سأبدأ من الآخر .. سأخاطب رجال الدين أصحاب العمائم العلماء الأفاضل الذين يوجهون خطاباً (لشعبهم) كل ليلة و كل يوم جمعة.سأذهب معهم إلى آخر المطاف -مثل ما يقال- وسأتفق معهم أن السلطة بنت ستين في سبعين كاذبة قاتلة قمعية فيها ما فيها .. آمنا بالله.لكن هل (شعبكم) الذين تخاطبونهم ملائكة منزلين من السماء؟ كيف إذاً لم نسمع طوال عامين عن محاسبة أو شجب فعل أو استنكار لأي خطأ ارتكبه على الأقل واحد من (شعبكم)؟السلطة جائرة لا تحاسب المجرمين آمنا بالله، هل حاسبتم هل وقفتم في وجه أحد الذين من أخطؤوا من (شعبكم)؟السلطة شياطين ومعسكر يزيدي ومن بني أمية ... آمنا بالله .. ألم يخطئ أحد من معسكر الحسين وتقتضي الأمانة الإيمانية منكم محاسبته و معاقبته و زجره؟كيف سوغتم وكتمتم الحق في ما ارتكبه جماعتكم ولم تنبسوا بكلمة واحدة تردعهم عما يقومون به؟أبحث عمّا جاء في كتاب الله، أنظر في سنة نبيه عليه أفضل الصلاة و السلام أو في سيرة أي من آل بيته (بلاش صحابته) عن أحد من هؤلاء من سوغ للكذب والافتراء كما تسوغون أنتم له اليوم فلا أجد.نحن كتاب مرتزقة يدفعون لنا بالدينار و نكذب .. آمنا بالله .. أنتم من يدفع لكم لتسكتوا عن الحق؟ أنتم رجال دين.. أنتم فقهاء، أنتم علماء، أنتم من اصطفاكم الله وأولياؤه الصالحون، ولو أحصينا عدد القصص التي تم تفنيدها ونشر مغالطاتها والقصص الخيالية التي سردت منذ 11 فبراير العام الماضي إلى اليوم لملأنا مجلدات والله مجلدات وكلها مثبتة بالصوت والصورة و التاريخ، أيعقل أنها كلها .. كلها .. مختلقة، ومفترى على شعبكم فيها؟ أيعقل أنكم لم يراودكم الشك على الأقل في بعضها؟ ألم تطلبوا التحقق من بعضها على الاقل ليس كلها؟ إذ ربما .. ربما .. اندس بين (ملائكتم) شيطان رجيم، ألا يتطلب استحقاق المنبر الذي تقفون عليه أن تتوثقوا تتيقنوا تتحروا الدقة قبل أن تنطقوا بما تنطقون به، ألا تذكركم كلمة رسولنا الأعظم الإيثارية الأريحية «و الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» ألا توحي لكم بشيء من قبس نبوي كريم؟ ألا يوجد في قصص الأئمة رضي الله عنهم أو من سيرة علي رضي الله عنه ما يشير إلى وقوفهم مع الحق ولو على أنفسهم أو أهلهم أو جماعتهم؟ بالتأكيد هناك آلاف و أروع الأمثلة، ألا تستلهمون من بعضها؟لا عجب إذا كان رجال الدين يسكتون عن الحق فإن الحق أخرس عند من هم دونهم منزلة تقوية، لا عجب حين لا يتبرأ رجال الدين من الكذبة أن يصبح الكذب شائعاً منتشراً بهذا الشكل الذي يشكل ظاهرة أصبحت ترتكب في وضح النهار و بوجود كل أجهزة و آليات ومعدات التوثيق، يرتكب بعين فاجرة قوية دون اكتراث بكشفها أو بفضحها.خلال أسبوع واحد تم اكتشاف ثلاث كذبات كل واحدة أكبر من الثانية، الأولى كذبة صاحب البلاغ عن رجل أمن سرق تلفونه فرن هاتفه بنفس الرقم الذي بلغ عنه و قد نسيه في جيبه.الثانية نشر أحد الناشطين صورة قديمة لرجل مصاب وقد التأمت جروحه و قال عنها إنها صورة أخذت الآن في المنامة وحين قالوا له كيف التأمت جروحه بهذه السرعة ضحك و قال حسابي مخترق!!وثالثة الأثافي صحافية تحرف و تفبرك –كالعادة- لمسؤول مهم ألقى الكلمة أمام آلات التصوير والتسجيل، بمعنى أن كلمته موثقة صوت وصورة و بحضور بالمئات و مع ذلك –بعين قوية- تقولت عليه و حرفت كلماته حتى اضطرت وكالة أنباء عريقة للاعتذار!!سؤال أخير .. هل حللوا الكذب مؤخراً و نحن لا ندري؟ هل أصبح حلالاً هذه الأيام تجيزه الأديان السماوية ويباركه رجال من المفروض أنهم حفظته و سدنته و مسؤولون عن نشر الوعي والذمة الأخلاقية أمام الله و رسوله؟نحن بلا ذمة و بلا أخلاق و مرتزقة و عبدة دينار إنما.... ما بال (الملائكة) -حسب منظوركم - يكذبون و يزورون و يفترون؟ ما بال رجال الدين عن الحق ساكتون تاركون الكذبة الفجرة في غيهم يعمهون و تحت رعايتهم يتمادون؟ سؤال مجرد سؤال!!!!!!!!!!!!!! .