كان أكثر شيء ملفتاً ومحبطاً في رد الرجل الفاضل الشيخ خالد بن أحمد وزير الخارجية أمس الأول في مجلس النواب على سؤال (تدريب الأمريكان لمواطنين بحرينيين) حيث قال بما معناه: (إن الخارجية تحدثت مع الخارجية الأمريكية حول دعوة بحرينيين لبرامج تأهيل «للقيادة» وقالت إن مخاطبة البحرينيين مباشرة غير مقبول، ويجب أن يكون عن طريق الخارجية البحرينية، التي عن طريقها تخبر البحرينيين وجهات عملهم عن الدورات).وهذا يعني أن أمريكا جعلت من الخارجية البحرينية (ساعي بريد) من غير حول ولا قوة للخارجية البحرينية في رفض أو قبول الدعوات، والوزير قال إن الرفض والقبول يأتي من جهات العمل، ولمح أيضاً إلى ديوان الخدمة المدنية..!بالله عليكم هل ما تفعله الخارجية البحرينية ينم عن سيادة، حتى وإن كانت أمريكا صاحبة الدعوة؟وزير خارجيتنا يقول إن هناك الكثير من أبناء البحرين استفادوا من الدراسة في أمريكا، وهذا صحيح وندعم كل مشروع للدراسة للمواطنين، لكن المشروع الأمريكي يا سعادة الوزير ليس تدريساً، إنما هو تأهيل وتدريب على قيادة الثورات، التي حصلت لنا، مشروع كوندوليزا رايس يا سعادة الوزير، وأنت تعلم أكثر منا عن تفاصيله.هذا ليس مشروع دراسة علمية أكاديمية، إطلاقاً، إنه تأهيل على قيادة الثورات والتعامل مع الإعلام، وكيف تقلب الحقائق، والقائمة تطول.يا سعادة الوزير عندي لك أكثر من سؤال.. من الذي انقلب على حسني مبارك رغم أنه كان منبطحاً للأمريكان.من الذي انقلب على شاه إيران، وهو كذلك كان منبطحاً للأمريكانمن الذي انقلب على بن علي تونس وحاله كما حال البقية؟من الذي انقلب على رئيس اليمن علي صالح؟من الذي انقلب على القذافي برغم علاقاته وصداقاته مع توني بلير وبرلسكوني ايطاليا.هؤلاء لا صديق لهم، ابتسامتهم الصفراء والتي نراها في وجه السفير الأمريكي لها عدة معانٍ، يقولون لكم نحن حلفاء لكم، إلى أن تحين الساعة، ويصبحون حلفاء لغيركم.هل يعقل ألا يكون للخارجية البحرينية دور في قبول أو رفض الدعوات الأمريكية؟أين سيادتنا في ذلك؟هل تستطيع الخارجية البحرينية أن توجه دعوة لمواطنين أمريكان كانوا بيضاً أو سوداً، أو من أصل مكسيكي، أو إسباني أو عربي، أو غير ذلك للتدريب في البحرين؟بالأمس فقط تلقينا صفعة من تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، واجتمعت أنت يا سعادة الوزير بالسفير، ولا نعلم ماذا جرى في الاجتماع، أم أنه شرب شاي والسلام.التعويل اليوم على الداخل، ومع من وقفوا وقفة مشرفة مع وطنهم، وعلى الاتحاد مع دول الخليج، هذا هو حصننا الحصين، الأمريكان يبيعون في طرفة عين، يضعون يدهم معك، ويدهم الأخرى مع غيرك، ومن يغلب يقولون له نحن معك.أمس الأول أيضاً وفي ذات جلسة مجلس النواب، سحبت النائبة القعود الميزانية من أجل الاجتماع مع الحكومة، ولا نعرف إلى ماذا سيفضي الاجتماع.كما إن هناك مطلباً سقط من قائمة مطالب النواب وهو زيادة رواتب القطاع الخاص، أو عمل صندوق لرواتبهم.يقال إن 4 كتل وعدداً من المستقلين رفضوا الميزانية، بينما كانت القعود قد صرحت بتحقيق مطلبين من أصل 3 إنجاز في الميزانية، والثالث هو زيادة الرواتب.غير أن السؤال هنا: ماذا لو أقرت الحكومة الميزانية من دون زيادة الرواتب، ولم تعبأ بالنواب؟ما هو موقف النواب هنا؟من يتحمل عدم وجود موارد للدولة غير النفط، هي الدولة، إن كانت هناك أخطاء في تنويع مصادر الدخل فلا يتحملها الوطن، المواطن لا يضع الاستراتيجيات، ولا يشرع القوانين، ولا يستشار في وضع التصورات والبرامج، مسؤولية تنويع مصادر الدخل هي في رقبة الدولة.لكن أعتقد إن مررت الدولة الميزانية دون موافقة المجلس المنتخب فإن هذا أمر سيفتح أبواباً كثيرة، خاصة ممن خان الوطن، الجميع سيقول إن المجلس ليس له اعتبار.إقرار الميزانية دون زيادة للقطاع الخاص أيضاً مأزق كبير.زيارة سمو ولي العهد للسعوديةيحسب لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد ما يقوم به من جهود كبيرة من أجل تحفيز أجهزة الدولة على تقديم خدمات أفضل للمواطنين، وقد لمسنا ذلك في زياراته للوزارات، لكن البعض تمنى أن تكون الزيارات مفاجئة ليرى سموه الأمور على طبيعتها، كما إن حديث سموه مع المراجعين كان لافتاً ويعبر عن اهتمامه لسماع مشاكل المراجعين.موقف آخر كان محل تقدير المواطنين حين قال سمو ولي العهد إنه لا يريد إعلانات شكر بالصحف، وإنما تقديم خدمات أفضل للمواطنين هو المطلوب.زيارة سموه إلى الشقيقة المملكة العربية السعودية يؤمل منها تحريك ملفات مهمة اقتصادية وتجارية تهم البحرين والشقيقة الكبرى على حد سواء، وربما يكون موضوع الشاحنات من ضمن المواضيع، وهذا محل تقدير واعتزاز من أهل البحرين.مناشدة للشيخ خالد بن عبداللهأرفع هذه المناشدة للرجل الفاضل والمتواضع رئيس شركة ممتلكات الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفه فقد تم أمس فصل موظفة من ضمن الموظفين المفصولين بشركة طيران الخليج عملت بالشركة لمدة 20 عاماً، وليس هذا فحسب، بل هي مطلقة وتُعيل ثلاث فتيات، واليوم هي مفصولة من العمل فصلاً تعسفياً، وهذا غير مقبول أبداً.اللافت في الأمر أن من وقف مع الوطن في أزمته اليوم يضحى به وباستهزاء من بعض المسؤولين الذين كانت لهم مواقف مخزية في الأزمة.. (والله لا نعرف ماذا نقول يا وطن)؟الأمل من بعد الله سبحانه، في الشيخ خالد بن عبدالله للنظر بإنسانية إلى وضع هذه الموظفة التي تعيل فتيات صغاراً، كما إننا نأمل في الأخ الكريم ماهر المسلم الخير في هذا الجانب، فحتى وإن كانت هناك قرارات، فهناك جانب إنساني يجب أن نضعه في الحسبان، والظلم لا يرضى به أحد. الرقم الوظيفي للموظفة هو 997013.
Opinion
نحن وأمريكا.. الحلفاء المنقلبون!
25 أبريل 2013