(بداية وخارج نطاق سياق موضوعي آمل أن ينام من تسبب في قتل إثنين يوم الخميس قرير العين، بعد أن دعا إلى الخروج للشارع وهو يعلم أن الخروج لم ولن يكون سلمياً، وأن ضحايا ستسقط لكنه لم يكترث ولن يكترث)!!!.قبول الوفاق دخول الحوار وحضورها جلستين، كان امتحاناً لقيادات الوفاق لإيمانهم الحقيقي بقيم الديمقراطية حيث القبول بالتعددية والتعايش معها سياسياً، والجلوس مع الفرقاء والمختلفين معك على طاولة للحوار من أجل التوافق معهم على صيغة يقبلها الكل، أي بالإقناع وبعدم فرض القناعات السياسية عبر الابتزاز والإقصاء والتهديد، وآذان بهزيمة الغوغائية نقيض الديمقراطية، فهل تصمد القناعات؟ وهل سيتركها من يهدد الحوار وجوده وسيطرته؟!!.كان قبول الوفاق الدخول للحوار إيذاناً أيضاً بنهاية الدور الإيراني في المشهد السياسي وتحييد كل من له صلة بإيران سواء كان داخل البحرين أو خارجها، ذلك الذي ينعم في ربوع لندن تاركاً الشيعة هنا في مطحنة الأحداث، لذلك كان لابد من إعادة السيطرة على الشارع مرة أخرى وعدم منح الحوار أية فرصة للنجاح وذلك لن يكون إلا بسقوط جثة.منذ صباح الثالث عشر من فبراير دعت الوفاق على موقعها الرسمي أطفالها للبس الأكفان «انظر الصورة.. والتي لابد أن توزع ويراها العالم ووكالات الأنباء» ليعرف العالم طبيعة العقلية التي تقود الوفاق الآن، وإلى المنحدر الأخلاقي الذي وصلت إليه فهي تتاجر بالأطفال بدعوى الجهاد الديني، وإن كان غيرها يربط حزاماً ناسفاً هي تربط في يد الطفل زجاجة مولوتوف وتلقي به للتهلكة، ضاربة عرض الحائط لا بقيم الديمقراطية فحسب بل انحدرت حتى انتهكت القيم الإنسانية من أجل تحقيق أغراض سياسية.وفي ذات الوقت أعطى العميل الإيراني القاطن في لندن أوامر لأهل بيته القاطنين في جزر أمواج الفخمة، أن أغلقوا الشقة الفخمة اليوم، ودعوتهم للاستمتاع بشتاء لندن معه، إذ أن العمل جار من أجل سقوط أطفال الأكفان، كي تضطر الوفاق حينها إلى الانسحاب أو تضع سيف العنف على رؤوس الشعب البحريني مسلطاً، إما أطفال الأكفان وإما الصيغة التي أفرضها عليكم، وهذا بالضبط ما جاء في خطاب فقيههم ممثل الخامنئي في مجمع آل البيت إذ قال في خطبته مهدداً شعب البحرين «وإذا تبين أن الحوار خدعة أو مزحة كما يظن الكثيرون، فلن يجر بطبيعته هذه إلا إلى تعميق الخلاف وإلهاب الفتنة وزيادة الشر وتركيز المحنة واشتداد الكارثة، حوار من هذا النوع سيقضي على أي أمل في اللقاء على حلِ الأزمة، فلا يبقى من سبيل إلا الإمعان في الخصومة والصراع والتغالب، وفي ذلك مهلكة الوطن. إن تبين كون الحوار خدعة أو مزحة سيكون شراً ألف مرة من عدم الحوار، فلتحذر السلطة أن تخطط لإفشال الحوار الذي دعت إليه وأن يخرج بنتائج غير مرضية للشعب، حوار من هذا النوع إذا انكشف أمره حسياً وبصورة جلية لا محدوسة مظنونة، لن يبقي صوتاً يدعو للتفاهم والتقارب، لن يبقي إلا صوت الفرقة والمواجهة المنفلتة التي لا تتعقل ولا ترحم وتدخل بالوطن في النفق المظلم الطويل المهلك».أي حوار هذا وسيف العنف مسلط على رقاب المتحاورين؟ وتهديده بنفق مظلم ما لم يخرج الحوار بما يرضيه؟ لو كان الأمر مغالبة كما يقول لهددت الدولة على أقل تقدير بخطابها باستخدام «العنف» كما يستخدمه النظام السوري، إنما في الوقت الذي خلا خطاب السلطة من أي لغة تهديد حفل خطاب الوفاق به!.الوفاق بين نارين تجلس بوجه وبنبرة صوت وبخطاب وديع داخل الحوار، وتودع الحضور آخر الجلسة وتعد بحضور الجلسة المقبلة ثم يخرج فقيههم بهذا الخطاب وتنشر مثل تلك الصورة في موقعها ويقتل اثنان في يوم واحد!.أتعتقد الوفاق أن إيران ستترك قرار استمرار الحوار أو الانسحاب منه داخل البحرين قراراً بحرينياً؟ أتعتقد الوفاق أن إيران ستترك مسيرات الوفاق سلمية؟.السلمية تعني نهاية الدور الإيراني، العميل الإيراني القابع في لندن ينعق منذ الأمس مطالباً الوفاق بالانسحاب من الحوار، إلى الآن قتل اثنان من البشر من أجل أن تنسحب الوفاق، قرار البقاء أو الانسحاب يصاغ في لبنان والعراق وإيران، هناك فريق إيراني داخل الوفاق لن يتركها بل سيحكم الحصار عليها.فما إن انتهت زيارة الوفد السوري من روسيا حتى تبعه علي سلمان وارتمى في الحضن الروسي علانية مستجدياً تدخله ولم يحدث هذا إلا بعد أن أعلنت إيران أنها تقترح إضافة المسألة البحرينية والملف السوري للملف النووي في محادثاتها 5+1، الارتماء في أحضان إيران بهذا الشكل العلني الأخير لم يحصل إلا بعد أن تخلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن الوفاق وحتى الاتحاد الأوروبي صرح بأن العنف الذي في الشارع غير مقبول، وأن الدور الإيراني أصبح أكثر وضوحاً في القرار الوفاقي.الخلاصة أن إيران لن تسمح للفريق الوفاقي أن ينهي الأزمة، إيران ستحارب البحرين بآخر كفن لآخر طفل شيعي، هكذا يراد لشيعة البحرين يراد لهم أن يكونوا عبيداً للسيد الإيراني يكفن أطفالهم من أجل أحلامه وأوهامه.
Opinion
أحلام السيد الإيراني أكفان لأطفال الشيعة
17 فبراير 2013