تقول جمعية الوفاق بالنص إن "النظام في البحرين يحتجز أكثر من 1400 معتقل كرهائن ويستخدمهم للضغط نحو إنهاء المطالب الشعبية العادلة التي خرج بها شعب البحرين في ثورة 14 فبراير 2011 قبل أكثر من عام ونصف، ولازال النظام يواجه هذه المطالب بالقتل والتجويع والاعتقالات والتعذيب والاقتحامات واستخدام القوة المفرطة والعنف”. انتهى الاقتباس.مشكلة الوفاق أنها وصلت لمرحلة بات يضرب بها المثل في الكذب، ليس لدى مناهضيها فقط، بل لدى كثير من جماهيرها التي بدأت تستوعب عملية الاستغلال البشعة التي مارستها الجمعية بحقهم، وكيف أنها خططت للركوب على جثث وأشلاء من تبعها وزجت بهم في الواجهة، حتى وإن آثر الكثيرون منهم الصمت إلا أنهم يعرفون متى تقول الوفاق الصدق ومتى تمارس "الفبركة” و«الكذب».الوفاق تقول بأن هذا العدد من المعتقلين يستخدم كورقة ضغط من النظام عليها –أي على الوفاق- حتى توقف حراكها على الأرض، وهو قول مضحك جداً، إذ الوفاق نفسها تعلم تماماً بأنها هي اليوم من يستجدي النظام للدخول في حوار معه، وهي نفسها تعلم تماماً بأن "الضغط” لا يأتيها من قبل النظام، بل من قبل "أصدقاء الأمس، فرقاء اليوم” الذين يمتلكون القدرة على تحريك الشارع باتجاه العنف.لو كانت المسألة مرهونة بالوفاق، باعتبار أنها تملك زمام الأمور وتقود الشارع فإنها ستكون بالتالي قد أوقفت الفوضى في الشوارع منذ زمن، وقدمت كل ما تقدر عليه من ضمانات لتدخل في حوار يضمن لها بعضاً من مكاسبها التي تخلت عنها للاستفراد بقيادة الجموع التي نزلت للشارع.العدد الذي تشير له الوفاق هو نفسه يضرب مصداقية ادعاءاتهم بعرض الحائط، إذ هي تقول وتدعي في كل محفل بأن النظام البحريني يمارس الاعتقالات وقمع الحريات وأنه يسجن الناس لمجرد التعبير عن آرائهم، بالتالي إن كان هذا الادعاء صحيحاً فإن العدد الموجود والذي أشارت له الوفاق –أي الـ1400 شخص- هم من يمثلون "الشعب البحريني” الذي تقول الوفاق إنها تتحدث باسمه، أليس كذلك؟!حتى نبسطها أكثر، إن كانت البحرين كنظام لا يراعي البتة معايير حقوق الإنسان ولا يحترم الحريات ويعاقب في المقابل الناس على تعبيرهم عن آرائهم، أليس وجود هذا العدد البسيط قيد الاعتقال أمر يستدعي الاستغراب؟! أعني، ألم تقل الوفاق عبر إحصائياتها "الخطيرة” بأن أعداداً تفوق المائتين أو الثلاثمائة ألف هي التي خرجت في الدوار والمسيرات وفي تجمعاتها لتعبر عن آرائها، بالتالي لماذا لا نجد هذا العدد قيد التوقيف، بل نجد فقط 1400 شخص؟!الوفاق تعلم تماماً أنها تكذب، وأنها تريد إيهام العالم بأن البحرين تعتقل الناس لمجرد التعبير عن رأيهم، مغيبة الحقيقة الأهم بخصوص العدد الذي ذكرته وهو أن هؤلاء موقوفون على ذمم قضايا وجنايات وجنح ينظرها القانون، وليسوا موقوفين أصلاً بشأن ممارسة حرية التعبير، إذ لو كان الحال كما قالت وعبرت عنه الوفاق فلماذا إذاً ولا قيادي واحد من صفوفها رهن الاعتقال أو التوقيف؟! أليسوا يمارسون "أكثر من غيرهم” حرية التعبير ويشاركون في الداخل والخارج في عملية تشويه صورة البحرين بكل حرية؟! بالتالي كيف لا يوجد بين الـ1400 شخص قيادي واحد في الوفاق؟!