بعد فشل مخططها في الخليج واحتمال سقوط النظام الأسدي قريباً ولأنها الأقرب لدول الخليج؛ تسعى إيران حثيثاً لإيجاد موضع قدم قوي وثابت لها في اليمن لتعويض خسارتها في سوريا، وإيجاد البديل مستغلة ظروف غياب الدولة في المرحلة السابقة، حيث تعتقد أن اليمن هي الحلقة الأضعف والبيئة التي بإمكانها تحقيق أهدافها من خلالها.مؤخراً ألقت السلطات اليمنية القبض على سفينة إيرانية محملة بمعدات تستخدم لتصنيع أسلحة كانت في طريقها للحوثيين، كما تم اكتشاف عدد من الشبكات التجسسية الإيرانية التي أعلن عنها الرئيس اليمني، مما جعل بعض القوى السياسية اليمنية تدعو إلى قطع العلاقات مع إيران. كما لا يخفى على أحد الدعم السخي الذي تغدق به إيران على أتباعها والمناصرين لها في اليمن؛ وعلى رأسهم الحوثيون والانفصاليون، كما ثبت وجود علاقات مع رموز النظام السابق لتشابك المصالح بينهما، حيث يقوم أحد المسؤولين الحاليين بدعم الحوثيين بالسلاح.ومن المستغرب أن تنفق إيران المليارات على عملائها في دول عدة مثل سوريا واليمن ولبنان والخليج وهي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تحدثت بعض الشخصيات اليمنية عن أن إيران عرضت عليهم مبالغ سخية مقابل التعاون معها في اليمن وتسهيل وصولها إلى ميناء ميدي على البحر الأحمر، إلا أنهم رفضوا ذلك. لكن يوجد من ضعفاء النفوس من هو على استعداد للتعامل معها مقابل المال، حيث استطاعت التأثير على شخصيات ومجموعات في تعز وفي الجنوب، وهي مناطق سنية لم تستطع حتى دولة الإمامة التي كانت تحكم اليمن وتعتنق الزيدية التأثير عليهم وتحويلهم إلى المذهب الزيدي الذي هو قريب للسنة، إلا أنه جاء من الأحفاد من انقاد لإيران بسهولة؛ بل ويروج للأفكار الإيرانية ويجند الشباب ويرسلهم إلى لبنان وسوريا وإيران للتدريب ودراسة ذلك المنهج، وقد ظهرت ملامح الثراء على بعضهم بعد أن كانوا لا يملكون شيئاً.إلى جانب أسلوب الإغراء بالمال؛ أوعزت إيران إلى حليفها باليمن الحوثي للتوسع في الشمال مستهدفين إسقاط سبع محافظات، إلا أن القبائل اليمنية لقنتهم درساً قاسياً لن ينسوه، ففي الجوف وبعد معارك ضارية اضطر الحوثي للانسحاب بعد مقتل المئات من أتباعه، وفي حجة التي أراد الحوثي السيطرة عليها للوصول إلى ميناء ميدي ألحقت به القبائل هناك هزيمة أخرى، وكذا في محافظة عمران - مدينة ريدة، حيث استطاعت القبائل هناك وبجهودها الذاتية إلحاق الهزيمة النكراء بالحوثيين وهكذا في غيرها من المناطق اليمنية.إن الشعب اليمني يعلن بذلك أنه لا مكان لأناس يدعون أنهم أنصار الله ويرفعون شعار الموت لأمريكا، وفي الواقع يهدون الموت للمسلمين من أبناء اليمن بكل أطيافهم.إن أتباع إيران يعملون في اليمن بشتى الوسائل للوصول إلى أهدافهم الخبيثة بعدة أساليب؛ منها الفكرية، وكذلك العسكرية بمحاولة التوسع بقوة السلاح واستغلال حاجة الناس إلى المال فيعملون على إغرائهم به، وفي الجنوب يشجعون الانفصال ويدعمون الداعين إليه، فإذا تمكنوا من اليمن سهل على إيران تطويق الخليج وإقلاق أمنه، خصوصاً المملكة العربية السعودية التي تملك حدوداً واسعة مع اليمن يسيطر الحوثي على جزء منها.وبذلك يتضح أن الخطر الإيراني ممثلاً في الحوثي، ومن معه يشكلون أكبر الأخطار التي تواجهها اليمن.وعليه فإن على أبناء اليمن أن يستشعروا هذا الخطر وأن يكونوا متيقظين حذرين منه، وأن يجمعوا أمرهم للقضاء عليه قبل أن يستفحل، وهذه مسؤولية الدولة اليمنية في المقدمة ومن ورائها كل أبناء الشعب اليمني، وعلى دول الخليج كذلك أن تدعم اليمن وتقف إلى جواره لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع.
Opinion
إيـــران والبـــوابــة الخلفيـــة للخليــــج
23 نوفمبر 2012