بالأيام التي مضت، شاهدت شيئاً لم أشاهده مسبقاً، ورغم أني متابع مستديم للسينما؛ فلم أشاهد هذا المشهد حتى في أفلام سبيلبرغ أو سكورسيزي، فهل شاهد أحداً منكم أي مسلم يتعاطف مع ذوي الاحتياجات الخاصة كما فعل «اليهود والنصارى» في أولمبياد لندن الحالية لذوي الاحتياجات الخاصة؟ سؤال في إيجابه «كاذب» وفي واقعه «مخجل»!.هؤلاء الغير المسلمين قدموا بطولة تنظيمية اسمها «دورة أولمبية» لهم، وفي بطولة فيها كل الألعاب تقريباً، شاهدت في كل لقاء حشد جماهيري كبير جداً، وفي تتويج أحد اللاعبين التونسيين بالذهبية على الملعب الأولمبي في لندن، أهداني المخرج صورة جعلني لربما أخجل من واقعي الذي أعيشه، فقد وصل الملعب الأولمبي لسعته الكاملة من الجمهور وامتلأ تماماً بالحضور، ليس هذا فقط، بل حتى في مباريات كرة السلة والطائرة لكلا الجنسين، في صورة وفي لافتة يرفعها المواطن البريطاني قائلاً فيها وبأعلى أحباله الصوتية «لا يوجد فرق بين كوبي براينت واللاعب ذوي الاحتياجات الخاصة» فكلاهما من جلد واحد ومن طينة بشرية واحدة، موقف ومشهد يجعلك فعلاً تستلم، فيقيّدك حتى يدخل في جوف مشاعرك ويظهر بذلك عيوب الواقع الذي يعيشه العالم العربي، من سوء تقدير وإهمال لهؤلاء البشر.فماذا لو قدمنا لهم 14 يوماً في كل سنة لنكرمهم على كفاحهم الإنساني وقدرتهم الهائلة على محاربة ومواجهة واقعهم، ونقيم لهم مسابقة تضم على الأكثر 5 ألعاب، أو ليس ذلك عمل سيشهد له التاريخ بأنه تتويج إنساني؟، ولكن الغريب أن من يستشهد ويعظّم بأخلاقيات سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا يلتزم بمواقفه بل يجعل ما يقوله لوحة أمام وجهه يلتف بها أمام الناس وكأنه كُلف بهذه المهمة، ولا يعلم أن أحد أهم الأهداف من السيرة النبوية النهل من ما مضاه رسولنا الكريم على وجه الأرض، وإذا لم تكن حروفي مفهومة فلابد من القول «يجب أن نعطيهم وجهاً» لأنهم لا يختلفون معنا في شيء سوى في كرسي يجرّه إطارين.فقد حان الوقت أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نكتشفهم ونستخرجهم من ظلمات مخيفة، علينا أن نجعلهم بجانبنا، نشجعهم أثناء مبارياتهم، نفرح ونهتف عندما يسجل لاعب هدفاً، ونعاتب ونحزن على لاعب أضاع هدفاً، ليسوا سوى بشر، ولا يطالبون سوى حياة كالحياة!.همسةفي مشاهدتـــــــــي لبرنامــــــــــج Game Over علــــــــــى أبوظبــــــــــي الرياضية، شاهدت تكريماً للاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة .. اكتشفوه فأعطوه الثقة فجلب ذهبية أولمبية لهم .. هل هي قضية أخلاقيات؟ .. أم مرآة لا تعكس سوى واقع واهن؟