كلمة واحدة فقط أريد توضيحها أن الحوار هو الدوار الثاني وأن اللاعبين الأجانب بدؤوا في التدخل من جديد، وأن الجمعيات الست تقود الدوار الثاني باسمك.للعلم وللمترددين وللمشغولين بخطاب بعضهم بعضاً، بعض الدوائر الأمريكية إلى هذه اللحظة ويساعدهم السفير الأمريكي مازالوا يؤمنون أن جماعة الولي الفقيه لديها أصوات معتدلة يستطيعون بها إعادة إحياء فكرة تمكين الجماعة من الحكم، تلك الفكرة التي وأدتموها في 21 فبراير من عام 2011.في الوقت الذي نتباحث فيه عن مكان الاجتماع هل هو هنا أو هناك؟ يجري الآن التسويق لوجوه جديدة على أنها تمثل الاعتدال الوفاقي، ومن هو المعتدل؟ إنه خليل مرزوق الموجود الآن في واشنطن لإقناع بعض الدوائر الأمريكية بأنه يمثل الأغلبية البحرينية التي تحاور الملك في جلسات الحوار، وتساعده بعض الدوائر في الإدارة الأمريكية للترويج له كوجه من الوجوه «المعتدلة» في الوفاق بدلاً من أصحاب العمائم بعد أن احترقت ورقتهم.فإن لم ينجح مخطط الدوار فربما ينجح مخطط الحوار، لتحقيق ذات الأهداف، وهو موجود هناك لإقناع دوائر صنع القرار أن الموجودين على طاولة الحوار هم مجموعتان، الأولى الجمعيات الست تمثل شعب البحرين، والمجموعة الثانية ما هم سوى ممثلين عن الملك.ثانياً هو موجود هناك للترويج أن من يدعون أن عيسى قاسم لا يمثلهم ومن لم يستجب لنداء الجمعيات الست حين دعت للخروج يوم الخميس الماضي ما هم سوى شرذمة ومجرد صفر على الشمال، ليس لهم من يمثلهم، مجرد قلة، وثلة و«آخرين» لا ثقل لهم، لأنه يعرف أننا مشغولون في الاختلاف على من سيصعد المنصة.وهو في واشنطن لطرح نفسه كوجه «معتدل» لأنه يلبس البدلة وغير معمم «وكأن الاعتدال لا يحتاج سوى بدلة وربطة عنق»، ومؤشر اعتداله أنه أقنع جمهوره بعدم طرح شعار إسقاط النظام بل إصلاحه عبر تقاسم السلطة معه، خاصة أن النغمة السائدة الآن في أمريكا ليس إسقاط الأنظمة بل إصلاحها، فهمتوا اللعبة؟ الأوراق التي تتغير يتغير معها جلد الوفاق ويتبدل لأن خطابهم للخارج لا للداخل وهم يعولون على الضغط الخارجي وكأنه ليس لكم وجود.مرزوق في واشنطن الآن لتقديم مقترحاته لإنجاح الحوار بأن يطلق سراح زعماء الجمهورية الإسلامية كممثلين عن بقية الشعب البحريني ليجلسوا على طاولة الحوار ويطرحوا تصوراتهم لإنجاح الحوار.أدواتهم اثنتان، وفود تذهب للخطاب المباشر وحشود تظهر في الشارع، الجمعيات الست التي خرجت يوم الخميس ذكرت في حسابها على «تويتر» أن من خرج عددهم 280 ألفاً «يا لله إلا الأرقام ببلاش» فهي تخاطب الخارج الذي يبحث عن الأرقام، إنما بعض الأوساط قالت إن الرقم الصحيح هو 9 آلاف وذلك حسب مساحة المتر المربع وطول الشارع فلا يمكن أن تخطئ تلك الحسبة، إنما سنقول تسليماً للجدل إنه كان ضعف هذا الرقم أي 18 بل سنقول 20 ألفاً، وهذه هي ورقة الوفاق الثانية التي تعرض فيها البحرين بالمزاد العلني.تستميت الوفاق لإخراج الحشود للشارع للضغط على الداخل بل للترويج للبيعة، لأنها -كما قلت لكم- لا تخاطب الداخل وغير معنية بالتأثير عليكم أو إقناعكم أو التحاور معكم، حراك الوفاق وخطابها للخارج فقط.