هل تبحث عن السعادة؟ كلنا يفعل ذلك، كل إنسان، منذ قديم الزمان، حتى آخر الزمان، هل هذه السعادة هي ضالتك الضائعة والتي تكون فرحاً حين تحصل عليها؟ علينا أن نعي أن كل إنسان سيظل باحثاً دائماً عن السعادة في كل ما حوله، سيظل تواقاً لأن يكون راضياً عن حياته، وطبيعة معيشته في الجبال، والبحار، في القرى، والمدن، في أرقى دول العالم، أو أقلها حظاً من الرقي.ولكن السؤال المهم الذي يبقى علامة واضحة في عملية البحث: ما هي الخطوات التي علينا اتباعها لتحقيق ما نريد؟ وهل هناك وصفة أو شفرة لها توصلنا إلى شواطئ السعادة، بعد أن عشنا بين أمواج وعواصف البيئة المحيطة بنا؟إن السعادة كما يراها الأنبياء والرسل والحكماء والمتصوفة والكهنة من جميع الفلسفات الإنسانية، ليست في الخارج، ليست في المال، وكثرة العيال، ليست في امتلاك الأموال في المصارف والعقار، كل هذا جيد، ولكن السعادة هي في قلبك، أنت تملكها منذ صرختك الأولى، وأنت تقتحم الحياة، متوفرة لديك ولكن عليك اكتشافها في داخلك.نعرف جيداً أن هذه السعادة ليست هي إضافة رقم إلى رقم، لنحصل على ذلك، ربما تكون أصعب من ذلك، ربما أكثر سهولة من ذلك. إن السعادة، كما أراها دائماً، مرتبطة كل الارتباط بمستوى الرضا عن الذات، والقناعة بأن كل ما فوق أديم الأرض هو للإنسان، للمخلوق الأرقى من الملائكة والشياطين، الذي عليه إنجاز الرسالة التي جاء من أجل إيصالها إلى غيره من الناس، على المستوى الإنساني العام، بما قدمه من علم ومعرفة إلى أبناء أرضه. إن السعادة الحقيقية هي شعورك كإنسان بأنك حققت ما تصبو إليه. في كتاب «السعادة من دون عناء» الذي ألفه مارسي شيموف وكارون كلاين، وطبع عن دار الكتاب العربي عام 2009، تضمن الكتاب سبع قواعد للسعادة، بحيث تكون هي الانطلاقة الرئيسة لتنقية الذات من شوائب الخذلان والإحساس بالغبن، وتلك القواعد باختصار كالتالي:أولاً: خذ زمام سعادتك، ركز على الحلول من أجل اكتساب مزيد من القوة الشخصية، وركز انتباهك على النواحي الناجحة، وابن عليها من أجل تحسين أي أمر شئت، وتوصل إلى المصالحة مع نفسك.ثانياً: لا تصدق جميع أفكارك، عبر تحققك من صحتها، وتخطي الأفكار المزعجة المثبطة، وتوجيه الفكر باتجاه الأفكار المفرحة.ثالثاً: سلم أمر القيادة إلى قلبك، مركزاً على الشكر، وممارساً سمة العفو والصفح، واحرص على نشر المحبة بين الآخرين.رابعاً: اجعل خلاياك ترقص فرحاً، حاول أن تتناول الغذاء السليم، وحرك طاقة جسمك بالرياضة.خامساً: افتح خطوط اتصالك بالروح، واحرص على أن تعيش روحك في واحة من السكون من خلال التأمل وقضاء وقت مع الطبيعة، وأنصت إلى ضميرك الداخلي، وثق بما تحمله لك الحياة.سادساً: عش حياة هادفة، مكتشفاً ميولك الحقيقية، وساهم في تحقيق الأمور الكبرى، مهما كان حجم المساعدة فيها.سابعاً: ازرع علاقات طيبة مع الآخرين، عبر الشكر والامتنان لمن هم بقربك، وأحط نفسك بهم كمساندين وداعمين، وانظر إلى العالم وكأنه عائلتك. إن مارست هذه القواعد السبع في يومك، وجعلتها جزءاً من تنفسك، وحدثت بها غيرك كواحدة من النعم الكثيرة التي وهبها لك الله سبحانه وتعالى، وأن تقوم بإنجاز مهامك اليومية المعيشية، ثق أن أيامك ستكون كلها أيام سعادة وسرور ورضا، وهذا أجمل ما يسعى إليه كل بني آدم.