يئسوا أن يبدلوا تاريخ البحرين، يئسوا كما يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب، يأئسوا لأن ما يطلبونه صعب المنال، إنهم يطلبون الثريا، وهم لا يعدون أكثر من غبار هائج، ليس له مقر ولا استقرار، يئسوا أن يستبدلوا ويبدلوا في تاريخ غرس في عمق الأرض وعانقت هامته الجبال، فكيف لهم أن يبدلوا تاريخاً يجدده خليفة بن سلمان.. يجدده في كل مشهد شهدته البحرين ماضياً وحاضراً وها هو المستقبل المبشر يأتي به من إخوانه ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية، فها هو اليوم مجدد التاريخ خليفة بن سلمان يعود للبحرين بالبشائر وأجمل الأخبار، زيارة موفقة مباركة لإخوانه في بلد الحرمين الشريفين.إن كرامة الوطن وعزته لا تكون إلا بتوقير رجاله، رجال كتب الله أن يكونوا ملوكاً وأمراء، فألبسهم الله لباس الهيبة، وكسا وجوههم بقسمات الخلافة، وها نحن نشاهد كيف استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان من إخوانه أصحاب السمو الملكي أمراء آل سعود الكرام، إنه مشهد يجب أن يطبع في ذاكرة المهووسين المخبولين، ليعرفوا أن الإمارة والمشيخة لها قسمات وعنوان وأصل وتاريخ لن يجد مثلها ولا شيء منها أي من أشكالهم، لا في تاريخ أجدادهم ولا أخوالهم ولا أعمامهم.وها هو اليوم خليفة بن سلمان بعزيمة وإصرار ينتقل بالاتحاد الخليجي من طور التصريح إلى ساعة التنفيذ، إنه الرجل الهمام الذي لا يلتفت إلى الوراء، بل يسير بصبر وتحدٍّ إلى الأمام متناسياً ومتجاهلاً ما يحاك وما يدبر له ويخطط، سائراً إلى الأمام بخطى ثابتة، لأنه الرجل الكريم الذي حمل البحرين أمانة في قلبه، حملها إرثاً لا يمكن أن يتخلى عنه أو يتركه لحثالات تريد أن تعبث بتاريخ البحرين وحاضرها ومستقبلها، حثالات تتعطش إلى المال والسلطة، جعلت من سفك دماء الناس طريقاً تسير على قطراته وعلى أشلائه، لتعتلي كرسي السلطة، إنها الأمانة التي حملها خليفة بن سلمان في عنقه، أمانة أحمد الفاتح الذي لا يمكن أن يفرط بها، وأمانة أهل الفاتح الذين وضعوا وجودهم وبقاءهم على هذه الأرض ببقاء تاريخ البحرين ومجدد تاريخها على كرسي الحكومة.إننا نعيش اليوم حاضراً لا ماضياً، حاضراً يرويه أطفال العراق وأطفال سوريا وماذا فعل بهم الصفويون الذين تمكنوا من السلطة وحكموا البلاد، فهتكوا أعراض النساء وقتلوا الرجال وذبحوا الأطفال، هم أنفسهم اليوم من يحاولون أن يسرقوا تاريخ البحرين، وينسبوه إلى أجدادهم، الذين لم يعرفهم تاريخ البحرين، إلا أنهم جاؤوا من إيران يبحثون عن لقمة عيش، فإذا بهم يكبرون ويغدرون بحكام البلاد.إنهم اليوم يريدون أن يستلوا الحكم والسلطة ابتداء وتسلسلاً من كرسي رئيس الحكومة، وظنوا أنه قد يكون عليهم سهلاً وبسيطاً، ولم يعلموا أن من يجلس على هذا الكرسي هو رجل ليس وريثاً ولا سليل مجد فحسب، بل هو رجل بملايين منهم، لا يساوون خيطاً في بشته، لأنه رجل يبني الدولة وعلاقاتها مع أخوانه، وها أنتم ترون كيف استقبله أصحاب السمو الملكي أمراء السعودية الكرام، وكيف كانت خطواته وهيبته، وكيف كانت قسمات وجهه المضيئة التي جدد ضياءها تاريخ البحرين، رجل له هيبة ومقام كريم في قلوب أهل الفاتح، لا يمكن أن تنزع هيبته، فمن كساه الله الهيبة والمقام والمجد، لا يمكن ليد نجسة ولسان وقح ووجه قبيح وتاريخ أسود وحقد دفين أن ينتزع ما وهبه الله.وإنه لأمل يتجدد، إنه خليفة بن سلمان يا أهل الفاتح، قد عاد لكم بالأخبار التي طالما تمنيتم ودعوتم الله أن يحققها، إنها الوحدة الخليجية بين البحرين وأشقائها في دول الخليج العربي، فيا أهل الفاتح قد بدأ الظلام يتبدد والغبار ينقشع ويولي إلى كهوف وسراديب الصفوية، فشمس آل خليفة أحرقته.. شمس خليفة بن سلمان الذي يجدد التاريخ ويعيد أمجاده كلما حاول السفلة الأوباش النيل من صفحاته وتزوير حقائقه.