أصبحت مقولة "الشعب يريد” تتداول كثيراً بعد الثورات التي حدثت في الوطن العربي، فمن يعترض حتى على مدير مدرسته مثلاً يقول "الطلاب يريدون تغيير المدير”، ومن هنا انطلقت المطالبات الشعبية بضرورة إغلاق وتشميع جمعية "الوفاق” بعد تجاوزاتها الكثيرة والتي تمادت حقيقة مؤخراً في العناد والمكابرة والاستفزاز وتجاوز القانون، والضرب به عرض الحائط، وما تنظيمها لمسيرة يوم الجمعة وسط العاصمة وترويع الآمنين وشل الحركة الاقتصادية والتجارية عمداً إلا دليلاً على ذلك، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، وأثارت مختلف الشرائح في المجتمع لتثور على "الوفاق” وتصرفاتها العنجهية التي صراحة سئمنا منها.«الوفاق” وعلى رغم ضيق صدر الجميع مما قامت به من تحريض للخروج في مسيرة غير مرخصة، وعلى رأسهم مجتمع رجال الأعمال، خلال لقائهم رئيس الوزراء مؤخراً، إلا أنها وبكل صلابة تصدر بياناً هي وتوابعها تؤكد فيه تمسكها بتنظيم المسيرات، وإنها حرية تعبير أقرها الدستور لها.إذا كان شل الحياة ومضايقة الناس في أرزاقهم في قلب العاصمة، من خلال مسيرات غير مرخصة من قبل وزارة الداخلية في نظر "الوفاق” ديمقراطية فلا تعليق يمكن أن يكتب في هكذا جمعية باتت محل ازدراء لدى شريحة واسعة من المجتمع البحريني، وعليها أولاً أن تتعلم من قبل مفاهيم الديمقراطية والحرية وأن تعي أن حريتها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. المظاهرات العبثية التي تنظمها المعارضة ممثلة بـ "الوفاق” وتوابعها، هي في المقام الأول تسعى إلى جر الشارع إلى مواجهة طائفية مع المكون الثاني في البلد، من خلال أعمال التخريب والعنف واستفزاز الطرف الآخر، فضلاً عن أن تلك المسيرات التي تتخذ من الديمقراطية والسلمية شعاراً زائفاً لها هدفها تدمير الاقتصاد الوطني وتطفيش المستثمرين، ليهاجروا إلى دول أخرى في محاولة بائسة ويائسة لجعل البحرين خاوية، وتصويرها عند العالم بأنها بلد "فاشل” في مختلف المجالات.في الحقيقة إن "الوفاق” تعتقد أنها ومن خلال التصعيد والتحريض وتعكير صفو الأمن والاستقرار في البلاد ستضغط على الدولة في المساومة في بعض الملفات، وفي مقدمتها العفو عن الخلية الإرهابية، التي كانت تسعى لقلب النظام، إلا أن ذلك بعيد المنال عليها، لأننا في دولة المؤسسات والقانون والفصل بين السلطات فالسلطة القضائية بدرجاتها قد حكمت وثبتت الحكم بحق المتهمين في الخلية، ولن ينفع "الوفاق” ما تقوم به من تحريك الشارع، والتصعيد الطائفي لن يجدي نفعاً، بل أنه سيكون وبالاً عليها وسينقلب السحر على الساحر.إن مسيرة يوم الجمعة الماضي وما حدث فيها من انفلات وترويع ليس الأول طبعاً في مسيرات "الوفاق” التي تدعو لها، وهو نتيجة طبيعية لممارستها الخاطئة منذ تأسيسها، فهي لا تنشد الإصلاح والديمقراطية، وكانت تضمر الشر، وما تركيبتها الطائفية إلا دليلاً على أنها قامت في الأساس لأجل طائفة وليس وطن، ولتنفيذ أجندات خفية تستند على الشرعية الدينية التي تستمدها من "ولاية الفقية” في مدينة قُم الإيرانية التي كانت تسيرها منذ عام 2001 وحتى اليوم، وستزال كذلك إلى أن يرث الأرض ومن عليها، فلا فائدة من هذه الجمعية الطائفية التي تريد حرق الوطن بمن فيه، وتسعى إلى تغيير النظام ليكون موالياً لإيران ويكون تابعاً لملالي طهران، وهذا أيضاً بعيد المنال عنها لأن البحرين كانت وستظل عربية خليفية ولن نرضى بغير نظام أسرة آل خليفة الكرام حكاماً. همسة:آن الأوان على الدولة أن تتحرك سريعاً في لجم "الوفاق” وإيقافها عند حدها بقوة القانون، فهي مدانة من رأسها حتى أخمص قدميها، وبالتالي فإن الإغلاق أجدى وأنفع، بدل أن تترك هكذا تسرح وتمرح في خراب البلاد، وبعدها لا تنفع الحسرة عند ضياع البصرة، واللبيب بالإشارة يفهم.. ولن أزيد!.