يبدو أن إدارة خدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء لا تريد أن تأخذ بيدها وأيدي موظفيها إلى الأمام، فكل شيء بدا فيها عتيقاً، رغم تحولها مؤخراً من وزارة إلى هيئة!.كثيرة هي الملاحظات التي نتلقاها من موظفي الهيئة حول أوضاعهم الوظيفية غير السَّارة، خصوصاً للعاملين في إدارة خدمات المشتركين، وهذا يدلُّ على أنها غير مكترثة بتطويرهم وحتى بتطوير مبانيها التي أكل عليها الدهر وشرب، وها هي اليوم تنقل موظفيها كالبدو الرُّحَّل من مبنى لآخر، ومن استئجار مبنى إلى استئجار مبنى غيره، حتى إنها عجزت في النهاية من أن تمتلك مبنى يحتضن كل الموظفين.هنا سنوجز للهيئة بعض الملاحظات التي لا تخفى على الكفيف، وذلك فيما يتعلق بسوء أوضاع العاملين في إدارة خدمات المشتركين.- أغلقت إدارة خدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء، فرعها الرئيس بالمنامة، وقامت بتوزيع وتكديس الموظفين على ثلاثة مبان في مختلف المحافظات، دون فتح فرع للمشتركين في العاصمة رغم أهميته القصوى، في الوقت الذي يضطر المواطن والمقيم من سكنة العاصمة بزيارة فروع الهيئة في مختلف المحافظات، لإنجاز معاملاتهم، مما يسبب لهم حرجاً شديداً في كثير من الأحوال، فهل ستقوم الهيئة بفتح الفرع الرئيس أم ماذا يدور برأسها؟- مبنى خدمات المشتركين بمدينة عيسى، هو أشبه بالدكاكين المفتوحة على بعضها البعض، فكل الموظفين والمشتركين وكل المارة معهم، يشتركون في دورات مياه مأساوية، وبقية الموظفين ممن يعملون في الطابق العُلوي، لديهم دورة مياه واحدة فقط. أما مواقف السيارات، فهي على الأصابع وللمسؤولين فقط. كل شيء بدا سخيفاً في المبنى، ولأن لا مراقبة بخصوص تطوير المبنى، يندهش المشتركون حين يرون دخان الشيشة وهو يتسلل إلـى مكاتــــب خدمــات المشتركيـــــن، لأنــــه لا شيء يحول بين الدخان والمشتركين ومعهم كل الموظفين، سوــى حائط إسمنتي، بل الغريب في الأمـــر، أن طــاولات المقهـــى المجاور للمبنـــى، عنــد وقت العصر، تزحف على بوابة الهيئة. تسربـــت معلومات بـأن الهيئـــة سوف تستأجر مبنى جديــــداً للموظفيـــن، لكن هذا إن حصل فإنه متأخر للغاية، بل يجب محاسبة المسؤولين عن بقاء الموظفين لأكثر من عقد من الزمان في مبنى لا يصلح حتى لكراج سيارات!!- هل يعلم المسؤلون بخدمات المشتركين أن أجهزة قسم قرَّاء العدادات كلها(خربانة) ولا تكفي لتغطية قراءة مناطق البحرين، كما إن (الشَّغَّال) منها بدا مترهلاً ومن دون أزرار ولا بطاريات؟ هل تعلم أن قارئ العدادات يأخذ معه ورقة وقلماً لتسجيل القراءات خصوصاً في فرع مدينة عيسى؟ هل تعلم الهيئة أن الأجهزة الجديدة المخصصة لقراءة العدادات، والتي تم تجربتها وتشغيلها في فرع المحرق أثبتت فشلها الذريع؟- أما بالنسبة للموظفين (الغلابة) فإن المسؤولين الكبار بخدمات المشتركين بالهيئــة لا يعلمـــون عـــن حاجــــات موظفيهم، بل لا يكلفون أنفسهم عناء الزيارات التفقدية الدوريــــــة لفـــــــروع المشتركين في مناطق البحرين، بل لا يعلمون ما هي متطلبات تلكم الفــروع، ولا يستمعون حتى لموظفيهم، بـــل أبوابهم مغلقــة لكـــل من لديه شكوى.- أخيراً، لا توجد لدى خدمات المشتركين أيــة برامـج وخطـط لتطويــــر موظفــــــي خدمات المشتركين، فهم كما هم منذ أكثر من 35 عاماً لم يدخل غالبيتهم دورات تعني بتطويـــر مهاراتهــــم الوظيفية، بل الأهم من كل ذلك، إلى الآن لم يقر لهم كادر يصل لمستوى الطموح، وحين تحولت وزارة الكهرباء والماء إلى هيئة استبشر الموظفون خيراً، لكنهم انصدموا حين تيقنوا أن وقت العمل تمدد لساعات إضافية أكثر، بينما المعاش (محلك سر)، وما دام مدير إدارة خدمات المشتركين يغلق بابه أمام موظفيه، ويرفض استقبالهم حتى بموعد مسبق، فإن الإدارة لن تتطور، وأعانكم الله يا موظفين.