الحديث عن رياضة المرأة في مملكة البحرين ليس بجديد فلقد أشبعته الصحافة الرياضية طرقاً منذ منتصف سبعينات القرن الماضي حين وجدت الحماس والاندفاع نحو تفعيل هذا النشاط يتجسد على أرض الواقع من خلال إقامة دوري نسائي للكرة الطائرة وكرة الطاولة وكرة السلة وكرة اليد.في تلك الحقبة استبشرنا خيراً بانتعاش رياضة المرأة حين لمسنا تسابق عدد من الأندية الوطنية الكبيرة لاحتواء الرياضيات في مختلف الألعاب، ولكن استبشارنا لم يطل إذ فوجئنا بتقلص وانكماش هذا النشاط شيئاً فشيئاً حتى توقف تماماً في مطلع الثمانينات ثم بدأ يعود على استحياء بجهود فردية في بعض الاتحادات الرياضية، لعل اتحاد ألعاب القوى هو الأكثر بروزاً في هذا الجانب بدليل أنه الاتحاد الرياضي الوحيد الذي استطاع أن يحقق إنجازات آسيوية وعالمية وأولمبية هي الأبرز في سجلات المرأة البحرينية حتى الآن.بطبيعة الحال لا يمكن أن ننسى إنجازات الطاولة النسائية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي على المستوى العربي لأنها كانت محصلة ونتاج النشاط الرياضي النسائي في تلك المرحلة التي أسلفت الحديث عنها.الجديد في الحديث عن الرياضة النسائية اليوم هو اهتمام المجلس الأعلى للمرأة بهذا الجانب والذي تجسده مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بتخصيص يوم المرأة البحرينية لهذا العام للمرأة الرياضية وما تتطلع إليه من طموحات للارتقاء بهذا الجانب في ظل اهتمامات اللجنة الأولمبية الدولية ومن ينضوي تحت مظلتها من لجان أولمبية وطنية واتحادات رياضية دولية والتي تشدد على أهمية مشاركة المرأة في إدارة اللجان الأولمبية والاتحادات الرياضية والمشاركة الميدانية في الدورات الأولمبية.من هنا نجد أن اللجنة الأولمبية البحرينية مهتمة اهتماماً كبيراً بهذا الجانب ولديها لجنة خاصة برياضة المرأة بدأنا نستشعر دورها في السنوات الأخيرة بعد استحداث دورة رياضة المرأة الخليجية التي سيكون لمملكة البحرين شرف استضافة النسخة الثالثة منها في مارس من العام المقبل.وعليه أتمنى أن يتوج المجلس الأعلى للمرأة هذا الاهتمام وهذا الشعار بالإعلان عن إشهار نادٍ للفتاة البحرينية يحقق جزءاً من أحلامها وطموحاتها ليكون هدية للمرأة الرياضية البحرينية في يومها الوطني المجيد، وإنني لعلى ثقة كبيرة في كرم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في هذا الاتجاه بعد أن لمسنا من سموها العديد من المكارم التي رفعت من شأن المرأة البحرينية في السنوات العشر الماضية، خصوصاً وأن ما حققته المرأة الرياضية البحرينية من إنجازات وما نلمسه اليوم من تفاعل كبير وشراكة فعلية بين كل من المجلس الأعلى للمرأة واللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة يعد حافزاً لخروج هذا المشروع الوطني إلى النور.