تسبب استنكارنا لسلوك رجل أمن ظهر في شريط مصور وهو يصفع مواطن إلى إعادة انتشار أشرطة العام الماضي من جديد على وسائل التواصل الاجتماعي وأبرزها كان فيديو دهس الشرطي وفيديو الاعتداء الوحشي على الطالب خالد السردي، وطرح المغردون سؤالاً مشروعاً، إذا كنت تستنكرين وترفضين مجرد صفعة فهل انتظرت إلى أن يستنكر أحد منهم تلك الجرائم التي ذهب ضحيتها البعض وأصيب الآخر بعاهات جسدية لا تبرأ وعاهات نفسية لن تبرأ ولم يستنكر أحد منهم تلك الأفعال الشنيعة؟ على الأقل لتعادل الكفة.سؤال واقعي جداً ومشروع، وأعرف إجابته مسبقاً، بأن تسجيل الموقف المبدئي حتى لو كان لصالح خصمك السياسي يحتاج لمرجلة غير موجودة عند من رفع عقيرته بالأمس وأقام حفلة الزار على شريط الصفعة كما سماه، فهو أجبن ولا يملك رجولة الإقرار بالخطأ، سكت ودفن رأسه في الرمل كالنعامة على فيديو خالد السردي وفيديو الظفيري وفيديو العميري وفيديو وفيديو وفيديو وكلها موثقة ومثبتة ولكنه أشاح بوجهه عنها ولم يرد اسم أحد من ضحاياه في أي من خطاباته وبلغ الجبن به إنكار حتى وجود البشر وذويهم الذين سقطوا ضحايا لأعمال عنفهم وإرهابهم.أما بالنسبة لنا فإن اعتزازنا برجال الأمن لا يمنع ولا يحول بين حثهم وإلزامهم بالضوابط القانونية، واستنكار ما يقع منهم من أخطاء وعدم القبول به، خاصة ووزارة الداخلية في حرب دعائية مع عدو حقيقي يواجههم بأسلحة قتل ومعها أسلحة إعلامية، والجهاز الذي ضحى رجاله بحياتهم من أجل وطنهم ومن أجل واجبهم لم يكونوا بحاجة لمخالفة القانون والضوابط.إقرارنا بجميلهم من أجلنا ومن أجل أن نعيش حياة طبيعية وذهب منهم رجال يتموا أطفالهم ورملوا نساءهم وأصيب بعضهم بعاهات من أجل عمل شريف ونبيل واعتزازنا بهم لا يوصف وهم على رأسنا من فوق، ولا يحتاجون أبداً إلى تجاوز سلطاتهم القانونية من أجل إتمام مهامهم.فإن حدث وأخطأ أحدهم، فالحق أحق بأن يتبع ويعلن ذلك على الملأ، وذلك يحتاج شجاعة نادرة، يحتاج أن نقر بمبدأ الخطأ حتى لو سجل خصمنا نقطة علينا، ويحتاج لرجال وشيمة وعنفوان، الإقرار بالخطأ علقم لا يستطيع تجرعه إلا الجسور، لذلك سارع وزير الداخلية بالإقرار بالخطأ وتدخل لعمل الإجراءات اللازمة لوقفه ومعالجته.إنما سننتظر طويلاً إلى أن نجد مرجلة تقابلها على الطرف الآخر تقر بأخطائها التي ارتكبتها وجرائمها التي تسترت عليها طوال السنتين الماضيتين وصمتت صمت القبور عنها، وأشك أن يتغير الحال ففاقد الشيء لا يعطيه!!!!هذا موقفنا المبدئي من الاعتداء على الغير، وما لا نرضاه على نفسنا لا نرضاه على غيرنا، وللإنسان كرامته حتى وإن استفز رجل الأمن ونصب له كميناً كما يعتقد البعض، إلا أن رجل الأمن عليه أن يكون مدرباً على التعامل مع تلك المواقف وما كان يجب أن يستدرج لهذا الفخ، هذا إذا ثبت أنه فخ منصوب له.وهذا يقودنا إلى موضوع توظيف الصورة في المعركة الإعلامية التي تجري بين توم وجيري، أي بين الوفاق والدولة، فالوفاق تلعب بورقة الصورة بعد أن خسرت (الخال والجوكر وكل الأوراق الكبيرة) فلم يعد لديها إقامة حفلات الزار من أجل استدراج الاهتمام الإعلامي بالصور وليس لديها سوى تصيد أخطاء رجال الأمن وهذه لها قصة.. نكملها في الغد.