- يقول الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة «الحمد لله» وهو يضن بماله إن كان غنياً، ويبخل بجاهه إن كان وجيهاً، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامداً لله، وإنما يكون مرائياً أو كذاباً».- الحياة مكابدة ومعاناة، ومشقة وتعب، وصدق القائل الحكيم: (لقد خلقنا الإنسان في كبد). وفي أحيان كثيرة ومع قسوتها وشدة الابتلاءات فيها، يبدو للرائي فيها ومنذ الوهلة الأولى أنه يسير في طريق متعب وغير مضمون العواقب، في حين أن العاقل الفطن المتيقن بمعية الله وحفظه وتوفيقه، سوف يرى ذلك التعب علامات خير في حياته، وومضات بيانية رائعة لها أكبر الأثر في تغيير روتين حياته نحو الأفضل، لم لا وهو واثق من بركات الرحمن في طريقه، وواثق أن كبد الحياة إنما هو اختبار له وتمحيص من أجل الظفر بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.- يقول الدكتور محمد العريفي: «تعامل مع الناس بمهارات تجعلهم يحبونك لشخصك، يحبون أحاديثك وابتسامتك ورفقك وحسن معشرك، يحبون تغاضيك عن أخطائهم، ووقوفك معهم في مصائبهم، لا تجعل قلوبهم معلقة بكرسيك وجيبك».- تخرج من بيتك ولا تعلم ما ينتظرك في الغيب!! تخرج بحفظ الله وبدعاء تترنم به صبحاً ومساءً، تسأل به المولى أن يجعلك من أهله وخاصته، وأن يجعل كل أعمالك خالصة لوجهه الكريم، تمضي في حياتك هنا وهناك، تشحذ عزيمتك بحثاً عن لقمة عيش، وتشد من همتك سعياً لمرضاة الرحيم الرحمن، وتصحب النية معك في كل عمل أنت مقبل عليه، حتى تقوى في نهاية المطاف على قرع أذنك بكل خير أنت تنشده.- مهما كتب قلمي عن عواطف الأخوة الجياشة فهو لن يوفيها حقها، فهي منبع دائم للأحاسيس، وألوان متجددة على جدران القلوب، لا تفسدها مشاغل الحياة ولا طاعون الأحلام السادرة، ولا توقفها جفاء بعض النفوس، فهي خلية نابضة بالخير، وينابيع متدفقة بحب ما أعده الله تعالى للمتآخين فيه وللمتزاورين فيه وللمتجالسين فيه، قد ينشغل البعض عن تلك الشموع المضيئة، وتقف الأحاسيس عن الجريان في مجرى الأمل، وقد يقرصك داء التجاهل والنسيان، ولكنك في كل حال تظل كما كنت بصمة خير في كل القلوب، وإن تصارعت عليك كل تلك العواصف المثقلة بالأحزان.- يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: (والإسلام يعمل على تحويل الصبر إلى رضا في المجال الذي يصح فيه هذا التحول، ولن يتم تذوق النفس لبرد الرضا بإصدار أمر جاف، أو فرض تكليف أجوف، كلا، فالأمر يحتاج إلى تلطف مع النفس، واستدراج لمشاعرها النافرة، وإلا فلا قيمة لأن تقول: أنا راض، ونفسك طافحة بالضيق والتقزز!!». وقال: «إن أكثرنا يتبرم بالظروف التي تحيط به، وقد يضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد، مع أن المتاعب والآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة. وما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشقات والجهود».- كثرة موت الفجاءة، وكثرة الحوادث، وكثرة المفاجآت التي تقابلك هنا وهناك، يستلزم منك أن تكون في رباط دائم مع مولاك، وترفع في نفسك علائم الخير الدائمة، ويظل فؤادك يهفو لكل خير، فتجدد إيمانك وحياتك، وتخرج من بيتك وأنت مستعد في كل لحظة للقاء ربك، الحياة لحظات، ستظل لحظات، نغفل فيها على عتبات اللهو والعبث والسرحان، ولا نعي أبداً أن لحظة الرحيل ستحين ولو بعد حين، فهي زفرة مفاجئة لحزن دفين سيلقي بظلاله على كل محبيك، أنا وأنت، اشغل نفسك بكل خير، ولا تركن إلى الدنيا ولا تعصف بك الأهواء، فإنها والله مدمرة، تجر معك فيها أذيال الحسرة والندامة، فتضيق نفسك ويضيق فكرك.. فكن على حذر.- لا تنزعج أبداً بمواقف حياتية عابرة يحاول فيها البعض أن يسرق أحلامك تارة، أو يختطف أفكارك تارة أخرى، أو يجعلك كامرئ يائس في دوامة الحياة، أو يتتبع خطوات نجاحك، أو يرسل عليك سهام الغدر والألم، أو يظل يدوس على ظلك أينما ذهبت، لا تنزعج أبداً، فمثل هذه النفوس المريضة إنما مردها أن تعيش في ديمومة من التوهمات النفسية، فقط، كن حذراً وعش في أمن نفسي «وطنش» كل ما يعتريك من التفاتاتهم الخادعة.. وتشبث بالإيمان العميق بربك.. وابتسم ودعهم في حسرتهم يعمهون.