من أهم متطلبات التربية وجود المربي الذي يقتدي الطفل به ويهابه، وكلما كان المربي ضعيفاً كانت نتيجة التربية ضعيفة، ولأن الله عز وجل خلق المرأة وجعل فيها قوة العاطفة ورقة المشاعر أكثر من الرجل، لزم أن يكون صاحب الهيبة في البيت هو الأب، وهذا ما يفسر تعلق الأبناء بالأب، لأنهم يشعرون معه بالأمان، مع أن الأم قد تعطيهم من الحنان والعاطفة أكثر من الأب، وذلك أنهم يتحسسون ضعف الأم من خلال دموعها وحاجتها الدائمة للأب، ولا أعني بالهيبة أن يكون الأب جباراً أو طاغية، وكذا لا يعني أنه يجرد نفسه من المشاعر والأحاسيس، بل هيبته أن يحسب له حساب عند كل تصرف، والخوف المنضبط من غضب الأب في الصغر، يتحول إلى احترام وبر في الكبر.ومع شديد الأسف بدأت هيبة الآباء تضعف مما أثر على تربية الأبناء فوجدنا في هذا الجيل من لا يحسب حساباً لأحد يتصرف كما يحلو له، ومن أسباب ضعف هيبة الأب أن بعض الآباء لا يمتلك شخصية قوية، بل يحمل ضعفه على رأسه، يراه كل من يتعامل معه لا يعرف الحزم والإقدام بل هو دائم التردد خائف من اتخاذ القرار، وكذا تسهم بعض الزوجات في إضعاف هيبة أزواجهن من خلال الخلافات الدائمة معهم، ورفع الصوت عليهم، أمام الأبناء فأي هيبة تبقى للأب أمام أبنائه، وهو يسب أو يشتم ولا يحرك ساكناً ولا يسكن متحركاً، ولكي يهاب الأبناء الآباء لابد من الحزم في بعض الأمور وعدم التراجع عن بعض القرارات، لأن احترام القانون والنظام يبدأ من البيت فاحترام أوامر الأب والأم هي البداية لتعلم احترام القانون والنظام، فلابد للأم أن تزرع في نفوس أبنائها هيبة أبيهم، ولا تخالف أوامره أمامهم، وإذا أرادت أن تمنعهم من شيء، فلابد أن تكون صورة الأب حاضرة في الذهن، فيحسب حسابه، هل يرضى أم لا؟ فالأب صاحب الهيبة يعني أسرة مترابطة، وأبناء يحترمون النظام والقانون، ولهم مرجع اجتماعي يرجعون إليه.
Opinion
هيبة الآباء وتربية الأبناء
01 فبراير 2013