«لدراز».. هكذا ينطق أهل البحرين اسم قرية الدراز، هكذا ينطقونه طوال حياتهم، هكذا ينطقه كل أطيافهم، واقفين كانوا أم قاعدين، راضين عن بعضهم البعض أم زعلانين، أما إن سمعه المعنيون بنطق مختلف فيعرفون على الفور إن الناطق به ليس بحرينياً أو خليجياً أو أنه يريد بنطقه الخاطئ تعمد التحريف، وهو في الحالتين لا يكون إلا مذيعاً بالسوسة الإيرانية، فليس غير العاملين في هذه الفضائية الإيرانية الساعية إلى الإساءة إلى البحرين وقيادتها وشعبها بكل ما أوتيت من قوة ينطق بأسماء قرى ومدن البحرين بطريقة خاطئة، رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على تناولهم المفرط للشأن البحريني، ما يستلزم التساؤل عن سبب عدم نطق الفضائيات العربية والأجنبية الأخرى، حتى تلك التي اتخذ القائمون عليها موقفاً سالباً من البحرين أيضاً، أسماء قرى ومدن البحرين بالشكل الخاطئ الذي ينطقها به مذيعو السوسة. الخطأ في نطق اسم الدراز ليس إلا مثالاً؛ فالعاملون في فضائية العالم الإيرانية ينطقون جل أسماء القرى والمدن في البحرين وحتى الأشخاص بشكل خاطئ، حتى صار لدينا قرى تحمل مسميات غريبة مثل (الدّيّه، وراس رامان، وكارانه، وكرز.. كان، وأبو صبع، والعكر (بفتح العين والكاف) وربما الإكر، ونعيم، ومنامة) وغيرها من تسميات غير مقبول من مذيعي فضائية تعتبر نفسها عالمية وداعية إلى حقوق الإنسان أن يستمروا في نطقها بشكل خاطئ رغم استخدامهم لها بشكل يكاد يكون يومياً، حيث يفترض من أي مذيع حتى المبتدئ أن يقرأ ما سينطق به قبل خروجه على الهواء أو التسجيل، وأن يسأل عن الأسماء التي تشكل عليه، وهو أمر يدخل في ألف باء عمل المذيع التلفزيوني والإذاعي. نحن في البحرين وفي دول مجلس التعاون الخليجي وفي البلاد العربية عامة ننطق أسماء المدن والقرى الإيرانية بالشكل الصحيح، فلا نقول قم (بفتح القاف) ولا نقول أزفهان لأصفهان ولا تيران للعاصمة الإيرانية، وهكذا يفعل المذيعون الذين يهتمون بنطق الأسماء الواردة في نشرات الأخبار كافة التي يقدمونها والبرامج بأنواعها النطق الصحيح كي لا يسيئوا إلى الدول أو المؤسسات أو الأفراد.شخصياً لا أصدق أن مذيعي ومقدمي برامج السوسة لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم بالاستفسار عن النطق الصحيح لأسماء قرى ومدن البحرين والشخوص، وأكاد أجزم أنهم يعرفونها جيداً ولكنهم يتعمدون فعل ذلك بغية الإساءة إلى البحرين. (وإلا ما هو دور أولئك المضرين بالوطن من «البحرينيين» الذين يداومون فيها ليلاً ونهاراً.. جسداً وروحاً؟).إن بلاداً لم يتردد مترجمها الفوري المعتمد رسمياً لينقل عنها وإليها كونه شاطراً في اللغة العربية -والذي ينبغي أن يكون محل ثقة القيادة فيها- لم يتردد عن استبدال كلمة سوريا بالبحرين في كلمة رسمية للرئيس المصري الجديد الذي يزور إيران للمرة الأولى وفي بداية عهده، إن بلادا كهذه وإعلاما مسخرا كهذا ليس غريبا عليهما تعمد نطق الأسماء بشكل خاطئ، فالذي لم يتردد عن استبدال اسم دولة باسم دولة أخرى في خطاب رسمي على مرأى من العالم ومسمعه على الهواء مباشرة؛ لا تتردد «سوسته» عن تعمد تزييف الأسماء ونطقها بشكل مغاير تماما بل واعتماد أسماء الشوارع والميادين غير الرسمية، والتي هي من «إبداع» أولئك الشباب غير المدرك لفعله في نشراتها الإخبارية الرسمية. ففي البحرين لا يوجد شارع اسمه 14 فبراير، ولا شارع اسمه التحرير، ولا ميناء اسمه ميناء الشعب، ولا توجد دوارات وميادين تحمل أسماء «شهداء».. تماماً مثلما أنه لا توجد قرى تحمل أسماء الدّرّاز وكارانه وراس رامان وكرز.. كان!