تعليقاً على ندوة تجمع الوحدة الوطنية في صالة دوار 17 بمدينة حمد؛ نود أن نسأل الشيخ عبداللطيف المحمود عن التقرير السياسي السنوي للجمعية وما جاء فيه من تشابه مع وثيقة المنامة، إذ حتى اليوم لم نسمع أي تعليق من الشيخ عن هذا التقرير الذي أصاب أمة الفاتح بالإحباط حتى فقدت مصداقية هذا التجمع، وكان من المفترض أن يكون للشيخ كلمة فاصلة في هذا التقرير الذي توافق مع رؤية الوفاق، ومنها الرؤية التي تطالب بحكومة محددة المدة.أما قول الشيخ المحمود إن أمريكا أكبر متآمر على البحرين، فنقول له إن البحرين لا عليها من أمريكا ولا مصيبتها في أمريكا؛ إنما مصيبتها في من ينفذ مخططات أمريكا، وإنه من الأجدى والأصح أن تكون العبارة «أن الوفاق أكبر متآمر على البحرين»، فأن نتهم أمريكا أو نصفها بالمتآمرة، فهذه نفس العبارات التي ترددها الوفاق كما ترددها إيران، فهي بالنسبة لهم الشيطان الأكبر، لكن الحقيقة أنهم جنود هذا الشيطان، إذاَ أمة الفاتح تعدت مرحلة العبارات الرنانة والعناوين الخاوية في ظل معرفة هذه الأمة من هو مصدر الخطر.اليوم مصدر الخطر هم من يدعون أنهم بحرينيون، ليس لهم طائفة محددة، وقد أخذوا بالانتشار بين أبناء البحرين، وذلك بعد أن تم شق صفوف الفاتح والذي كان الشغل الشاغل بالنسبة للوفاق وأمريكا، حيث نجحتا، إلى حد ما، في استمالة شخصيات معروفة بترنحها السياسي من الطائفة السنية، والتي بادرت إلى انتهاز فرصة اندماجها مع تجمع الفاتح آملة أن يكون لها قسمة ونصيب.أما دعوة الشيخ المحمود إلى وحدة الصف وجمع الكلمة والتمسك بتجمع الفاتح الذي يقول إنه وقى البحرين من مخاطر كبيرة كانت ستؤدي إلى ضياع الوطن، فنقول له أننا لا نشك في نيتك يا شيخ أبداً، لكن مع الأسف أن حزمة الفاتح قد نشرها وقطعها تقرير الجمعية الذي صب في مصلحة الانقلابيين، وأصبح شهادة يقدمونها في مؤتمراتهم مثلما ضمت إلى ملفاتهم الحقوقية، وأنه بموقف حازم منك يمكن تطهير الجمعية من المندسين، وحينها سيعود هذا التجمع أقوى مما كان عليه، وذلك بعد أن بدأت تظهر علناً تحركات بعض الشخصيات المشبوهة داخل التجمع مستخدمة تجمع الفاتح كواجهة لتنفيذ مخططاتها والتي لا تختلف عن مخططات الوفاق، حين تقوم هذه المجموعات باختيار المجموعات الشبابية التي ستعتمد عليهم مستقبلاً لتحريك الشارع وقيادة مسيرات ضد الدولة. كما إن الدعوة التي وجهها الشيخ المحمود إلى تطبيق الشورى والديمقراطية في الحكم، فهي مشورة طيبة، والتي تعني، كما فهمنا منها، أن تصلح البطانة والمستشارين الذين سيكون لهم دور كبير في الخروج بحلول أولها تقوية الدولة في مواجهة أعدائها ومساندتها في قرارتها ونصحها بعدم الرضوخ للابتزاز، لأنه متى ما استسلمت الدولة لأعدائها فإنها تضعف حتى في عين أتباعها حين يصابون بخيبة أمل، في الوقت الذي هم في أوج تحمسهم وقمة طاقتهم النفسية واستعدادهم الروحي لدرء الخطر عن البحرين، حتى لو كان الثمن فناءهم في سبيل عزة هذه الأمة التي أصبحت أمانتها معلقة في عنق الدولة، فإما أن ترفع هذه الأمة أو تدفعها لأعدائها، فمعركة الوجود بدأت في البحرين، وذلك لعلم الدول المتآمرة بأن تغيير نظام الحكم في البحرين هو بداية السقوط لجوهر الأمة، لذلك نرجو من الشيخ المحمود التركيز على الخطر المباشر والمحلي، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها السياسية الصحيحة، وأن أول مبادئ الشورى والديمقراطية هو النصح المباشر دون مجاملات ولا ديباجات، حيث إن ما حدث في البحرين هو درس كافٍ أن يكون الخطاب موجه إلى الخطر المباشر، وأن مجاملة هذا الخطر هو السبب الرئيسي في تغلغله في جميع مؤسسات الدولة، كما إن إظهار الليونة دفع بهذا الخطر أن يتمادى حتى شعر أنه لا يسعه إلا كرسي الحكم.كلمة أخيرة للشيخ عبداللطيف المحمود.. إن تجمع الفاتح هو أساسه ذلك الزحف وليس أشخاص، فإما أن تبيع هذا الزحف وتشتري بعض الأشخاص فتضيع البحرين، وإما أن تفوز بهذا الزحف الذي لا يمكن أن تشتريه المليارات، زحف ليلاً ببطون خاوية ولا يمكن شراؤه ولا يمكن بيعه، لأن زحفه كان لأجل البحرين دولة وحكومة.