فقط للتذكير للذين نسوا أو يحاولون تناسي ماذا فعل الانقلابيون في وقت الشدة، وكيف تخلوا عن البحرين في محنتها وكيف طعنوها في خاصرتها، وهم الذين مازالوا ينعتون أنفسهم بالوطنية والكفاءات، ولذا وجب مراجعة الماضي الأليم، وسنذكر ما قام به البعض من محاولة لإسقاط شرعية النظام، وهو تلك الاستقالات الجماعية التي تقدم بها الذين ساندوا باستقالاتهم المؤامرة الانقلابية، واحتجوا على الدولة في إجراءاتها لحماية شعبها وأرضها من غزو، كان مؤكداً لولا رحمة الله ثم وقفة أمة الفاتح، نذكرهم بالتفصيل حتى يعلم العالم أن الدولة لم تعرف يوماً التمييز، والدليل ما فعله الانقلابيون عندما شلوا حركة البلاد وعطلوا المدارس والمستشفيات والشركات، بل نقول ونؤكد أن الدولة أجزلت لهم العطاء وبالغت في الاهتمام لعلهم يذكرونها بخير، إلا أن المحاولات لم تفلح ولن تفلح، وها نحن نرى ما قدمته الدولة لمن شاركوا في المؤامرة الانقلابية وارتكبوا الجرائم الأمنية والإنسانية، وتخابروا مع الخارج من أجل إسقاط الدولة، فما كان من الدولة إلا أن ردت السيئة بالحسنة، فخصتهم بالعناية مرة أخرى وأطلقت سراح الإرهابيين والانقلابيين، وعوضتهم بسخاء، واستمرت الأبواب مفتوحة لهم من منح وبعثات وفرص عمل.إن التذكير واجب، خصوصاً في ظل استمرار التحشيد الإعلامي الذي يشنه الانقلابيون، حين يذكرون جزءاً مفبركاً ويقطعون الجزء الأكبر الذي يثبت سيطرتهم الكاملة على أجهزة الدولة والمؤسسات الحيوية، ومازالت الأبواب مفتوحة، ومازالت جهات تغدق عليهم، ووزارة تحنو عليهم، وخزانة الدولة تبالغ في الصرف عليهم، فلم يمنعوا من خدمة؛ بل جميع الجهات الحكومية تعمل لأجلهم، وشَكَّلتْ لجاناً خاصة تتابع أمورهم وتطيّب خواطرهم، لكن هذا الأمر لا يعجبهم حين يكون هناك أسماء في تعيينات لا توافق ميولهم، وهو أمر اعتاد على سماعه الشعب البحريني، ولن ننسى حين طالبت «الوفاق» بتخصيص البعثات بالكامل لأتباعها، وحصرت مشروع التوظيف في قوائمها، وخصصت إيرادات سوق العمل لمشروعاتها، ورفضت أي بحريني لا يتبع لها بحصوله على منزل في المشروعات الإسكانية، فأقامت الاحتجاجات ونصبت الخيام، وذلك لتأكيد رغبتها أن تكون كل المشروعات الإسكانية لصالحها، حتى انقادت هذه الجهات لأوامرها، فاستطاعت أن تخترق مناطق ليس لها فيها أصل ولا مكان، مثل مشروعات البسيتين الإسكانية والحد وقلالي وغيرها، بينما كانت المشروعات الإسكانية في مناطق الدير وسماهيج وغيرها مما سمي بامتداد القرى لم يدخل فيه أي مواطن من البسيتين أو الرفاع، فهذه حقيقة العقلية التي تدعي التمييز اليوم.على الدولة اليوم مسؤولية كبيرة، ونعيدها كل مرة، أن المؤامرة مازالت مستمرة والشعب يشعر بخطورة التنازلات التي ستؤدي حتماً للمساهمة في إتمام المؤامرة الانقلابية، ونرى هذه المؤامرة يتم قيادتها بكل نجاح في المؤسسات الحكومية، وهي تهميش شرفاء الوطن، وتغلغل أتباعهم بتبريرات وحجج وحيل وزعت على القياديين منهم الذين يشغلون وظائف حيوية بالمؤسسات الحيوية والشركات الوطنية، وأدلة ومعطيات كثيرة على أرض الواقع نشاهدها كل يوم، حيث إن المواطن العادي يعرف ما يحاك وما ينفذ، ويعلم حقيقة النفوس التي يتعامل معها، نعلم الكثير ونعاني الكثير من الألم والحزن، فنحن من نعيش هذه المآسي والمصائب، ونمر على الشوارع والطرقات، ونحن من تقطع علينا الطرق، ونحن من يتم تهميشنا. ليت الأمر فقط من طرفهم، بل حتى من المنافقين الذين يحاولون كسب رضاهم بالدوس على شرفاء الوطن