تأهل منتخبنا الوطني إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين بعد فوزه العسير والمثير على نظيره القطري ماهو إلا خطوة على طريق البطولة الحلم ولا نريد أن نهول هذا الفوز حتى لا يتحول إلى مخدر يقضي على طموحنا الأكبر! بعد ثمانية و أربعين ساعة سيكون منتخبنا على موعد مع مواجهة مصيرية أمام أسود الرافدين، وهو ما يدفعنا باتجاه الدعوة إلى المزيد من التركيز و المزيد من التهيئة النفسية والمعنوية من أجل أن نتمكن من اجتياز هذا الامتحان العراقي الصعب، ونتجاوز معه الخطوة الثانية، وصولاً إلى المباراة النهائية، والاقتراب من تحقيق اللقب الذي يظل المطلب الرئيس لكل بحريني. الأداء الرجولي المتميز لمنتخبنا أمام الإمارات وقطر هو المؤشر الذي يجعلنا نزيد من مساحات التفاؤل لتجاوز النحس الخليجي الذي لازمنا طيلة السنوات الثلاث والأربعين الماضية. هذا الأداء يجب أن يستمر يوم بعد غد الثلاثاء مع ضرورة تجنب تكرار مسلسل إهدار الفرص الذي لازم الفريق في المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن. التركيز ثم التركيز ثم التركيز أهم ما يجب أن يتحلى به المهاجم داخل منطقة الجزاء لكي يتمكن من استثمار الفرص التي تلوح له على مدار الشوطين ومتى ما غاب هذا التركيز ضاعت الفرص وضاع معها مجهود الفريق بأكمله.من هنا نجد أن مسؤولية اللاعبين أثناء المباراة أكبر بكثير من مسؤولية المدرب وعليهم أن يعوا ذلك جيداً إذا ما أرادوا أن يذهبوا إلى أبعد من الدور نصف النهائي وهذا ما نأمله . إذاً علينا ألا نفرط في الفرح وتأخذنا نشوة الفوز على قطر لتنسينا المهمة الأهم وهي مواجهة العراق التي لا خيار لنا فيها سوى الفوز. لقد استشعرنا الدور الإيجابي للجماهير الوفية التي لبت النداء لتقف بكل قوة خلف المنتخب تشد من أزره و ترفع من هممه و تشعل حماس لاعبيه وتجعلهم أكثر إصراراً على الفوز إرضاء لطموحات هذه الجماهير التي تريد أن تفرح كما فرح نظراؤهم من قبل في الكويت والعراق والسعودية و قطر و الإمارات و عمان. لقد حققنا الهدف الأول وهو التأهل إلى الدور نصف النهائي ونتمنى أن تواصل كتيبة " كالديرون " الحمراء زحفها نحو الدور النهائي تطلعاً لتحقيق حلم الكرة البحرينية على المستوى الإقليمي.