حين تحدثنا من قبل عن الحب والألفة بين البحرينيين، وعندما تكلمنا قبل يومين فقط بضرورة أن يلتفت أهل البحرين الخيرين إلى وجوب أن يقدموا لبعضهم البعض فروض الحب والمودة، نتحدث اليوم عن ضرورة أن يسكت كل سفيه في هذا المجتمع، من باب «قل خيراً أو فاصمت».هناك بعض المشوشين و«المكوكين» وظيفتهم أن يفسدوا الحب والود بين الناس، صحيح هم قلَّة في هذا المجتمع، ويتكاثرون في أماكن «الوساخة» السياسية، والفوضى المجتمعية، لكن صوتهم عادة ما يكون مدوياً، لأنهم وفي ظل مجتمع هادئ ساكن، يكون كل حرف يطلقونه بقوة الغاب، يصنع لهم جلبة، ومن هنا يعتقد البعض، بأن هؤلاء كثر، ولكن الحقيقة تؤكد عكس كذلك.هؤلاء القلة من القوم، يجب عليهم أن يسكتوا رحمة بهذا الوطن، فالكلام لا يكلِّف صاحبه شيء، لكن ربما يكلف المجتمع كل شيء، فالكلام غير المسؤول يخلف جرحى وقتلى ودمار شامل أيضاً «رب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في النار»، وحين تطلق تلك الكلمة في أوساط المجتمع، تهوي بكل الناس في نار الفرقة والفوضى والتباغض.نحن نقول لمن يلهث وراء الشهرة من شياطين الإنس، ولكل من يريد أن ينفخ ذاته، ولو على حساب وحدة المجتمع، اتق الله في نفسك وفي الناس، فأنت ستكون أمام حساب عسير في هذه الدنيا، وإن فاتك هذا الحساب، فستكون أمام حساب غليظ، يوم تشخص فيه القلوب والأبصار.نحن نؤمن أن هؤلاء «المقَّعدين» من أبناء مجتمعنا هم من المرضى النفسيين، فهم يحتاجون إلى علاج نفسي أكثر من أي شيء آخر، ويحتاجون قبل أن يلقوا من الكلام ما يخنق وعي المجتمع، ويكبل ضميره الأبيض الحي، أن يراجعوا حساباتهم مع أنفسهم، فهم يلعبون بالنار، تلك اللعبة الخطرة التي سيدفع ضريبتها بقية أفراد المجتمع.هذه رسالتنا لـ «المهاوشين» والعابثين باستقرار الناس ومودتهم وألفتهم، أما رسالتنا لأبناء هذا المجتمع، فهي الدعوة الصادقة القلبية في عدم الإصغاء لصوت هؤلاء الشياطين، حتى لو كان كلامهم معسولاً وجميلاً ومنمقاً. على المجتمع أن يختار الكلمة الهادئة، ويتبع القول الصادق، وعلى الناس أن تستقل بوعيها وتفكيرها عن كل الجهات التي تنوي ضرب الحب في مقتل لا يقوم بعدها أبداً، ولا تقوم له راية، وهذا حقيقة خوفنا ولا شيء سواه، بل نحن نؤكد أن هؤلاء استطاعوا تحقيق جزء من هذه الضربة الموجعة.حين تنهد أركان المحبة بين الناس، فهذا يعني أن جزءاً كبيراً جداً من الثقة قد سقط، ولأجل إعادته إلى مكانه الطبيعي، فإننا سنحتاج إلى عشرات الأعوام، بينما كان بالإمكان أن نتجاوز هذه الفتن، لو تمسكنا بنشر ثقافة الحب والتسامح فيما بيننا، أما حين يقع الفأس في الرأس، فلن نلوم المفتنين بقدر ما سنلوم المحبين، وهو أبشع أنواع اللوم، فهل لنا أن نستقل بوعينا وتفكيرنا عن هذا وذاك لتحقيق مصلحة الحب؟ أم أننا سنستجيب لكل صوت ينفخ في نار الفتنة؟!