عندما يشبهك أحد بالخيلة الفارسية فذلك يعني أنك من النوع الذي يحقق نجاحاً ساحقاً في بداية اللعب ولكنك لا تستطيع الصمود ولا تتمكن من إنجاز المهمة، هذا هو حال الفرس الفارسي في السباق، تجده يندفع اندفاعاً يغري به المراهنين لكنه لا يستطيع الصمود لنهاية السباق.الوفاق أثبتت أنها خيل فارسي فاشل لا يمكنه الاستمرار بنفس الاندفاع الذي خدع به الأمريكان، وها هو يتعثر العثرة تلو الأخرى وبسرعة فاقت سرعة صعوده، وآخر عثراته بيانهم الركيك في شجب وإدانة العنف ومحاولتهم المستميتة للتغطية على الجريمة التي حدثت في العكر، البيان الذي عولت عليه السفارة الأمريكية لتعيد التوازن إلى حصانها الذي راهنت عليه خذلها ثم أكملت (الخيلة الفارسية) السقوط في الهوة بالدعوة للمحاصصة الطائفية، (صح النوم) يا من تدعمونه في السفارة الأمريكية، صاحبكم يدعو لمحاصصة طائفية؛ هل الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الطائفية؟! ألم تدربوهم بشكل سليم على الخطابة والتفكير الديمقراطي وما معنى الدولة المدنية؟صاحبكم يرى المخرج الأخير للبحرين، والذي تفتق عنه ذهنه الفطحل، هو تقسيم البلد إلى نصفين؛ نصف يتولاه السنة ونصف آخر يتولاه الشيعة، سلمان يقول «نطرح الديموقراطية التوافقية التي تطرح الملفات الرئيسة كانتخاب الحكومة عبر التوافق بحيث تشترك جميع الطوائف في تعيين الحكومة وإقرار وصياغة الدستور» هل نضحك أم نبكي؟أتدرون أين المهزلة الكبرى؟ هي في المكان الذي قال فيه هذا الكلام؛ فقد قاله في جمعية وعد، سؤال (لسامان ديقه) الذين كانوا جالسين أمامك وأنت تخرجهم من الباب الشرقي في تقسيمتك هذه؛ هل هناك أحد منكم وقف وسأل علي سلمان؛ ونحن أين موقعنا من هذه القسمة؟!!أين سيكون موقع اليسار الذي باع البحرين وتحالف معكم؟ هل سيضمكم علي سلمان للنصف الشيعي أم للنصف السني؟ أم أن اليسار هم (الجنس الثالث) الذي لا تصنيف شرعياً له ضمن القسمة الطائفية التي يريد الفطحل توزيعها في البحرين؟!!كنت أعتقد أن أوراق التوت هي آخر ما نزع عن الوفاق، فإذا بي أرى انحرافاً غير طبيعي في السلوك وشذوذاً فاقعاً في التفكير يفوق في انحرافه سقوط ما كان يستر العورة.المضحك أن علي سلمان يقول لا أعتقد أن (عاقل) سيرفض هذه الفكرة، أتعتقد أننا وقفنا في وجهك لأننا نريد مناصب متساوية بين السنة والشيعة؟ أهذا حد تفكيرك؟ لا عجب وأنت تقول هذا الكلام؛ إنما العجب أن وسط عقر دار الذين حارب روادهم الأوائل كل أشكال الاستعمار كي ينقذوا البحرين من الطائفية أن يصل بهم حال التردي والانحدار إلى استدعاء الاستعمار معك، وأن تبصق في وجوههم المرة تلو المرة، وكلما تلقوا السبة طلبوا المزيد، هل هناك أكثر من هذا الاستهزاء بمبادئهم في عقر دارهم ولا يحرك أحد منهم لسانه ليسأل وليستفسر؟ أفي عقر دار «وعد» يدعى لقسمة البلد بين الطوائف وتستمعون له وتصفقون له ولا أحد راجع ما سمع؟ هل في آذانكم وقر أم عميت القلوب والأبصار وغابت العقول؟بالنسبة لنا هذا ما نتوقعه من الوفاق، وهذا ما نعرف، وهذه دعوة طبيعية تتسق مع تشكيلة الوفاق، و قد حذرناكم منه، فلم يقل علي سلمان شيئاً جديداً، جمعية كل أعضائها شيعة ويقودها مجلس علمائي شيعي صرح أكثر من مرة بحرمة تمكينكم لكنه يحل استغلالكم شرعاً والركوب على ظهوركم، صفعكم عام 2010 وها هو يصفعكم من جديد في بيتكم، وسيصفعكم مرة تلو الأخرى وإمعاتكم يجلسون يهزون رؤوسهم كما كان يونس شلبي يهز رأسه في مسرحية العيال كبرت!خلاصة القول لقد سقطتم من عين أهل البحرين أنتم وأسيادكم، وأصبحتم مجموعة ممقوتة وتثير الاشمئزاز، وإن أرادت مملكة البحرين أن تكون دولة ديمقراطية للمعارضة فيها موقع مميز في إدارة الدولة فعليها أن تعتمد على القوى السياسية الجديدة الخالية من إرث وأمراض الماضي، وعلى كل من يريد أن يدعم التحول الديمقراطي في البحرين كالولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو غيرهما؛ فعليهم دعم المؤسسات الشرعية الموجودة أولاً، والمساعدة في تطوير أداء التيارات السياسية الجديدة بالتعاون مع المؤسسات البحرينية الوطنية لتقوية أدائها، وعليها منحهم الفرصة للتعلم والتدرب عبر تراكم التجارب والممارسة، والرهان على القوة الجديدة الشابة الخالية من إرث المذهبية الضيقة والطائفية البغيضة، قوى ولدت من رحم المشروع الإصلاحي خالية من إرث الصراع القديم، قوى تبني دولة ولا تهدمها بحجة الثورة.البحرينيون متعطشون لوجود قوى وأحزاب سياسية قوية شرسة تقوم بدور المعارضة، والدستور البحريني بتعديلاته الجديدة أسس البيئة الحاضنة للديمقراطية السليمة، فإن كان هناك رهان على الديمقراطية فإن لها أهلها ودماءها الجديدة الشابة الخالية من إرث الصراع السياسي القديم، لكن رهانكم على الوفاق كان رهاناً على «خيل فارسية» خدعتكم في بداية جريها، وها هي تفضح نفسها وتفضحكم وتسيء لكم وتحرجكم، وكلما حاولتم تحسين صورتها عادت وخذلتكم.. فإن كنتم لا تعرفون في الخيل وعلومه فاسألوا هذه المرة!!