مشكلة الانقلابيين وكارهي هذا الوطن تكمن في تناقضاتهم، والتي هي أساساً نتيجة لكذبهم الفاضح فيما يرفعونه من شعارات، وما يدعونه في التصريحات وما يقومون به من أعمال.مشكلتهم أنهم يريدون الناس – المختلفين معهم - أن يصدقوا بأنهم يفعلون ما يفعلون تحت شعارات «الثورة» و»الانتفاضة» فقط لأجل الناس، ومن أجل المصلحة العامة، ولأجل تحقيق مزيد من المكاسب تنعكس على الجوانب المعيشية لتحول البحرين إلى جنة الله في الأرض، طبعاً بعد إيران!مشكلتهم ظنهم الدائم بأن الناس مغفلون، ويمكن غسل عقولهم بسهولة، وتحويلهم إلى قطيع يشبه القطيع الذي يحركه الولي الفقيه، الذي يتحرك بدوره وفقاً لأوامر «سيده» خامنئي الإيراني.يريدون الناس أن تصطف معهم، ويحاولون التغزل فيهم بأي طريقة، «إخوان سنة وشيعة»، من «صجكم» تظنون الناس ستصدق الكذاب، فقط لأنه يرفع فوق رأسه لافتة تقول بأنه «لا يكذب»؟! أحلامكم وردية، حينما تظنون الآخرين بالأخص سنة هذا البلد سيصدقون مثل هذا الكلام، وأنتم يومياً تسيئون لهم، فقط لأن جريمتهم الاختلاف معكم في المواقف والرأي! المصيبة أنهم يجبروننا على الضحك حينما يقولون وينادون بضرورة احترام الرأي والرأي الآخر، والله نتحدث عن أنفسنا ونقول بأننا محترمون ولله الحمد، فلم نتطاول بالسباب والكلام البذيء والنعوت العنصرية الطائفية والدخول في الشخوص عوضاً عن المواقف، لكن عندما نقارن ذلك بكم فالإبداع كله من جانبكم، إبداع في البذاءة والشتم والتخوين والتطاول على البشر فقط لأنهم يقارعون الحجة بالحجة!عموماً، مثل هذا الشعار وغيره من شعارات كاذبة مضللة من الاستحالة تصديقها لأنها صادرة أصلاً من جهات عرفنا كرهها المتأصل للآخرين الذي ينظرون لهم بأنهم «سارقو اللقمة» في أفواههم، عرفنا كيف تنامى «الغل» في قلوبهم نتيجة «المظلومية» التي رضعوا منها طوال عقود، عرفنا مستوى حقدهم على هذا البلد، هذه المشاعر التي من الاستحالة أن تتحول للنقيض! كل هذا وتريدون أن يصدقكم الآخرون؟! تحلموووون!تناقضات غريبة وعديدة، سببها هذه النوايا الشريرة التي كانت مخفية في قلوبهم، سببها العمل وفق سياسة القطيع، ولا يخرج علينا أحد يدعي النضال هنا سواء بالفعل أو الحرف ليدعي بأنه «جيفارا» زمانه، وأنه يناضل ضد استبداد وديكتاتورية يدعي أن الدولة تمارسها فقط لأنها ساكتة عنه، لا، أثبت لنا بطولتك وصدقك حينما تناضل ضد من يأمرك فتنفذ وأنت «صاغر»، من بإصبعه الصغير الذي يحركه من إيران، يدعم النظام السوري الدموي في قتله الأبرياء من الشعب، تخرس لأنهم ليسوا على مذهبك، وتخرس لأن «إيران» في خلفية الصورة! في هذه الحالات، يتحول إلى «بطل صامت» ساكت صاغر، لايقدر على النطق بحرف ضد من يحرك خنصره في طهران، لتتداعى تحته وتحت أقدامه قادة النضال والحرية ونبذ العبودية لدينا، يقولون له «سيدنا» و«مولانا» ويا «ابن رسول الله»! تبحثون عن «الحرية» صح؟! قلناها سابقاً، تحرروا ممن «المستعبد» الحقيقي لإراداتكم وعقولكم!من يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان، ماله «خرس» لا ينطق عما يحصل بالتحديد في إيران وسوريا؟! آه، نسينا التبرير «خلونا في البحرين»، لكن «المضحك» الاستدلال الدائم بالأمثلة الخارجية لمقاربة الوضع البحريني بما يخدمهم، فن التورية و»التنقز» من بعيد، في ذلك لا يقولون «خلونا بس في البحرين». من «المغفل» الذي يصدق على سبيل المثال شخصاً «خدع» الجميع، الشيعة قبل السنة، المعارضين قبل الموالين، من وقف ليحرض ضد الميثاق قبله بليلة، وينتقد النظام، ثم يأتي بعد سنوات ليشيد بمضامينه بل ويشيد بالنظام نفسه؟! من يصدق من يصرخ في لحظة انفعال – تكشف حقيقة ما في قلبه - بأن الآخرين وتحديدا السنة يخرجون من هذا البلد لأنها ملكه وأنه «الأصلي» وغيره «التقليد»، من يصدقه حينما يغير رداء «الثعبان» ويتباكى على اللحمة الوطنية ويدعو للتعايش؟! من يصدق من باع حتى جماعته لأجل مكاسبه، ثم يصف الآخرين بأنهم مأجورين وعملاء ومرتزقة، في انعدام شجاعة للكشف أقلها للناس عما يملكه اليوم من وراء استجداء الدولة، ولبس ألف قناع وقناع ليعرفوا حقيقة من يبيعونهم الوهم ويصعدون على أكتافهم ويغرفون ويغرفون!صدقوني، لا يهمهم شارعهم، فشارعهم مسلوب الإرادة تحركه أي «فتوى» يمنة ويسرة، ما يهمهم أن يكسبوا أناساً من الأطراف المناهضة لهم، يريدون التخلص من الاتهام بالطائفية والعنصرية، وأن حراكهم الانقلابي مغموس بهذا الاصطفاف المذهبي، بالتالي سيجلبون أي شخص، أي شخص، فقط لو «وافق شن طبقه».لن يصدقكم أصحاب العقول الناصحة، لن يصدقكم من يمتلكون إرادتهم، لن يصدقكم من رأوا كيف يكون «قيح» طائفيتكم، ومهما صرختم ونكلتم وشتمتم وانتقصتم من حقهم، هم يعرفون تماماً بأنه «صراخ على قدر الألم».ما حصل في البحرين في عيون المنصفين لا «المؤدلجين»، وأصحاب الأجندات والولاءات الإيرانية، ما حصل ليس حراكاً من أجل حرية وديمقراطية وشعارات «زائفة» ترفع، هو حراك طائفي عنصري محض، والدليل ما يخرج من الطائفيين مدعي «التعايش» وما يصدر عن «المتقلبين» باتجاه ما يحقق لهم المصلحة.