حرقوا البلد، وأرهبوا أهلها، وقطعوا الشوارع والطرقات، وعاثوا في الأرض الفساد، وكل ذلك تحت مسمى «طوق الكرامة!»«كرامتهم» تأتي على حساب الوطن، الذي «لا يفترض أن تكون له أصلاً أي «كرامة»، حسب وجهة نظرهـــم. «كرامتهم» تأتي امتثالاً لمن سلبهم أصلاً كرامتهم وإرادتهم عبر خطبه فوق المنابر، أو من خلال تحريضه وتحريض جماعته في تصريحاتهم وفعالياتهم.صاحب «كرامة» يخرج للشوارع كما المجرم «متلثماً» ليخرب ويحرق ويرهب الناس! صاحب «كرامة» لا يقف ضد من يريد أن يسلبه هذه الكرامة في مقام أول، سواء رجل دين معتمد من إيران يأمرهم فيطيعون، أو عناصر «متنغنغة» بالعيش في الخارج تحركهم بكلمات وكأنهم «خدم» لديهم.من لديه «كرامة» حقيقية لا يبيع وطنه هكذا برخص التراب، أقلها لا يقبل أن يكون أداة يلعب بها متدثراً برداء الدين أو طالب شهرة سياسية أو صاحب أجندة انقلابية.ليس معيار الكرامة أن تقف ضد الدولة وتختلف معها وتنتقدها وتعارضها في جانب وتتحول لـ«أسد هصور» ولو ملثم أو خلف «كيبورد» أو داخل قفص زجاجي، بينما في المقابل تقف خانعاً ذليلاً أمام من يلعب بمصيرك ومصير أبنائك ويستخدمكم أدوات وعتبات سلم يصعد على أكتافها للوصول إلى مبتغاه. «الكرامة» الحقيقية تعني ألا تقبل بأي أحد أن يتطاول على كرامتك دون وجه حق، ألا يسلبك إرادتك، وألا يقودك حسبما يريد ويشتهي.«طوق كرامة»! إلا الأسماء ببلاش، وكل يغني على ليلاه، من يدعي الدفاع عن الكرامة والسعي لنيلها هو أول من باع كرامته لتجار الدين ولبائعي الأوطان وللموالين لإيران.يدعون النضال من أجل «الكرامة»، لكن نضالهم في الاتجاه الخاطئ تماماً، خذوا «كرامتكم» أولاً ممن حولكم إلى «قطيع»، ومن قرر كيف يجب أن تكون حقوق النساء وفق مزاجه، ومن يقرر لكم كل شيء، حتى كيف تموتون، وماذا يفعل بجثثكم بعدها، يفعل ذلك كما المتفرج على التلفاز وبيده «الريموت كنترول!»وعلى ذكر توصيف «الريموت كنترول»، والذي جاء في سياق جملة تعاملوا معها كعادتهم بأسلوب «ولا تقربوا الصلاة»، بالتركيز على الجزء الأول من الجملة متناسين الجزء الثاني، مثلما فعلوا مع «الجموع الحاشدة» التي لا يريدون رؤيتها في الفاتح، أو الأجزاء التي تدينهم في تقرير بسيوني، توصيف يدفعنا بالفعل للضحك، وشر البلية ما يضحك.يقول «موفد الوفاق» في الحوار إن «جمعيات الائتلاف يحركها «ريموت كنترول الحكومة» وأنها قالت ذلك»، يقولها مستهزئاً ومستصغراً لمثل كهذه جمعيات لا تمتلك استقلالية وحرية إرادة، طبعاً لا يمكنه إكمال الجملة التي وصفتهم بمن يتحكم بهم «ريموت كنترول إيراني».عموماً، نتفق مع هذا «المناضل» بشدة، إذ أي كرامة هنا لمن لا يمتلك حرية اتخاذ قراراته، وأي كرامة لمن يحركه «الريموت كنترول؟!» أي كرامة هنا لجمعيات يحركها «ريموت كنترول حكومي؟!» تعلموا أقلها من الجمعيات صاحبة «الكرامة» والتي لا تقع في العيب ولا تقبل أن تتحرك بأي «ريموت كنترول» لا من وليها الفقيه ولا من إيران.تعلموا منهم الحرية، صحيح أنهم لا يملكون القدرة على تذييل أي ورقة بتوقيعهم إلا قبل أن يأخذوا «الموافقة» من أمينهم العام، والذي بدوره «كخادم» لـ«سيده» يأخذ موافقة هذا الأخير، والذي بدوره لا يمكن أن يغير مسار عمله دون أن يأخذ الموافقة والمباركة المقدسة من «المرشد الإيراني!!» لكن «شعاد» تعلموا منهم الحرية!والله لم تخطئوا في التسمية، إذ هو بالفعل «طوق» قيدت به «كرامتكم» من قبل من يتم التحكم به عبر «الريموت كنترول» الإيراني!حتى توقيعكم الشخصي لا تملكونه، والله خوش حرية، خوش كرامة!
Opinion
حتى «توقيعهم» لا يملكونه.. وبعدها «طوق كرامة» و«ريموت كنترول!!»
16 مارس 2013