تعيش مملكتنا هذه الأيام فرحة الاحتفال بالعيد الوطني المجيد والذكرى الثالثة عشرة لتولي جلالة الملك مقاليد الحكم، فقد تزينت البحرين وأصبحت كالعروس في ليلة البدر مضيئة شوارعها كما هي قلوب أهلها المخلصين الشرفاء الذين يفدونها بالغالي والنفيس ويقدمون أرواحهم من أجل ترابها وعدم المساس أو التعدي عليها والنيل من منجزاتها التي تحققت طوال عقود مضت، إلا أنه على رغم هذه الفرحة التي لمسناها خلال الأيام الماضية لازلنا نرى مظاهر التخريب والعبث من قبل خفافيش الظلام الذين أصبحت قلوبهم سوداء يضمرون الشر لوطنهم ولقيادته ويرفضون أن يكونوا مواطنين أسوياء يحتفلون بعيد بلادهم ويساهمون في بنائه لا تخريبه وترويع الآمنين.ليعي من يقف وراء التخريب والعنف من خلال التحريض والشحن الطائفي مستغلاً المنابر الدينية في تأليب هؤلاء الشباب الذين حقيقة أشفق عليهم لأنهم كالأنعام بل أضل، حيث يتبعون المحرضين ويطبقون ما يقولونه غير مدركين أنهم بفعلتهم يخالفون شرع الله في الخروج على ولي الأمر والإساءة إلى وطنهم الذي ولدوا فيه وعاشوا فيه طفولتهم ولم يبخل عليهم يوماً بل إنهم رغم الجروح التي أحدثوها فيه لازال يقبلهم ولا يرفضهم، ودائماً ما يؤكد جلالة الملك في الكثير من خطاباته بأن هؤلاء الشباب هم أبناؤه وإن خرجوا عن جادة الصواب وإن أساؤوا فإنهم سيظلون أبناء البحرين وسيعودون يوماً إلى رشدهم وسيدركون إن عاجلاً أو آجلاً أنهم قد أخطأوا بحق أنفسهم وأهليهم وبلدهم وقيادتهم وسيندمون بعدها على ما قاموا به.نتمنى أن يكون عيدنا الوطني جامعاً لكل أبناء الوطن الواحد الذي تعايش منذ القدم إلا أن يد الشر والحقد كانت قد دخلت بين أبناء الشعب الواحد وتغلغلت حتى استطاعت أن تقسم المجتمع البحريني المتحاب المسالم إلى نصفين وفق أجندات ولاية الفقيه من إيران ولها من يروج لها ومن يمثلها في وطننا، ولكن بإذن الله تعالى لن يستطيع هؤلاء أن يصلوا إلى مبتغاهم ولن ينالوا من تكاتف سنة وشيعة البحرين المخلصين لوطنهم ولقيادتهم التي لن يجدوا مثيلاً لها فقد كانت خلال الأزمة وبعدها تتمتع بالصبر على كل ما جرى من إساءات ومؤامرات لإسقاط النظام ويمكن للمخربين الذي لم يرتدعوا إلى اليوم أن يروا ماذا حدث لمن تظاهر ضد الأنظمة في دول ما يسمى بالربيع العربي ويتعظوا وأن يعودوا إلى صوابهم.لقد دعوت في مقال سابق يوم عيد الأضحى المبارك وكانت دعوة صادقة وأنا أكررها اليوم بأن نبتعد كبحرينيين عن الحقد الذي لم نجن منه سوى الكراهية التي لابد أن يحل مكانها الحب وتقبل الآخر بين مكونات المجتمع، فالاحتفال باليوم الوطني فرصة جديدة لأن تجمع ولا تفرق ووضع الخلافات جانباً وفتح صفحة ناصعة وطي إحداث الماضي والجلوس إلى طاولة الحوار التي دعا إليه سمو ولي العهد في كلمته خلال مؤتمر «حوار المنامة».في الحقيقة إن شعب البحرين بمختلف أطيافه قد مل من مخلفات الأزمة المريرة التي مر بها وطننا والتي أحدثت شرخاً في نسيجنا البحريني وأصبحنا اثنين في بلد واحد كان يجمعنا، لكن تلك الأزمة كانت درساً يجب أن نتعلم منه كدولة وكشعب وأن نستخلص منه العبر، بل كانت منحة وليست محنة فقد انكشفت الوجوه التي كانت تظهر عكس ما كانت تضمر في قلبها تجاه الوطن وجزء كبير من شعب البحرين المخلص وبانت نواياهم الخبيثة التي كانوا يعملون بخفاء من أجل النيل من وطنهم ولكن الله كشفهم وأوقعهم في شر أعمالهم، كل ذلك حدث بسبب من تسمي نفسها معارضة وطنية وهي للأسف بعيدة كل البعد عن الوطنية التي يتشدق بها قادتهم من وراء أقفاص زجاجية. ما نرجوه من الله سبحانه أن يكون عيدنا الوطني هذا سبباً في لم الشمل والعودة إلى بحرين الحب والأمن والأمان التي كانت مثلاً يحتذى كبلد الأمان ولم نكن نسمع عن حرق إطارات أو تفجيرات واستهداف رجال الأمن إلا بعد فتوى «اسحقوهم» التي أطلقها عيسى قاسم من فوق منبر الجمعة في تحريض واضح وصريح على القتل وهو ما نستغرب منه أن وزارة العدل لم تحرك ساكناً في محاسبة قاسم وغيره بل اكتفت بمراقبة خطبة الجمعة ولكنها لم توقف أحداً أو تحيله إلى النيابة العامة ليتم التحقيق معه ويطبق عليه القانون وإن كان رجل دين فهو ليس فوق القانون، وهذا ما ننتظره بأن يتم التحقيق مع قاسم في دعوته التي كانت سبباً في مقتل وإصابة عدد من رجال الأمن. - همسة..نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة في ظل حكم صاحب الجلالة الملك المفدى بخير وبحنكة رجل الدولة وصانع إنجازاتها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى مستقبل البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإليكم يا شعب البحرين المخلص الوفي لوطنه وقيادته.
Opinion
المصالحة في عيدنا الوطني
١٤ ديسمبر ٢٠١٢