نقع في حيرة احياناً في وصف بعض الأزواج من الرجال والنساء، فلا أصدق من وصفهم بأنهم بنوك نكد وهم وغم، فمشاكلهم لا تنقضي، ومصائبهم لا تنجلي، كلما انتهت مشكلة صنعوا مشكلة أخرى، أكبر من الأولى وأمر وأدهى، والعجيب أنهم يصنعون المشكلات من لا شيء، بل بعضهم وبعضهن يحولون الأفراح إلى أحزان، والسعادة إلى شقاء. رجل نجح ولده والعائلة فرحة مسرورة، فأراد الأب أن يسعد العائلة ويفرحها فقال: بهذه المناسبة السعيدة اليوم عشاكم في المطعم الفلاني، فقالت الأم: لا هذا المطعم «مو زين»، قال الأب ليش «مو زين»، قالت ما أدري، بس المطعم الفلاني أحسن، وبعدين أنت ماعندك ذوق أنا اختار المطعم، غضب الأب وقال احترمي نفسك وكلمة منها وكلمة منه فتحول الفرح إلى حزن وخرجت الأم إلى بيت أهلها «زعلانه»، فأفسدوا على الولد فرحته وعلى العائلة سعادتها.وهذا غيض من فيض، فالعاقل يتجنب النقاش الحاد، والعتاب القاسي، والكلمة النابية في كل وقت، وفي أوقات الفرح والسعادة لا بد من الضغط على النفس، وتجنب أي إثارة لأي مشكلة أو خلاف، بل بعض من يستحقون وصف بنوك النكد يفتعلون المشكلات «والهوشات» بغض النظر عن الزمان والمكان فترى بعض الرجال ربما يصرخ على زوجته أمام الناس ولا يبالي، بل بعضهم قد يمد يده من دون خجل أو وجل أمام الناس، فنقول لمثل هؤلاء أو لمن أصابه هذا الداء، ليس من العيب أن تُخطئ ولكن العيب كل العيب أن تستمر على الخطأ، ودمتم على طريق السعادة