تسعى الوفاق إلى تطبيق نظرية «حزب الله» في البحرين، «حزب الله» غير اللبناني على الرغم من أنه يتضمن عناصر لبنانية لأنه يتبع أوامر غير لبنانية حسب ما جاء على لسان عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دوفريج، كما قال أيضاً: «من الواضح أن لدى حزب الله مشروعاً إيرانياً، وحزب الله يتحدث عن هذا المشروع بنفسه، وأننا لا نملك ميلشيات مثل ميلشيات حزب الله التي تنزل إلى شوارع بيروت وفي كل الأماكن لكي تفرض رئيس حكومة أو حكومة تراها مناسبة أو تسقط حكومة»، يتحدث النائب نبيل دوفريج وكأنه يتحدث عن الوفاق التي هي شريك حزب الله في النظرية والرؤية والمرجعية والاستراتجية، أي أن الوفاق هي كذلك غير بحرينية على الرغم من أنها تتضمن عناصر بحرينية لأنها تتبع أوامر غير بحرينية، إن لديها مشروعاً إيرانياً وهي تتحدث عن هذا المشروع بنفسها وأنها تملك ميلشيات مثل ميلشيات حزب الله تنزل إلى المنامة وفي كل الأماكن لكي تطالب بإسقاط الحكومة وتعيين حكومة تراها مناسبة لتنفيذ مشروعها الإيراني.وها هو تقرير صدر تحت عنوان «أطباء وصيادلة لبنانيون يسألون: هل تكون صحة 5 ملايين لبناني بـ «التراضي» كما في السياسة والأمن»، وذلك عندما تورط شقيق وزير ونائب في حزب الله في فضيحة الأدوية المزورة التي وضعت نحو 5 ملايين لبناني أمام خطر الموت، وكان يفترض بحكومة حزب الله أن تعلن حالة الطوارئ الصحية، لكن كما جاء في التقرير كيف يكون ذلك وهي القاضي والحكم، وأن الأدبيات السياسية درجت على تسويق مصطلحات خطرة جداً، ومنها الاتفاقات الرضائية في كل شيء بدءاً من السياسة والأمن والاقتصاد، فهل تكون صحة كل اللبنانيين أيضاً بالتراضي؟!إنها حكومة التراضي اللبنانية التي حدد وجهها وشكلها «حزب الله»، وهاهو الفساد والكساد والخراب عم جميع مناطق لبنان الذي أصبح تحت حكم ميلشيات «حزب الله»، وهو المشروع الإيراني الذي قضى على لبنان، كي يكون سلاحاً في يد إيران تصوبه إلى الشرق الأوسط، وكذلك هي «الوفاق» السلاح الإيراني الذي تسعى من خلاله إلى تفتيت دولة البحرين لتكون سلاحاً آخر توجهه إلى دول الخليج، الذي أصبحت الميلشيات فيها تتأهل للانقلابات بعدما تنجح «الوفاق» في البحرين، إذ إن الحرس الإيراني متواجد في دول الخليج، وقد دخل إلى دول الخليج بطرق متعددة منها تأشيرات اللاعودة سياحية أو اقتصادية أو عمل في مطاعم أو مخابز أو تسلل عبر البحر، وهي نفس الطريقة التي تواجد فيها الحرس الثوري الإيراني في لبنان.إنها نهاية كل دولة تأمن جانب الأحزاب التابعة لإيران، وإنها الحقيقة التي لا يستطيع أحد من المستشارين أو المقربين الشيعة أن ينكر بأن ما يحدث في البحرين هو مشروع إيراني، وأن إعطاء فسحة وفرصة أخرى لهم سوف تمكنهم كما تمكن «حزب الله»، وذلك عندما تختلف اللهجة وتتحول إلى سلطة آمرة قد حصلت على الشرعية بجلوسها على طاولة التراضي.. نعم أنها اليوم طاولة التراضي، وغداً بعد سنة أو سنتين ستكون حكومة التراضي، هاهي أجراس الصحيفة تعاود رنينها وتمهد لطاولة التراضي في مقال حاصد الجوائز الذي تقول أحد فقراته «فليس من الصحيح اقتباس شعارات من مصر وتونس وطرحها وكأنها هي الامتداد الطبيعي والحتمي للربيع العربي في البحرين، لا سيما فيما يتعلق بمطالب تحمل في طياتها مثلاً مبدأ إسقاط النظام بدلاً من إصلاحه»، إنه مكر البوق الإعلامي الإيراني الذي يقود الانقلاب الصفوي، واليوم يؤجله لإنفاذ مخطط أكبر وأقوى كما فعل «حزب الله» الذي تدرج حتى استطاع أن يصبح على رأس الحكومة، وترك منصب رئيس الدولة بعدما أصبحت حكومته قادرة على إسقاطه في أي وقت، ولذلك نرى ما ورد في مقال حاصد الجوائز «لا سيما فيما يتعلق بمطالب تحمل في طياتها مثلاً مبدأ إسقاط النظام»، إنها لغة تؤدي إلى التراضي، التراضي مع شريك «حزب الله» الذي سيطر على لبنان وتحكم في جميع مفاصلها حتى صاح صيادلتها وأطباؤها معلنين إحباطهم بأن التراضي تعدى الأمن والسياسة والجيش حتى وصل صحة اللبنانيين، إنها الحكومة الفاسدة التي لا تؤمن إلا أن تكون سلاحاً مطوعاً في يد إيران فلا يهمها إن مات الشعب اللبناني، وكذلك هي الوفاق لا يهمها إن مات الشعب البحريني فهي قد منعت عنه العلاج والدواء وقتلت رجال الأمن والآن تسعى لإسقاط هيبة الدولة بعد طاولة التراضي وبعدها سلطة التراضي، وتصبح بعدها البحرين لبنان آخر في يد إيران.مستقبل مجهول عندما تبدأ طاولة التراضي في الانبساط، لا نعلم ما سيؤول إليه الحال وما هي كوارث التراضي التي ستطال شعب البحرين؟ هل سيشمل التراضي الأمن والجيش حتى يصل إلى تعريض حياة المواطنين للخطر؟ بالتأكيد عندما يكون للوفاق دور في السلطة فهي شريك «حزب الله» لن تختلف ولن تتخلف في تنفيذ الاستراتجية الإيرانية الاستعمارية.