لا تتعجب فلا شيء عجيباً اليوم؛ فما يحدث في البحرين أمر مريج كل شيء فيه جائز وليس ببعيد، وذلك ما بعد هرس المريسي وقذف زهرة صالح بسيخ من حديد، وتفجير جسد أحمد الظفيري بين نار الإطارات وألسنة اللهيب، وكذلك المعمري الرجل الكبيرعندما طعن ودكت عظامه دون رأفة ولا رحمة، وكاشف وماجد وغيرهم من وارى الثرى في صمت، ومن قطعت أوصاله وحرق لحمه وشحمه، إنه الأمر المريج الذي لا نعلم إلى أي مدى سيتمادى ذلك العتل الزنيم.فأي حديث بعده وأي سلام مع من قتل الناس بالنار والحديد، وأي جدل وأي حوار مع من يهدد البحرين بقتل المزيد، فها أنتم جميعاً سمعتم وشاهدتم ما قاله علي سلمان «لدينا من القوة أضعاف ومزيد»؛ أي أنه يرى نفسه دولة تملك جيشاً وسلاحاً وقيادة ومؤسسات ومصانع وكل شيء في البلاد له في نصيب كبير، لذلك ترى كل بعيد بالنسبة له صار قريباً، فأي حديث وأي جدل وأي حوار مع من أغرق البحرين بالنار وجعل الدماء على أرضها تسيل، أي خير يأتي من نفوس لا تعرف غير سفك الدم لتنال ما تريد، وها هي الدولة اليوم تدعوهم من جديد، وكل يوم تسألهم متى الحوار ومتى الهدوء لأجل التفاوض من أجل أن تنعم البحرين بالخير وتتعافى من جديد، لكن هيهات الأماني وهيهات أن يكون الخير في من ولاءه لغير البحرين علانية لا يحتاج إلى توضيح، هم يدينون بالولاء لإيران فمالكم لا تفقهون حديث.عجباً لمن استعجب أن يسقط مئات الجرحى في أرض تحرقها قنابل وتهددها طوافات موت تدربت في النجف ودمشق والضاحية الجنوبية لبيروت على فنون القتل وصنع القنابل والمتفجرات، تعلمونهم وتعرفونهم وتشاهدونهم على الحدود يتوافدون دون تحقيق ولا حسيب ولا رقيب. كما أعلنت عنهم المواقع والصحف وذاع خبرهم في كل مكان حتى علمت بهم بلاد الثلوج والصقيع، تعلمون مآربهم وتعرفون مقاصدهم، وتدرون أنهم ليس فيهم خير ولا أمل فيهم حتى لو أذعنتم لكل شروطهم فهم إلى غيهم عائدون يعودون وبكل قوة وبأس مستعدون.وإن كان أحد يأمل فيهم خيراً أو لديه بصيص أمل، فوالله أنه خاطئ لم يتعظ بتاريخ ولا حدث شاهده أمامه من قريب، شاهد كيف ركبت المقاصل وفصلت التوابيت وكيف مثلت الإعدام علانية، وذلك عندما أملوا بأن البحرين صارت لهم، فما كان منهم إلا أن أعلنوا كيف ستكون المحاكمات وكيف سيصير الثأر والانتقام. فهذه التمثيلية تكفي أن تكون درس ووعيد، درس يجسد الحقد الرابض في قلوبهم على كل من يناصر الدولة، ووعيد بأنه هذا هو المصير المحتوم الذي سيلاقيه كل من خالفهم، وذلك كما فعل في العراق وكيف شنق صدام وذبح أكثر من مليوني عراقي، وقبله فعل جدهم هولاكو وجميعهم ينتمون إلى الصفوي إسماعيل، فهذه الدرس الذي يجب أن يراجعه من كان في ظنه ذرة أمل أو قد يظن أنه قادر على أن يغير فيهم شعرة واحده فهو مخطئ، وعليه أن يعلم أن تحول التراب إلى عقيق سيتحول «الزنيم» إلى رجل سليم.وها نحن اليوم أمام مشهد حزين «عمران أحمد»؛ رجل الأمن يسقط على تراب البحرين شهيداً ولا نعلم من سيكون بعده شهيداً، تربص به المجرم العتل كبيرهم الذي صرخ على المنبر «اسحقوهم».. اسحقوا أحمد وعمران واهرسوهم وقطعوهم وأحرقوهم قرباناً وإرضاء لساداتهم في النجف وطهران، إرضاءً لخامنئي والمدرسي والجلبي ونصرالله، يصرخ «اسحقوهم» ويسقط الشهيد تلو الشهيد، وتصيح النساء الأطفال وتبكي الرجال وتحرق البيوت وتدمر المحال، وتعرقل الشوارع ويموت المرضى ولا سبيل للإنقاذ، إنهم عصابات لا تستحق العيش في البلاد ولا أن تحيا بين العباد، فمكانهم الزنازن والنفي من البلاد.. وليس طريقهم إلى طاولات تزين بالمزاهر والحلويات، وليس جزاؤهم مناصب وكراسي في برلمانات، فهذا ليس حلاً حكيماً أن يولي وينفذ على العباد عصابات إجرام مكانها السجون، فإذا بنا نراها تسير في مواكب إلى الوزارات والمؤسسات.إن الدولة القوية هي من تقطع يد المجرم الذي استباح دم العباد، لتبقى دولة قوية يهابها العدو وتأنس في حضنها الرعية عندما تدفع عنهم قطاع الطرق الذين أوغلوا إجراماً في البلاد والعباد، أوقفوهم حاسبوهم وانفوهم وأخرجوهم من أرض البحرين التي أصلتهم نيرانها وآذتها ثقل أقدامهم، والله يأمركم «وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ»، نعم لم يحرم الله القتال حتى في بيته الحرام إن هم بدؤوا به، وإنهم بدؤوه وكل يوم يبتدئون فإلى متى يا دولة هذا الأمر المريج؟.^ صبراً يا جماهير الفاتح..إنه يوم المحاكمة بين يدي الجبار، فصبراً يا شهداء البحرين، صبراً يا أهالي الشهداء، صبراً يا جماهير الفاتح، صبراً يا مشيعي الشهداء يا من حملت أكتافكم نعوشهم وقلوبكم ملؤها الحسرة والقهر، فاصبروا إن موعدهم عند الله قريب، وإنكم لشهداء على جرائمهم، وكما آتاكم الله العزة والشهادة في الدنيا، سوف يأتيكم برحمته إن شاء الله وبالفوز الكبير في الآخرة وسترون مكانهم وتشفى قلوبكم «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».