العنوان بالفارسية ويعني أن «جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى- ومعهما جزيرة أبو موسى بالطبع- والبحرين كلها لنا «أي لإيران، فإيران التي احتلت الجزر الإماراتية الثلاث منذ نحو أربعين عاماً ونيّف لا تزال تصر على أنها جزر إيرانية وترفض التفاهم بشأنها أو الذهاب إلى المحكمة الدولية ليأخذ كل ذي حق حقه، وإيران التي ادعت ذات يوم أن البحرين جزء منها لاتزال تردد بين الحين والحين عبر تصريحات تتملص منها بعد قليل أن البحرين «مال ..مو» وأنه ينبغي أن يعود «الفرع .. إلى الأصل» ! وما تدخلها في شؤون البحرين وشؤون دول الخليج العربية التي تتكرر إلا انطلاق من هذه العقلية التي لم يعد لها مكان في العالم المعاصر ولا قبول. البيان الختامي لقمة التعاون التي عقدت الأسبوع الماضي في البحرين طالب إيران بإنهاء التدخلات في المنطقة وإعادة الجزر الثلاث للإمارات، وقبل القمة وأثناءها وبعدها انتقد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خلال مقابلات صحفية أجريت معه التدخلات الإيرانية في المنطقة والمفاعل النووي الإيراني وخطورته على البيئة وتصريحات معاون وزير الخارجية الإيراني الأخيرة في المؤتمر الصحافي الذي عقده في موسكو والتي اتهم فيها البحرين باستخدام الغازات السامة ضد المتظاهرين.الشيخ خالد قال إن البحرين «ليست الطوفة الهبيطة» وإنها لا تقبل مثل هذا الكلام وإنه يعتبر من الجرائم التي تمت محاكمة دول وأشخاص عليها وإن التدخل الإيراني في الشؤون الخليجية لم يتوقف منذ عقود وإننا نعاني من التدخل الإيراني وإنه يبدو كأن لإيران مصلحة في عدم الاستقرار في دول المجلس .. وإن البحرين لم تثر هذا الموضوع مع إيران احتراماً لعلاقات حسن الجوار. بينما أصدرت وزارة الخارجية بياناً استنكرت فيه التصريحات والادعاءات الكاذبة التي أدلى بها حسين عبد اللهيان معاون وزير الخارجية الإيراني في مؤتمره في موسكو حيث اعتبرتها الوزارة باطلة ورأت أنها للتغطية على الأوضاع الكارثية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما يعانيه الشعب الإيراني من أوضاع اقتصادية ومأساوية متدهورة، وأكدت على موقف البحرين الدائم والثابت والحازم برفضها التدخل في شؤون البحرين لأنه يمثل مساساً بسيادتها ودعت إيران إلى التوقف الفوري عن مثل هذه التصريحات والادعاءات في الشأن الداخلي البحريني وأن تلتزم بقواعد العمل الدبلوماسي ومبادئ حسن الجوار. أما تعليق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على تصريحات الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ووصفها بأنها لا تستحق الرد فتعليق لا يعبر عن حكمة ويتضمن هروباً واضحاً من الاعتراف بحقائق ملخصها أن إيران تسعى باستمرار إلى الإساءة إلى البحرين ودول مجلس التعاون والتدخل في شؤونها، فلو كان الرد حاضراً لما قال إن ما قيل عن بلاده لا يستحق الرد، فهذا رد الضعيف وليس رد من يمتلك الحجة . أما المثير في الأمر فهو أن التعليق نفسه تضمن تدخلاً سافراً في شؤون المنطقة، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية « تنصّل دول المنطقة من مسؤولية المشكلات الداخلية إحدى وسائل الهروب من الواقع وإلقاء اللوم على آخرين أو استخدام أساليب قمعية ليست هي الوسائل السلمية للاستجابة للمطالب المدنية» !ترى لو لم يكن بيد البحرين ودول المجلس ما يدين هذه الدولة - التي من الواضح أنها صارت تتخبط بفعل خسارتها الناتجة عن دعمها الغريب واللاإنساني لبشار الأسد والنظام السوري -ولو لم تكن تمتلك من الأدلة القاطعة التي تفضحها وتحرجها، لو لم تكن مثل هذه الأمور متوفرة هل كان سيغامر وزير الخارجية البحريني بالتحدث في هذا الموضوع ؟ وهل كان بالإمكان أن يقول وزير الخارجية السعودي ما قاله عن إيران؟