عواصم - (وكالات): أعلن مصدر رسمي سعودي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للبحث في «الأوضاع في المنطقة»، بعد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه «جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وبحث الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك».وقال البيت الأبيض إن أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً مع العاهل السعودي لمناقشة الاتفاق المرحلي بين إيران والقوى العالمية الست لتقييد برنامج طهران النووي. وذكر أن أوباما أكد للملك عبد الله أنه سيكون من المهم أن تنفذ إيران تعهداتها الواردة في الاتفاق.وأضاف أن الزعيمين اتفقا على التحاور بشكل منتظم مع استمرار المفاوضات بشأن اتفاق طويل الأجل «سيعالج مخاوف المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي».ويأتي الاتصال بينما تلقت السعودية بحذر نبأ التوصل إلى اتفاق بين طهران والدول الكبرى.ورأت الحكومة السعودية أن الاتفاق يشكل «خطوة أولية نحو حل شامل» للبرنامج النووي الإيراني إذا «توفرت حسن النوايا».لكن الصحف السعودية التي أفردت حيزاً واسعاً لاتفاق الدول الكبرى مع إيران بشأن الملف النووي، أبدت شكوكها بالتزام طهران بتعهداتها للمجتمع الدولي ملمحة إلى أن وراء الاتفاق صفقة سرية بين الجانبين قد يكون ضحيتها الخليج.ويشار إلى أن طهران استبقت المحادثة الهاتفية، وغداة موقف الرياض من الاتفاق، بالإعلان على لسان مسؤول كبير أنها «ترحب بزيارة أي وفد سعودي لمنشآتها النووية». في شأن متصل، وصل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس إلى طهران في زيارة هي الأولى له منذ تولي حسن روحاني الرئاسة في إيران. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عزمه القيام بجولة خليجية تشمل الكويت وعُمان والسعودية قريباً. وذكرت تقارير أن الشيخ عبدالله بن زايد يزور طهران «ليس لتهنئتها بانتصار حققته، كما تروج لذلك وسائل الإعلام الإيرانية، بقدر ما سيؤكد لها حرص دول مجلس التعاون الخليجي على علاقات جوار قائمة على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل في شكل جدي على حسم القضايا العالقة». من ناحية أخرى، دعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زيارة موقع أراك الحساس لإنتاج المياه الثقيلة في 8 ديسمبر المقبل، منفذة بذلك أحد التعهدات التي قطعتها على نفسها في الاتفاق المبرم مع الوكالة منتصف نوفمبر الجاري. وقال المدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانو «يمكنني أن أبلغ المجلس بأننا تلقينا دعوة من إيران لزيارة موقع أراك لإنتاج المياه الثقيلة».ويثير مفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي تنوي إيران بدء تشغيله في نهاية 2014، مخاوف القوى الكبرى لأنه يؤمن لطهران إمكانية الحصول على البولونيوم البديل لليورانيوم المخصب من أجل إنتاج قنبلة ذرية.وبموجب الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في جنيف مع مجموعة 5+1، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، تعهدت إيران بتجميد العمل في المفاعل لمدة 6 أشهر. ورغم أن الوكالة تفقدت بانتظام المفاعل إلا أنها لم تحصل على تفاصيل بشأن تصميمه وتشغيله منذ 2006 ولم يسمح لها بزيارته منذ أغسطس 2011.وكانت طهران تعهدت بفتح هذا الموقع أمام مفتشي الوكالة في اتفاق سابق من 6 نقاط يهدف إلى «إرساء ثقة أكبر بين الطرفين». وهذا الاتفاق التقني الذي وقع في طهران في 11 نوفمبر الجاري خلال زيارة ليوكيا أمانو ينص أيضاً على زيارة منجم اليورانيوم في غاشين وعلى التزام من إيران بتقديم معلومات عن مشاريع محتملة لمفاعلات نووية جديدة أو موقف تخصيب إضافي. من جهته، اتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي روبرت مينيديز البيت الأبيض باستخدام خطاب «مبالغ فيه» وأساليب «للتخويف» في محاولة لمنع فرض عقوبات جديدة على إيران بعد أن توصلت الولايات المتحدة لاتفاق مؤقت مع طهران بشأن برنامجها النووي.في شأن متصل، ألغت أعلى محكمة أوروبية عقوبات للاتحاد الأوروبي على شركة طاقة إيرانية وهو أحدث حكم يبطل الإجراءات التي اتخذها الاتحاد لمعاقبة طهران بسبب برنامجها النووي. وألغى الحكم الذي صدر عن محكمة العدل الأوروبية العقوبات على شركة «فولمن» التي قالت الحكومة الأمريكية إنها شاركت في بناء محطة سرية لتخصيب اليورانيوم في إيران وكذلك على المساهم صاحب حصة الأغلبية في الشركة فريدون محموديان.وفي لبنان، أعلن السفير الأمريكي ديفيد هيل أن بلاده لن تتجاهل ما وصفه بأنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة.من جهة ثانية، قال محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن رفع الإقامة الجبرية عن زعماء المعارضة مدرج «في برنامج» الرئيس حسن روحاني.