراءة التسريبات التي اجتاحت منتخبنا في الفترة الأخيرة خصوصاً.بالتأكيد نملك 5 صحف تصدر يومياً تغطي ذلك، ولكن في ذلك الحساب أو الموقع شخصية جديدة لاتحادنا مليئة بالحداثة، شخصية ستعاصر غيرها من الشخصيات الحديثة في عالم الرياضة، فالإدارة الحديثة لا تعتمد على الرسائل الرسمية والحمام الزاجل والورق الصلب، بل أصبحت أكثر يسراً ومرونة وجمالاً، العلم الحديث كان له أبرز أدوات مرونة تناقل الأخبار ومدى مصداقيتها، ولكننا نواجه فعلاً أزمة في ظل كل ذلك، ليست أزمة تفعيل وإنما تنفيذ!منذ زمن مديد والوسط الإعلامي يغرق جيوب الاتحاد بالاقتراحات والوسائل ولكن أغلبها تصعق برد واحد وهو «في طور الإعداد»، مشاريع كثيرة وسبل تبنّتها الصحافة الرياضية ولكن العائق هو ليس جدار برلين بل «في طور الإعداد»، ولا نعرف إلى أي مدى سيكون العمل تحت هذا الإعداد، لسنا في عصر إبراهام لنكولن، بل في عصر حروب الأيديولوجيات وصراعات التقنيات، ولنأخذ من التجارب المحلية والدولية العبرة.
Opinion
الشعب يريد تويتر
11 يوليو 2012