محمود فخرو اللاعب والمدرب والمحلل الكروي الوطني المعروف لمن لا يعرفه جيداً أقول إنه من النوادر الذين يعشقون عملهم ويتلذذون به غير مكترثين بالتحصيل المادي، وأمثال محمود فخرو في هذا الزمان قلائل جداً علينا عن نعض عليهم بالنواجذ!!هذه المقدمة أسوقها في أعقاب ما يتردد عن وجود عروض خارجية للاستفادة من خبرات محمود في مجال التحليل الإلكتروني للمباريات باستخدام جهاز «الدارت فيش» الذي يتميز فيه محمود بل إنه رائد هذا الأسلوب في منطقة الخليج بأسرها وبعد أن فوجئت بنبأ فك الارتباط بين محمود واتحاد كرة القدم رغم ما كان يقوم به محمود من عمل شاق يمتد أحياناً إلى ساعات الفجر الأولى في سبيل وضع الجهاز الفني أمام تحليل متكامل للفريق المنافس.أرى أن التفريط في كفاءة وطنية مخلصة بقيمة محمود فخرو في مثل هذه المرحلة الهامة من مسيرة المنتخب الوطني تعد خسارة فادحة خصوصاً وأن المدرب الأرجنتيني الجديد «كالديرون» قد أبدى إعجابه من طريقة العرض التي قدمها له محمود فخرو بعد مباراة الأردن في الأسبوع الماضي وطالب بإعادته إلى الجهاز الفني للمنتخب، بحسب ما قرأته في الملاحق الرياضية المحلية!بحكم قربي من محمود فخرو كوني كنت في يوم من الأيام مدرباً له ثم بعد ذلك صديقاً ومازلت احتفظ واعتز بهذه الصداقة التي تحكمها العِشرة الطويلة والأخلاق الحميدة التي يتمتع بها «بو أحمد»، بحكم هذه العلاقة أستطيع أن أؤكد بأن محمود يضع البحرين أولاً في كل خياراته وأعلم جيداً بأنه قبل سنوات رفض عروضاً خليجية مغرية في سبيل خدمة الكرة البحرينية وهذا ما دفعني للمطالبة بإعادة محمود إلى الجهاز الفني للمنتخب بقناعة شخصية ومن دون أن يعلم محمود أي شيء عن هذا العمود الصحافي بل إنني لم أتصل به منذ فترة ولم أتحدث معه حول هذا الموضوع.المطالبة بإعادة محمود فخرو إلى موقعه الطبيعي إنما هي مطالبة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب في زمن تبعثرت فيه الأوراق واختلط فيه الحابل بالنابل ونامت فيه الرؤوس وقامت فيه العصاعص!نحن اليوم بحاجة لتقييم عمل الأشخاص من خلال أفعالهم التي نلمسها على أرض الواقع لا من خلال أقوالهم التي كثيراً ما تكون مغلفة بالنفاق والمجاملات لأغراض شخصية ما تلبث أن تنكشف بمجرد وضعها على المحك العملي!أخي وصديقي العزيز محمود فخرو لا تعتب علي إن أنا خضت في موضوع يخصك من دون الرجوع لك فأنا هنا أتحدث عن مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وأنت مثال حي على ذلك ومن حق أي مواطن غيور أن يطالب باستمراريتك.تمنياتي لك بدوام التوفيق وثق بأنك لست الخاسر في هذا الأمر!!mohamed.lori@gmail.com
Opinion
لا تخسروا فخرو!!
14 نوفمبر 2012