اشتهرت هذه العبارة لأن من كتبها هم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة على حسابهم في «تويتر» رداً على تغريدات حساب الإخوان المصريين الداعي للتصعيد بعد حادثة التعدي على السفارة، كانت العبارة كالتالي: «على فكرة.. هل اطلعت على تغريداتك العربية؟ أتمنى أن تفعل لأننا نقرأها».لم تلتفت الولايات المتحدة الأمريكية للتناقض بين خطاب الإخوان الداخلي والموجه لقواعدها والمحرض على العنف ضد المصالح الأمريكية وخطابها الرسمي؛ إلا بعد أن حاصرت هذه القواعد السفارة الأمريكية كرد فعل على الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، لتجد خطاباً تحريضياً يميل للعنف، يغازل الشارع الراديكالي ويناقض ما يصرح به المسؤولون المصريون من خطاب ينبذ العنف ويحترم العلاقات الدولية، هذا التناقض بين الخطاب الموجه للغرب عموماً وللولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً والخطاب الموجه للقواعد الشعبية وللجماعات الراديكالية هو ما أثار حفيظة السفارة الأمريكية واضطرها للتنبيه. وكذلك ما تفعله الوفاق في تغريداتها في البحرين التي هي نقيض ما تعلنه للغرب، خصوصاً للولايات المتحدة الأمريكية، ويتطلب من يقرأها بالعربية.فشتان بين لغة «وثيقة اللاعنف» التي تخاطب الغرب أولاً وأخيراً ولا أثر لها على الأرض في البحرين، وبين تغريداتها التي تخاطب بها مريديها، فهما على النقيض تماماً، وما حدث في جنازة الفتى الذي توفي في حادث سير من عنف ومولوتوف وتخريب ما هو إلا نتيجة تغريدات الوفاق المسؤول الأول عن تجيير الحادث واستغلاله للتحريض على العنف، لذلك نتمنى أن تقرأ سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تلك التغريدات وتعلق بذات التعليق، انتبه.. نحن نقرأ العربية!!الوفاق في تغريداتها تعتمد على خطاب يحتضن العنف ويقود للعنف حتماً لا محالة وبلا مواربة، فخطابها ينزع أية شرعية للدولة ويبيح التعدي عليها أمنياً وسياسياً واقتصادياً، فحين تسمي الوفاق رجال الأمن بـ«المرتزقة» لا تحتاج أن تقول لمريديها اقتلوهم أو اسحقوهم كما قال أبوها الروحي، يكفي أن تسمي رجل الأمن بـ«المرتزق» لتنزع شرعيته وحقه وواجبه في حفظ الأمن وتبيح الاعتداء عليه وقتله. إنها دعوة تتطابق مع دعوة «السحق»، ثم تضيف لمريديها كل أسباب الاحتقان، فمسيل الدموع «غازات سامة» يطلقها عليكم مرتزق. وكل متوفى تعده الوفاق شهيداً قتل بالغازات «السامة»، وكل جسد ميت هو صورة صالحة للتحريض على العنف تقلب ويصور قبرها أياً كانت أسباب وفاته.خطابها في النهاية خطاب محرض ومحفز للانتقام.. للعنف.. للإرهاب، فهل تحتاج إلى أكثر من ذلك كي يتحرك الشباب للدفاع عن أنفسهم وإجازة استخدام العنف بكل صوره تجاه «مرتزق» يطلق عليهم «الغازات السامة» ويقتل أقرباءهم وذويهم وأبناءهم؟!!«وثيقة اللاعنف» ستصبح ورقة تبلها الوفاق وتشرب ماءها هي وأي جهة تصدقها أو تدفعها دفعاً لتوقيعها أو تروج لها إعلامياً أو ترفع من شأنها أو تعلي قدرها أو تنفخ في روحها، ما لم يتطابق الخطاب الداخلي مع الخطاب الموجه للغرب، فنحن أيضاً نقرأ العربية ونرى وثائق العنف والإرهاب التي تصدر بمعدل تغريدة كل 5 ثوانٍ وفي كل منها دعوة واضحة وصريحة للعنف، كل تغريدة هي وثيقة تنسف وثيقتكم العلنية وتحيلها سراباً، فهل الوفاق قادرة على تغيير خطابها الداخلي ومطابقته مع خطابهم الخارجي؟ وهل يقرأ حلفاؤكم هذه التغريدات؟ ذلك هو السؤال.فهل تقرأ سفارات حلفائكم في البحرين التغريدات العربية كما تقرأها في القاهرة؟ أم تحتاج السفارة الأمريكية في البحرين أن يحاصر الوفاقيون سفارتها كما حاصر الإخوان سفارتهم في القاهرة لتقرأ خطابهم المحلي لتكتشف الفرق؟يبدو أن السفارات الأمريكية معنية فقط بالعنف الموجه ضدها، أما الموجه لغيرها فهو ليس عنفاً.أما نحن الذين نكتوي بنيران الإرهاب نعرف تماماً كيف تساند الوفاق العنف وتدعمه وتحفزه وتهيئ بيئته وتدافع عنه وتشكل له مظلة دولية فيما بعد. فإن خدعتم أو ادعيتم تصديقها في وثيقتها فدونكم تغريداتها وأرونا كيف تفصلون بينها وبين تصاعد العنف، وإن كنتم لا تقرؤون العربية -ونحن نعرف أنكم تقرؤونها- فنحن مستعدون أن نترجم لكم التغريدات إلى اللغة الأمريكية.. أقصد الإنجليزية!!
Opinion
«نحن نقرأ العربية»
12 نوفمبر 2012