في العام الماضي أقيم كأس سمو الشيخ خالد بن حمد الأول لسباقات الخيل للأطفال ذوي الإعاقة وشهد يومها نجاحاً منقطع النظير، فقد تميزت الفعالية بأحاسيس مرهفة بمصاحبة الأطفال ذوي الإعاقة عاشتها الجماهير وشاركت فيها بكافة أطيافها من كل حدب وصوب، جماهير عاشقة للسباقات، وأخرى جاءت للمشاركة في الفعاليات التي أعطت للسباقات الكثير من التميز بالرغم من بساطتها.. لكنها كانت ذات فاعلية كبيرة خاصة على المستوى الموروثات الاجتماعية للعناية بالأطفال ذوي الإعاقة والذي تميزت بالمحبة والعطاء طبقاً للعادات والتقاليد. خطوة لابد من الإشادة بها، والشد على أيدي القائمين عليها للالتفات إلى الأطفال ذوي الإعاقة، فهم فئة من الأطفال الذين يحتاجون إلى معاملة وتربية خاصة وذلك من أجل الاستمرار في النمو والتقدم والتطور، فقد يختلف هؤلاء الأطفال عن نظرائهم من النواحي الجسدية، العقلية، المزاجية، الاجتماعية إلى الدرجة التي تتطلب منا جميعاً القيام بدورنا على أكمل وجه للمساعدة في مثل هذه الفعاليات كلاً بحسب دوره، وموقعه العملي والاجتماعي والثقافي. إن هذه الفئة من الأطفال تحتاج إلى الاهتمام والرعاية، وعلى جميع المسؤولين التربويين والسياسيين توفير كافة أنواع الدعم للتعامل معهم مع إمكانية دمجهم في المجتمع مثلما حثنا عليه ديننا الإسلامي ورسولنا المربي المعلم (صلى الله عليه وسلم) الذي كان رحيماً بهذه الفئة من بني البشر، فقد كان يطيب خاطرهم، ويبث في نفوسهم الثقة، وينشر على قلوبهم الفرح، ويرسم على وجوهه البهجة، وإذا كان الإسلام قد قرر الرعاية الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على قضاء حوائجهم، فقد قرر أيضاً أولوية هذه الفئة في التمتع بكافة هذه الحقوق، فقضاء حوائجهم مقدم على قضاء حوائج الأصحاء. هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت لم تعرف فيه الشعوب ولا الأنظمة حقاً لهذه الفئة، فقرر الشرع الإسلامي الرعاية الكاملة والشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم في سلم أولويات المجتمع الإسلامي، وشرع العفو عن جاهلهم. وتكريم أصحاب البلاء منهم، لا سيما من كانت له موهبة أو حرفة نافعة أو تجربة ناجحة، وحث على عيادتهم وزيارتهم، ورغب في الدعاء لهم، ورفع العزلة والمقاطعة عنهم، ويسر عليهم في الأحكام ورفع عنهم الحرج.إن لمثل هذه الفعاليات الدور الكبير والهام في نمو وتطور العلوم السلوكية، ونمو وعلم النفس الطفولي، فعندما نذكر هذه الفئة من الفعاليات لا يمكننا أن ننسى الكثير من دور التعليم والمدارس التي استقبلت هؤلاء الأطفال بين جنباتها في عملية لدمجهم في المجتمع.كل الشكر لسمو الشيخ خالد بن حمد على هذه الفكرة السديدة والرعاية الكريمة.. كل الشكر على اللمسة الحانية.. كل الشكر إلى الشركات الراعية التي ساهمت في هذه الفعالية، كل الشكر إلى سفراء النوايا الحسنة، كل الشكر إلى ملاك الخيل، كل الشكر إلى جميع أهل الخيل للمشاركة وإنجاح هذه الفعالية، كل الشكر إلى جميع من شارك وعمل على إنجاح هذا السباق.