لجامع الفاتح ذكرى تاريخية عظيمة، فقد احتضن شرفاء البحرين بجميع مكوناتهم وأطيافهم ليؤدوا قسماً عظيماً هو الدفاع عن البحرين، تجمع الفاتح كان تجمعاً مصيرياً بعد تجمع «خونة الوطن» في الدوار من أجل إسقاط النظام الشرعي الدستوري في البحرين قسراً وكيداً، حتى يضموها لإيران.لتجمع الفاتح ذكرى جميلة ممزوجة بشيء من المرارة والخوف والتوجس من المجهول، تجمع الفاتح حمل في يوم تاريخي عظمة هذه القوة الصامتة من الشعب الوفي، فقد خرج الكبير والصغير والمسن والمقعد والمرأة والرجل، لنصرة البحرين، يسبقهم الولاء لولي الأمر. قبل تجمع الفاتح، خرج المغرر بهم من أبناء هذا الوطن، أخوة لنا، ليعبروا عن بغضهم لمن لا يسايرهم في إسقاط النظام، ليهدموا في لحظة كل معاني المواطنة الصالحة وحب الوطن والدفاع عنه. لأحداث فبراير والمؤامرة الكبرى على البحرين حلاوة وحسرة، فالحسرة على من شق الصف، وتنازع مع الجميع، أما الحلاوة فهي حلاوة اليد الواحدة، ثورة الغضب التي نفذها الشرفاء من أبناء البحرين والمقيمين للدفاع عن كل شبر في الوطن. بعد مرور سنتين من أحداث البحرين ما بين تجمع الفاتح وتجمع الدوار، ماذا تعلمنا؟ لقد أدرك الجميع أن للبحرين حصناً منيعاً، فإن عادوا لأي دوار، عاد تجمع الفاتح، فأبناء الفاتح السد المنيع لحمى البحرين الأبية، لا شيء يضاهي حبهم للوطن والذود عنه. أحداث البحرين كانت بمثابة تنقيح للمواطنة الحقيقية، التي تظهر عند الشدائد والمحن. بعد مرور سنتين من الأحداث الوعرة تيقن بعض من تجمع في الدوار والمغرر بهم بأنهم مستهدفون من قبل جمعياتهم ليكونوا طعماً لمآرب شخصية للقائمين على هذه الجمعيات، التي هي بعيدة كل البعد عن حب البحرين، كانت أهدافهم سلطوية ولإبادة جميع الطوائف غير طائفتهم.لقد شاهد المغرر بهم مهازل وتخبط بعض الجمعيات السياسية التي دفعتهم ليكونوا إرهابيين وعديمي إنسانية وضمير، لقد شاهدوا وأيقنوا بغض هذه الجمعيات للبحرين، وكيف أنهم يدفعون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم إلى الهاوية. اليوم وفي ذكرى ميثاق العمل الوطني رفض بعض من المغرر بهم في الدوار أن ينصاعوا لأوامر حزب الله البحريني، عندما أمرهم بالعصيان المدني، وحاول إجبارهم بأساليبه القذرة لعدم الذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم ليأخذوا مكانهم في الشوارع من أجل الترهيب والتخريب واستهداف قوات الأمن وقتلهم، نعم لقد أيقن المغرر بهم - أو لنقل نسبة لا بأس بها منهم - أنهم ليسوا سوى أجندات الجمعيات السياسية، وأيقنوا أنهم ليسوا سوى قطيع يجره المحرضون. ولو كانت هذه الجمعيات تمتلك ذرة من الديمقراطية وتؤمن ببعض من حرية الرأي والتعبير لتركت الطائفة الشيعية الكريمة تختار أنماط حياتها وحريتها في التعبير سواء بالقبول أو الرفض لأية قضية، ولكنها للأسف دوماً تحمل العصى لتهشها على أتباعها. دور المغرر بهم لمن كانوا في الدوار هو إسقاط هذه الجمعيات التي تدعو للطائفية والفتنة، ليس فقط طائفية المذهبين الشيعي والسني، بل ما بين المذهب الشيعي نفسه، بين العجم والعرب. أبناء الشيعة ليسوا بقطيع تحركهم هذه الجمعيات، يمنى ويسرى، باسم المرجعية وحب آل البيت المكذوب عليهم افتراء. أبناء الشيعة هم أبناء البحرين العربية وليسوا أبناء إيران.