وسواء كان حجهم المستمر ورحلاتهم المكوكية لأمريكا وبريطانيا وروسيا، أو كانت حشودهم في الشارع فتلك هي أدواتهم وهي أوراقهم، ونحن لم نعرف بعد كيف نوظف ذات الأوراق مع أننا نملكها وفي يدنا وما ذلك إلا جهلاً بأهميتها ولأننا نعتقد أن معركتنا معهم في الداخل.فهمتم أم أعيد؟.. وسيكون لهم الحق في اعتبارهم ممثلين عن الشعب البحريني لأنهم خرجوا وتحركوا وتجمعوا في مكان واحد ورآهم العالم، فمن رآكم أنتم؟ هل تعتقدون أن خصمكم فلان أو علان من الوفاق، بل خصمك قوى عظمى تريد إعادة رسم المنطقة وأنتم لاهون بمن سيصعد المنصة!!. الوفاق تتوشح بمعلومة تم تثبيتها دون أن يتحرك أحد لتصحيحها أو حتى التأكد منها، بأن الشيعة هم الأغلبية وأن الوفاق تمثلهم.حتى الفاتح في 21 فبراير عام 2011 تم قمع صورته إعلامياً، ولم يروج له لا رسمياً ولا شعبياً حتى في إعلامنا المحلي «المفارقة أنهم يقولون إن الفاتح أوجده النظام!!». فلا إعلامنا ركز على هذه الورقة ولا نحن روجنا لها في الخارج، لأننا لا ندرك أهمية هذه الورقة ولا نعرف كيف نوظفها رغم أن الجوكر في يدنا.ولولا أن تجمع الوحدة الوطنية ضم 30 ألف عضو مسجل رسمياً بأسماء الأعضاء وبأرقامهم الشخصية، لما صدق أحد أن هناك قوى سياسية لها ثقل جماهيري، وما ذلك إلا لأن رقم جمعية التجمع لا يمكن التلاعب به ولأنه يعادل المسجلين في جمعية الوفاق، وعدا ذلك لما صدق أحد أن هناك شعباً بحرينياً لا يدين بالولاء لعيسى قاسم، مما جعل من جمعية التجمع رقماً صعباً في المفاوضات والتسويات والتدخلات الدولية شئنا أم أبينا، حتى لو شاب أداء الجمعية قصور مع جماهير الفاتح وشتت الجموع، إلا أن ورقة الأرقام تخدمها وتخدمنا جميعاً.اليوم لغة الأرقام هي التي تحكم، حراكك في الشارع هو الذي يحكم، عدم تعبيرك عن رأيك معناه إلغاء وجودك، وها قد حان وقت الجولة الثانية من الانقلاب عليك وعلى مصيرك وعلى وجودك، الحوار هو الدوار الثاني وكنتم حائط صد في المرة الأولى والآن جاء دوركم مرة أخرى لتكونوا حائط الصد الثاني، والأمريكان يريدون دوراً لهم مثلما كان لهم دور في الانقلاب الأول، وليس هناك من مبرر ليفرضوا أنفسهم علينا إلا لأننا مشغولون بمحاورة بعضنا بعضاً.غيركم يعرض نفسه متحدثاً بالنيابة عنكم ويعرض رؤيته للحوار ويعرض وطنكم للبيع، وأنتم تناقشون هل عراد هو المكان المناسب أو البسيتين أو الرفاع؟!!!! وبعضكم يقول أريد أن أسجل موقفاً ضد الحكومة، لأنها ما زادت معاشي، وآخرون يقولون ماذا فعلت لي الدولة؟ وهذا يقول لا أحب الشيخ عبداللطيف ليعتذر لنا أولاً، وذاك يقول ليغيروا الوجوه حتى أتحرك من مكاني، وأنا لي مطالب.عراد 21 فبراير ليس سوى تاريخ ومكان للتجمع حتى يرى العالم شعب البحرين ويسمع صوته، لا المكان ولا التاريخ ولا الجهات المنسقة هم من سيوجه لهم شعب البحرين الرسالة غداً، شعب البحرين سيظهر نفسه أنه موجود وليقول للوفاق وللجمعيات الست إنكم لا تمثلوننا، ويقول لا للعنف ولا للإرهاب ولا للابتزاز والبحرين ليست للبيع، سيقول للدولة طبقي القانون بلا استثناءات على الجميع، ولا نسمح بالتدخل في القضاء، وسيقول لأمريكا وبريطانيا وروسيا احترموا الشعب البحريني، سيقول لإيران ارفعي يدك عنا، كل التدخلات الأجنبية تستند على دعوة الجمعيات الست التي تتحدث نيابة عنكم.. فأين أنتم؟!.