إن كان توقيف هؤلاء لكونهم عبروا عن آرائهم المناهضة للنظام، فلماذا "فقط” هذا العدد؟! أين البقية؟! لماذا لم يتم توقيفهم؟! ما يضحك أكثر في الموضوع أن الوفاق تدعي أن هذه الإجراءات التي تقوم بها البحرين وفق دستورها ونظامها القضائي هي "ورقة ضغط” على الوفاق حتى توقف ما تسميه بـ«الانتفاضة”، في وقت بات يعرف فيه الكثيرون أن الوفاق فقدت السيطرة على الشارع، وأن كل محاولاتها اليوم لإدانة المولوتوف على خجل (تذكروا حينما قالوا المولوتوف لا يخدمنا الآن) باتت تتلقى في مقابلها السب والشتم باعتبار أنها قادت الناس لأتون النار والآن ستتخلى عنهم لأجل مفاوضات سياسية ومكاسب تحققها على مائدة الحوار.بالفعل هو لغز محير، 1400 معتقل تستخدمهم الدولة للضغط على الوفاق "قائدة النضال” ولا أحد بينهم قيادي في الوفاق! حتى هؤلاء الموقوفون ستتاجر بهم الوفاق اليوم وهي السبب في كونهم موقوفين على ذمم قضايا في الأساس، وذلك بعد أن تاجرت بجثث الناس ودماؤهم ودفعتهم ليرفعوا شعارات "أنا الشهيد التالي” ويتدثروا بـ«الأكفان».أخيراً، لو سلمنا بأن هذا العدد بالفعل معتقلو رأي كما تدعي الوفاق، فهلا تخبرنا الجمعية الهصورة المدافعة بضراوة عن حقوق الإنسان وحريات البشر "بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم” بعدد معتقلي الرأي في بلد مرجعها الديني السياسي إيران؟! وهلا تقارن لنا عدد من قتل هنا بسبب حراكها ضد النظام بعدد من يقتل "فقط”على أعمدة الإنارة في طهران دون حتى محاكمة، أو عدد من أزهق أرواحهم المجرم بشار الأسد المدعوم من طهران وحزب الله؟!قالوا "ضغط حكومي” عليها لتوقف حراكها، والله تعرفون تماماً من أين يأتيكم الضغط، تعرفون تماماً كيف أن هذا الضغط جننتم به السفير الأمريكي وواشنطن بعدم تعاطيكم مع فرص التهدئة وعقد الحوار، تعرفون قوة هذا الضغط الذي يأتيكم من الشمال، يأتيكم ممن نصب مرجعكم هنا وسماه "آية الله”، ضغط "السيد” على "عبده” أو بالأصح كما قال متحدثكم على "خادمه”.^ اتجاه معاكس..رسالة من قارئ طلب مني نشرها في مساحة العمود لتصل مباشرة للمعنيين في وزارة التربية، وأنشرها هنا كونها تتضمن مقترحاً تحتاج له بلدنا الحبيبة في القادم من الزمن:«بداية نوجه الشكر لوزارة التربية والتعليم والقائمين على شؤون هذه الوزارة وللجنة العليا للتعليم في وطننا الحبيب. أود طرح اقتراح يخدم وطننا البحرين إعلامياً وعلمياً وتربوياً وثقافياً ألا وهو تدريس مادة الإعلام في المرحلة الثانوية؛ نظراً لأهمية الإعلام لكل بلد في العالم، إذ بواسطته نحقق الكثير من الطموحات والعديد من الأمنيات. معظم التلاميذ اليوم لا يدركون أهمية الإعلام في حياتنا، ونظراً لأهميته نرى أن تدرس هذه المادة بصورة إيجابية فعالة ويتم اختيار المعلمين والمعلمات بعناية خاصة أن لدينا في جامعة البحرين كلية للإعلام تخرج العديد من المتمكنين فيها باعتبار أن هذه المادة توجد في معظم البرامج والخطط في الدول الغربية وجنوب شرق آسيا. نحن محتاجون لتدريس الأجيال القادمة مفاهيم الإعلام لتجنيب وطننا تداعيات الإعلام الفاسد والمسيء في الداخل والخارج، ولخلق جيل يدافع إعلامياً وبشكل احترافي وصحيح عن بلده. لكم القرار النهائي بعد الدراسة والتمحيص. وفقكم الله لكل خير ولكل ما يخدم بلادنا. جاسم بن علي”.