اليوم آخر أيام السنة الميلادية، يحتفل البعــض فيها، والبعـــض الآخـــر يرى اليوم عادياً كبقية أيام السنة، وهناك مجموعة تقــــوم بمراجعــة حساباتها وتقييم أحوالها على مدى عام كامل، علـــى أن تقـــوم بتحديــد تطلعـــاتها وأمنياتها لعام آخر مقبل. أكتب كثيراً في السياسة، وبين وقت وآخر أحاول الابتعاد عن هذه الأجواء الجادة بشكل مفرط، ولذلك قررت قبل كتابة هذا المقال أن أطلع على آخر مقال كتبته في مثل هذا اليوم باعتباره آخر أيام السنة العام الماضي. في 31 ديسمبر 2011 كتبت مقالاً بعنوان (الولايات المتحدة وثمن حرية البحرين)، وحاولت الإجابة فيه عن سؤال واحد، وهو؛ كيف تدفع الولايات المتحدة ثمن حرية البحرين والبحرينيين؟ حتى نقارن أوضاعنا اليوم بأوضاعنا قبل عام مضى، يمكننا الحديث عن المزاج العام الذي كنا نتحدث عنه العام الماضي، فقبل عام كان هناك شغف كبير ببحث الدور الأمريكي في أزمة البحرين وما نتج عنها من تداعيات، ولكن اليوم لا أعتقد أن مثل هذه القضية تمثل أولوية وتنال حيزاً واسعاً من نطاق اهتمام الرأي العام. القضية التي تشغل الرأي العام البحريني اليوم ليس كيفية إنهاء تداعيات الأزمة، أو كيفية مواجهة الجماعات الراديكالية مثل الوفاق والجمعيات السياسية التابعة لها، بل المزاج اليوم نجده أكثر ميلاً للحديث عن علاقة المواطنين بالدولة، وهي قضية بحاجة لبحث كبير وعميق في الوقت نفسه.فمن أهم تداعيات أزمة 2011 أنها أعادت تشكيل مكونات المجتمع من جديد لتظهر نخب سياسية جديدة شابة تبحث إما عن وعي سياسي أو تبحث عن دور سياسي مفقود لها في النظام. ما مرّت به الدولة من تجربة على مدى الشهرين الماضيين يأتي في هذا السياق، ومن المتوقع أن يستمر.مع دخول العام الجديد ليس مطلوباً من النخب السياسية الجديدة الشابة أن توقف أنشطتها السياسية جراء الإحباط تجاه السياسات الحكومية، أو تجاه مواقف بعض الشخصيات أو المؤسسات في الدولة، بل عليها البحث عن دورها المفقود الذي يجب أن تقوم به في النظام، وهو دور ليس مهماً أن تجد من يرشدها إليه بقدر ما يجب أن يعكس تطلعات هذه النخب ومصالحها ورؤاها نحو المستقبل على ألا يتجاوز الدور الثوابت الوطنية المعروفة في المجتمع. الخلاصة الوضع السياسي اختلف في نهاية ديسمبر 2012 عما كان عليه في نهاية ديسمبر 2011.